المقالات

ماهي ليلة القدر..ما فضلها..وماهي علامتها ..وكيف الاستعداد لها ؟

2897 19:57:00 2010-08-29

سميت ليلة القدر من القدر والشرف والرفعة كما تقول ان فلان ذوقدر وشأن، حيث يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، و تعد هذه الليالى المباركة نقلة نوعية لمسيرة العبد فى الحياة ومن هنا استعمل القرآن الكريم التعبير ( وما ادراك ) والتى تستعمل عادة لبيان حقيقة القيامة وما يجرى فيها من اهوال ، وان حقيقة ليلة القدر من الغيب الذى لا يحيط البشر بكنهه، والتى من الممكن ان تبدل مصير العبد من الشقاء الى السعادة ...وأمر الله تعالى عباده أن يحيوها وجعل تصريف الأقدار في هذه الليلة المباركة، التي يخلص الناس فيها لله، وينـزعون من صدورهم الأحقاد، والنوايا السيئة ، ويحاولون إشاعة المعاني النبيلة في نفوسهم... وقد قيل: اِنّ شهر رمضان هو ليلة القدر...ويعتقد البعض ان تفسير الاية (خير من الف شهر) خاص بالاجر، اي انه من الممكن ان يحقق العبد القرب الذى يريد ان يحققه من ربه لانها بحساباتنا للسنين تعادل ثلاث وثمانين سنة، وان الله تعالى جعل تلك الليلة خيرا من الف شهر ، وهذا لا ينافى ان تكون هذه الليلة للبعض ارقى من الاف الشهور ، لان الاية لم تحدد السقف الاعلى للفضل... من الضرورى ان نتهيا لمثل هذه الليلة العظيمة كما كان يفعل نبينا (ص) حيث كان يشد المئزر فى مثل هذه الليالى ليتفرغ لاغلى المكاسب والمواهب فى عالم الوجود.. احاديث في فضلها:- قال رسول الله صلى الله عليه وآله:«إنّ الله عزوجل اختار من الايام يوم الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر»قال الأمام الباقر سلام الله عليه(من وافق ليلة القدر فقامها غفرالله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخّر)وعن الأمام الباقر عن آبائه سلام الله عليهم قالوا :(أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى أن تغفل عن ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين أو ينام أحد تلك الليلة)عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله أَنّه قال: قال موسى: إِلهي أريد قربك، قال: قربي لمن يستيقظ ليلة القدر، قال: إِلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إِلهي أريد الجواز على الصّراط، قال: ذلك لمن تصدّق بصدقة في ليلة القدر.قال: إِلهي أريد من أَشجار الجنّة و ثمارها، قال: ذلك لمن سبّح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إِلهي أريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر، قال: إِلهي أريد رضاك، قال: رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر.قال السيد ابن طاووس : انّ طلب معرفة ليلة القدر من مهمّات ذوي الألباب ، حيث لم أجد في المعقولات و المنقولات ما يمنع من طلب معرفتها، و الظّفر بما فيها من السّعاداتومن علامتها :-طيب ريحها:فمن ذلك: ما ذكره محمّد بن يعقوب الكليني في كتاب الصّوم باسناده إلى محمّد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر، فقال: علامتها ان تطيب ريحها، و ان كانت في برد دفئت، و ان كانت في حرّ بردت و طابت.ما رواه علي بن الحسن بن فضال قال: قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: ، فبأيّ شي‏ء تعرف ليلة القدر؟ قال: ان كانت في حرّ كانت باردة طيبة، و ان كانت في شتاء كانت دفيئة لينة.وعن ابي عبد الله عن جدّه عليهم السلام قال: ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارّة و لا باردة، نجومها كالشّمس الضاحية.الاستعداد لليلة القدرجاءت التعاليم النبوية المستمدة من الوحي الإلهي الذي أوحى به إلى نبيه، في ضرورة استعداده فيها للصلاة والابتهال والدعاء والانقطاع إلى الله، والتقرب إليه ليحصل على رضاه، فيكون ذلك أساساً للتقدير الإلهي الذي يمثل عناية الله به ورعايته له وينطلق الإنسان إلى ربه مخلصاً، قائماً وقاعداً، وراكعاً وساجداً، في ابتهاله وفي خشوعه، لتكون هذه الليلة موعداً إلهيّاً يتميّز عن أيّ موعدٍ آخر. فبإمكان الإنسان أن يلتقي بالله في كل وقت، ولكن لقاءه في ليلة القدر شيءٌ آخر، فهي {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فالرحمة فيها تتضاعف، والعمل فيها يكبر، والخير فيها يكثر، وعطايا الله تتزايد، ليكون برداً وسلاماً على قلب الإنسان وروحه...وسرّ هذة الليلة الذي تتنزل بها الملائكة، الذين يوكل الله إليهم المهمّات المتعلقة بالكون الأرضي المتصل بالإنسان من كل أمرٍ يهمه أو يتعلق بشؤونه، في رزقه، وحركته وعمره، ونحو ذلك. كما يتنزل به الروح الذي قد يكون المراد به جبريل(ع)، الذي امتاز عن الملائكةمن المهم ان يستذكر العبد حقيقة ان المقدرات تكتب فى ليلة القدر، ويا ليت الامر كان منحصرا بما يعود الى الدنيا : مرضا وفقرا وموتا وما شابه ذلك ، بل ان الامر يتعدى ذلك ليشمل السعادة الابدية ورضا المولى عنه والذى يترشح منه كل بركة فى هذا الوجود، ومن هنا كان على العبد ان يعيش حالة الوجل ، وخاصة فى فجر الليلة الثالثة والعشرين ،حيث يحس العبد بانتهاء تلك الهالة القدسية التي تشهد ازدحاما لمواكب الملائكة والروح، وان يتقديم طلب العبد من مولاه مع الصدق فى اثبات العبودية ،ولنجعله خير رمضان مر علينا ، وخير ليلة قدر مرت علينا، اللهم هب لنا فى ليلة القدر خير ما وهبت لاحد من عبادك الصالحين ، فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
gig
2010-09-04
الموضوع رائع جدا وانا حبيت كتير رمضان كريم ليلة قدر انشاء الله مليئة بالتوبة
اتلل
2010-08-30
يارب ارزق عبادك يالله
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك