صادق الرصافي
العصابة الاموية المسندة بدعم مشايخ القبائل المتضررين من سياسة الامام الاجتماعية والاقتصادية وتقلص دورهم ونفوذهم والثروة المالية الطائلة التي ملكها ,اضافة الى استغلال معاوية الحاكم غير الشرعي لبلاد الشام بعد ان عزله الامام عنها ورفضه لهذا القرار كانت تخطط لقتل الامام علي بن ابي طالب (ع) بأية وسيلة متاحة ولذلك كان الإمام مدركا لابعاد هذا المخطط عبر نشر العيون والأرصاد حتى في داخل بلاد الشام للإلمام بتحركات معاوية وخططه وكان الخوارج من خلال حركتهم التكفيرية وعنفهم الدموي وتعصبهم الاخرق الاقرب من سواهم الى معاوية لتنفيذ سيناريو الاغتيال ,خصوصا وان معاوية قد كانت له اتصالات بالخوارج ودعمهم ماديا وتحريضهم للتمرد على حكم الامام ومشاغلته بهدف منعه من السير الى بلاد الشام والقضاء على حكم معاوية هناك وهو هدف استراتيجي وضعه الامام بعد ان ادرك ان استمرار معاوية في الحكم في بلاد الشام سيشكل خطرا على بلاد المسلمين ,اضافة الى ان معاوية سيحاول مواصلة غاراته وحربه ضد الامصار وبلاد المسلمين من اجل ارهاب المسلمين واضعافهم وصولا الى السلطة وهو ما عبر عنه بالقول لاحقا بانه لم يحكم البلاد الاسلامية من اجل الدين ,بل من اجل الامرة والسلطة .
معاوية حاول استغلال قضية مصرع الخليفة عثمان وتوظيفه لصالحه رغم انه اول من خذل الخليفة عثمان عندما امتنع عن ارسال قوات من الشام لحمايته ورفع الحصار المفروض عليه ,حيث حاول معاوية ترك عثمان بن عفان وحيدا ليقتل واستغلال مقتله سلما للوصول الى الكرسي بدليل انه استخدم قميص عثمان لتأجيج مشاعر أهل الشام وتأليبهم لمحاربة الإمام علي (ع) وأهل العراق بدعوى المطالبة بالقصاص من قتلة الخليفة عثمان وهو مطلب سرعان ما تخلى عنه معاوية بعد وصوله الى السلطة ,حيث رفض إقامة المحاكم مكتفيا بالشعارات وبان الهدف لم يكن دماء عثمان , بل السلطة نفسها وألزم أبناء الخليفة بالصمت وعدم فتح هذا الموضوع او المطالبة به من جديد .عبر اضعاف عزائم الامة وتوهينها للقبول بالمشروع الاسري الأموي الذي لم يكن لصالح المسلمين ,بل من اجل تعزيز نفوذ وهيمنة السلطة الاموية الحاكمة لكي تتسلط على مقدرات الامة وامكاناتها بدليل انها استغلت الفتوحات الاسلامية لصالحها عبر زيادة نفوذها وثرائها فيما ظلت الامة الاسلامية تشكو فقر العيش والحال .
https://telegram.me/buratha