المقالات

مهزلة إستراتيجية الرقي بالجامعات العراقية


فراس الغضبان الحمداني

أعلنت وزارة التعليم العالي مؤخرا ما أسمته إستراتيجية الرقي بالجامعات العراقية وربطها وتفاعلها مع المجتمع العراقي ويعد هذا الأمر بالمقاييس الإستراتيجية ذاتها نكتة تستحق إن نرشحها للنشر بقاموس غينس للغرائب والعجائب .

ومصدر هذه الغرابة عن الوزارة ومنذ 4 سنوات كانت العامل المساعد والمحفز لانهيار التعليم العالي الأولي والدراسات العليا ، وتؤكد هذه الحقيقة المعطيات الواقعية وليست الافتراضية ولا تصمد امامها تصريحات المستشارة الإعلامية ، وقد أصدرت الوزارة سلسلة من القرارات التي أسهمت في انهيار المستوى التعليمي وفي مقدمتها سياسة القبول في الجامعات والتي يستوجب في بعض الكليات اشتراطات خاصة تجاهلتها الوزارة وخضعت لضغوط وابتزازات حزبية وعشائرية وشخصية دفعت الوزير للتساهل لدرجة السماح للمرقنة قيودهم بما فيهم المتخلفين دراسيا والفاشلين امتحانيا في الدراسات العليا بالذات للعودة إلى الدراسة ومعنى ذلك منحهم الشهادة رغم انف ما نسميه باللجان العلمية والترتيب الإداري المتمثل بالجامعات والكليات والأقسام . وهذا يعد استكمالا لسياسة التوسع بالقبول كميا وعلى حساب النوع .

وأوجدت الوزارة مبررات غير منطقية للقبول ليس على أساس العلم والكفاءة بل لتوفير الفرص استجابة للضغوط ومنها على أساس الاستثناء في الشهداء والمفصولين السياسيين والنفقة الخاصة ، ولا ندري ما علاقة ذلك بالتخصص العلمي ، فقد يكون المفصول السياسي أو ابن احد الشهداء أو أخيه ولكنه من الجوانب العلمية والأكاديمية لا يصلح إن يحصل على مقعد في الدراسات العليا ، وان هذا الأمر سيتم حتما على حساب ضياع فرصة لعراقيين آخرين مبدعين ومتميزين في اختصاصاتهم .

بل إن الأمر بلغ للسيد الوزير شخصيا إن يذعن لالتماسات غير مشروعة لطلبة فاشلين ويمنحهم الفرصة لأسباب عشائرية وحزبية ومجاملات شخصية ، ويعد هذا الأمر هو القنبلة التي دمرت التعليم العالي وفندت أكذوبة ما تسميه بالإستراتيجية وتعني بها الخطة المبنية على أسس علمية لا على العواطف والميول الذاتية .

ونسال الوزارة العتيدة في وضع هذه الخطة الجديدة وكم أسهم بها العلماء والخبراء وأصحاب الاختصاصات ، لان مسؤول التخطيط في الوزارة نفسها لا يحمل الشهادة العليا ولا يمتلك الحد الأدنى من التخطيط الاعتيادي وليس الاستراتيجي ، والوزارة كما نعلم ويعلمون مبنية على حصص طائفية ، ويقوم كل ممثل طائفة بالتستر على التجاوزات الخطيرة التي سعى من خلالها الطارئين والمرتزقة لشرعنة شهاداتهم المزورة أو غير المعترف بها لكي يستمروا في مواقعهم وامتيازاتهم .

ولعل من أوليات التخطيط الاستراتيجي إن يتضمن خطة لمحاربة أصحاب الشهادات المزورة والكيانات الجامعية التجارية التي تمارس التجارة في الشهادات العليا وتعتمد خطوط التسويق داخل العراق وخارجه وتمنح شهادات أولية وعليا في وزارات الدولة العراقية رغم أنها ليست أحسن من الشهادات المزورة نفسها وعلى سبيل المثال مازال معهد التاريخ العربي يمنح شهادات ماجستير ودكتوراه يتمتع أصحابها بكل الامتيازات ونحن نعلم إن هذه الشهادات ( كلاوات ) ولم تعترف بها حتى حكومة صدام ، وهناك جامعة أو كلية تسمى الأكاديمية العربية تقبل من هب ودب خلافا لأبسط التعليمات التي تتحدث عنها إستراتيجيات التعليم العالي وهي تمارس عملها في وضح النهار .

لكن وزارة الاستراتيجيات تعجز عن ردعها أو إغلاقها بقوة القانون وتكتفي بمجرد تلميحات وتصريحات بشان عدم الاعتراف بهذه الكليات وبمثيلاتها من الجامعات المفتوحة ، والغريب إن وزارة الصحة حين تكتشف بان هنالك مذخرا أو مطعما مخالفا للشروط الصحية تستعين بالشرطة لغلقه حفاظا على صحة المواطنين العامة ، ولكن وزارة التعليم العالي العتيدة لا تجرؤ على غلق هذه الدكاكين التعليمية حفاظا على عقل المواطن وسمعة التعليم العراقي وتكتفي بالتصريحات والاستضافة الإعلامية لهذه الفضائية أو تلك الإذاعة للتحدث عن الإستراتيجية التي لا وجود لها إلا في التصريحات الاستعراضية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك