المقالات

متاهة الدوائر الحكومية.


علي الخياط

ربما تعتبر الحقيقة مرة في بعض الاحيان وهي اشد مرارة من العلقم ،خاصة ونحن نسمع ونرى الحقائق الملموسة التي تنشرها المنظمات الدولية عن مدى الفساد المالي والاداري المستشري في معظم الدوائر الحكومية.حيث يحتل العراق طليعة دول العالم فسادا ووحشية،لايختلف اثنان على ان الفساد مكملا للارهاب وممولا لمشاريعه الارهابية التي يصطلي بها ابناء الشعب العراقي ،الفساد في مؤسسات الدولة لايقتصر على عمل المافيات المنظمة التي تضطلع بادوار واسعة في ضرب البنى التحتية لميزانية البلاد .فهذه المافيات الصغيرة التي يشاهدها المراجع لدوائر الدولة والتي تستهلك جيوب المراجعين وتخدش كرامتهم وهذه في حقيقتها لاتقل فتكا من الارهاب نفسه ،اذ ان المواطن يشاهد المتلاعبين والمرتشين الذين تحالفوا مع الشيطان من اجل الاثراء الشخصي السريع هم اشد قسوة علينا من غيرهم لانهم شاركوا في ابتزازنا وهم يصولون ويجولون دون أي رادع او مسائلة من الاجهزة الرقابية .حدثني احد الاصدقاء عن رحلته في احد دوائر الدولة قائلا :قبل فترة كنت في مراجعة لاحدى الدوائر الحكومية ،وكم ندمت على مراجعتي التي استهلكت فيها وقتي وضياع كرامتي في المراجعة لمعاملة ما وبدون أي اجراء يذكر فيها ،امضيت مايقارب الخمس ساعات لم تتحرك عجلة المعاملة قيد انملة وظلت اسيرة الموظفة التي تمارس عملها بانتقائية عجيبة ،مما اضطرني الى البحث عن المكاتب الرقابية مثل النزاهة او مكتب المفتش العام من اجل الشكوى ولكن صدمت ان لاوجود لهذه المكاتب في الدائرة المعنية ،فاضطررت للذهاب الى مديرة الدائرة التي تعذرت مدافعة عن موظفيها باعذار واهية مثل الحر والازدحام ..الخ ،انتهى اليوم والمعاملة لم تحرك ساكنا اسيرة الغرفة وابت ان تفارقها ،ولكن نصيحة احد الزملاء باعطاء المعاملة الى احد المعقبين التي استطاعت يده الكريمة انتشال المعاملة بقدرة قادر وتمريرها عبر الغرف المقفلة بفترة قياسية ،وبعد ذلك مررت مرور الكرام ولبعض دقائق ليتم استلامي المعاملة (كاملة) معززا مكرما دون أي عناء يذكراو كرامة اهدرت سوى بعض الاوراق المالية التي اشتريت بها كرامتي ووقتي.نحن بحاجة الى خلق اجواء نظيفة و ايقاظ الوعي المناهض للمناخات الفاسدة التي تنمو في ظلها طحالب كثيرة من الفاسدين والمفسدين..اذ ان محاربة الفساد والرشوة في الدوائر الحكومية لايقل اهمية عن مكافحة الارهاب و الفعاليات الامنية والعسكرية التي حجمت الارهاب وكادت تقضي على معظم انشطته الموبوءة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الدجيلي 70
2010-08-30
من هم المفسدون 000 الذين لا يتقون الله ولا يحترمون شعبهم ولا يامنون بالاخره الذين اشترو الحياة الدنيا بالاخرة والضلالة بالهدى نعم بسم الدعوة قتلو الدعوة وباسم العراق يحاولون تدمير العراق بعدما خانوا الشعب الذي وقف ملبيا نداء الصدر الاول بالثورة على الطاغوت البعثي (ابن العوجة )وها هم اليوم وللاسف يطلق عليهم كوادر الدعوة الاسلامية التي تبراة منهم ومن اساليبهم الرخيصه ولو اذن للصدر الاول ان يحيا لكفر الاديب ومن انتهج نهجه وسلك سلوكه 00 فهل اصبح حزب الدعوة حزبا عفلقيا لا يؤمن الا بنهب اموال الشعب ال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك