المقالات

متاهة الدوائر الحكومية.

673 16:42:00 2010-08-29

علي الخياط

ربما تعتبر الحقيقة مرة في بعض الاحيان وهي اشد مرارة من العلقم ،خاصة ونحن نسمع ونرى الحقائق الملموسة التي تنشرها المنظمات الدولية عن مدى الفساد المالي والاداري المستشري في معظم الدوائر الحكومية.حيث يحتل العراق طليعة دول العالم فسادا ووحشية،لايختلف اثنان على ان الفساد مكملا للارهاب وممولا لمشاريعه الارهابية التي يصطلي بها ابناء الشعب العراقي ،الفساد في مؤسسات الدولة لايقتصر على عمل المافيات المنظمة التي تضطلع بادوار واسعة في ضرب البنى التحتية لميزانية البلاد .فهذه المافيات الصغيرة التي يشاهدها المراجع لدوائر الدولة والتي تستهلك جيوب المراجعين وتخدش كرامتهم وهذه في حقيقتها لاتقل فتكا من الارهاب نفسه ،اذ ان المواطن يشاهد المتلاعبين والمرتشين الذين تحالفوا مع الشيطان من اجل الاثراء الشخصي السريع هم اشد قسوة علينا من غيرهم لانهم شاركوا في ابتزازنا وهم يصولون ويجولون دون أي رادع او مسائلة من الاجهزة الرقابية .حدثني احد الاصدقاء عن رحلته في احد دوائر الدولة قائلا :قبل فترة كنت في مراجعة لاحدى الدوائر الحكومية ،وكم ندمت على مراجعتي التي استهلكت فيها وقتي وضياع كرامتي في المراجعة لمعاملة ما وبدون أي اجراء يذكر فيها ،امضيت مايقارب الخمس ساعات لم تتحرك عجلة المعاملة قيد انملة وظلت اسيرة الموظفة التي تمارس عملها بانتقائية عجيبة ،مما اضطرني الى البحث عن المكاتب الرقابية مثل النزاهة او مكتب المفتش العام من اجل الشكوى ولكن صدمت ان لاوجود لهذه المكاتب في الدائرة المعنية ،فاضطررت للذهاب الى مديرة الدائرة التي تعذرت مدافعة عن موظفيها باعذار واهية مثل الحر والازدحام ..الخ ،انتهى اليوم والمعاملة لم تحرك ساكنا اسيرة الغرفة وابت ان تفارقها ،ولكن نصيحة احد الزملاء باعطاء المعاملة الى احد المعقبين التي استطاعت يده الكريمة انتشال المعاملة بقدرة قادر وتمريرها عبر الغرف المقفلة بفترة قياسية ،وبعد ذلك مررت مرور الكرام ولبعض دقائق ليتم استلامي المعاملة (كاملة) معززا مكرما دون أي عناء يذكراو كرامة اهدرت سوى بعض الاوراق المالية التي اشتريت بها كرامتي ووقتي.نحن بحاجة الى خلق اجواء نظيفة و ايقاظ الوعي المناهض للمناخات الفاسدة التي تنمو في ظلها طحالب كثيرة من الفاسدين والمفسدين..اذ ان محاربة الفساد والرشوة في الدوائر الحكومية لايقل اهمية عن مكافحة الارهاب و الفعاليات الامنية والعسكرية التي حجمت الارهاب وكادت تقضي على معظم انشطته الموبوءة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الدجيلي 70
2010-08-30
من هم المفسدون 000 الذين لا يتقون الله ولا يحترمون شعبهم ولا يامنون بالاخره الذين اشترو الحياة الدنيا بالاخرة والضلالة بالهدى نعم بسم الدعوة قتلو الدعوة وباسم العراق يحاولون تدمير العراق بعدما خانوا الشعب الذي وقف ملبيا نداء الصدر الاول بالثورة على الطاغوت البعثي (ابن العوجة )وها هم اليوم وللاسف يطلق عليهم كوادر الدعوة الاسلامية التي تبراة منهم ومن اساليبهم الرخيصه ولو اذن للصدر الاول ان يحيا لكفر الاديب ومن انتهج نهجه وسلك سلوكه 00 فهل اصبح حزب الدعوة حزبا عفلقيا لا يؤمن الا بنهب اموال الشعب ال
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك