/ حافظ آل بشارة
بدات قنوات عراقية عديدة تعرض اعمالا درامية بمناسبة شهر رمضان ، اغلبها على شكل مسلسلات هزيلة في قصتها واخراجها وتنفيذها وعبثيتها واللغو الفارغ الذي يتناثر منها ، كأن منتجي بعض تلك الاعمال غير مسلمين فلا يعرفون ان لهذا الشهر المقدس أي حرمة أو كأنهم تبرعوا بافساد صيام الناس ، فالصائم يقضي يومه مكافحا العطش والجوع والحر اللاهب احتسابا وعند الافطار يتم اجباره على مشاهدة كل ما يسبب ضياع صومه أو سماع اللغو الفارغ وكل ما يتنافى مع الأجواء الروحية ، بعض القنوات تتعامل مع الدراما برؤية متخلفة جدا وتعاني من الأمية الفنية فلا تعرف فن تسويق الافكار وترويج القضايا وتتصرف مثل الغجر الذين لا يعرفون سوى اثارة الغرائز أو اثارة الضحك أو اثارة البكاء وهي مشاعر بدائية غير هادفة بالاصل ، لكن المنتج الهادف يجعل المشاهد يضحك ويبكي في اطار قصة تحمل رسالة اصلاح وبناء وتطوير للانسان وليس رسالة افساد ، لا يمكن للدراما ان تكون فنا نبيلا مالم تنجح في تبني قضايا المجتمع واشكالياته الكبرى ومعضلات حياته والتهديدات التي تواجهه ، مع تعبئة الرأي واستقطاب الوعي لتحقيق حالة رفض لما هو سيئ وتأييد وتعاطف مع ما هو ايجابي ، كما تمارس الدراما اعادة طرح المفاهيم وتصحيحها ، ومحاربة اليأس وانعاش روح التفاؤل وتعميق القيم الجمالية الكائنة في الوجود وفي اوساط المجتمع وتنميتها واشاعة روح العفة والبحث عن فضاء جمالي جديد خارج مفهوم الاثارة التي تفتح ابواب المعاصي وتوفر مقدمات للأنحراف ، ولا بد من الاشارة الى ظاهرة التخصص في البث التلفازي الشائعة في العالم وكيف اصبح لكل قوم برامجهم وقنواتهم وهناك قنوات تستخدم النساء بطريقة شهوية مجردة وملغومة فتقدم المومس المبتذلة في حركات استعراضية تبلغ رسالة لكل بنت تقول بأن هذا النموذج من الساقطات يجب ان تكون قدوتك في الحياة ! كذلك تعرض صورة الشاب المتميع المبتذل لتجعله قدوة للشباب العربي المسلم ، لكن المؤسف ان قنوات محترمة تتسابق مع القنوات المنحطة في انتاجها المبتذل الذي يوجه رسالة افسادية خلال رمضان ! النموذجان يشكلان ضررا على المجتمع المسلم وتحديا لهويته الفكرية والاخلاقية ، واذا كان موقف من يشاهدون هذه الاعمال صعبا امام الله فان موقف بعض الفنانين والفنانات الذين يكونون ادوات للتنفيذ سيكون اصعب وهم يكسبون قوتهم بهذه الطريقة المؤسفة فهم يشتركون في شن هجوم على قيم المجتمع ودينه وعفته ، اذا كانت بعض القنوات قد تأسست في الاصل لنشر الرذيلة واخراج الناس من دينهم فما بال القنوات التي تأسست لخدمة المجتمع وحفظ هويته لماذا فشلت في انتاج دراما تخدم هذه الاهداف المقدسة ، لماذا لا تجد القيم الدينية العظيمة والمضامين الاخلاقية ، ومفاهيم الخير والعفة والعدل والجمال فنا يمثلها ويعبر عنها ؟
https://telegram.me/buratha