المقالات

المجلس الاعلى حزب سياسي ام تيار في الامة

688 20:15:00 2010-08-26

منى البغدادي

ليس تيار شهيد المحراب حزباً بمعناه التحزبي الضيق وليس تشكيلاً سياسياً بمعناه السري المنغلق وليس جماعة تسعى الى السلطة والحكم عبر التكتلات الحزبوية او التحالفات الفئوية بل هي تنظيم جماهيري منفتح على الافق الواسع الذي يكون جامعاً ومانعاً ، جامعاً للاخيار مانعاً للاغيار.تيار شهيد المحراب منفتحاً بافق محدد وبالقدر الذي لا يجعله مخترقاً ومنغلقاً بالقدر الذي لا يكون متحجراً وبين الانفتاح والانغلاق الايجابيين تبرز الاداءات الوسطية التي تشكل حداً فاصلاً بين التشدد او التساهل المفرط.وهذه الخصائص منحت تيار شهيد المحراب مصداقية وصدقية التعاطي الاخر من القوى السياسية التي وجدت في هذا التيار الشريف القدرة العالية على الحوار الاقناعي والفهم العقائدي الاستيعابي الذي لا يجنح باتجاه الطائفية والتفهم الوطني الذي يدعو الى السلبية والالغاء.ما يميز هذا التيار الوطني هو الفكر السياسي الممتزج مع الاتجاه العقائدي فلا يكاد يميز بين اداءاته بين الاتجاهين السياسي والعقائدي وان استطاع الفرز بين العقيدة الاسلامية باعتباره الاطار الجامع الرئيسي لكل التوجهات التي تترتب عليها كالعمل السياسي والاجتماعي المترشح من البعد العقيدي، فهو لم يكن مؤسسة عقائدية محضة او اطاراً سياسياً خالصاً ، بل كان كياناً جامعاً بين الاتجاهين السياسي والعقائدي.ومسالة الممكن السياسي ومتغيراته تتحرك بالافق الشرعي باطاراته العامة الحلال والحرام والمستحب والمكروه والمباح بحسب ما ترسمه الشريعة كخطوط عامة لمسار هذا التيار الوطني.وهذا الامتزاج والنسيج الجامع بين الحركة السياسية والتصورات العقائدية تمنحه رؤية متبصرة باتجاه السعي الى ترشيد حركة الشارع مع مسار الشريعة ، وعقلنة الوعي العام باتجاه الفهم الاصيل والموقف الشرعي والسياسي المطلوب فان حركة الشريعة هي التي ترسم مسار الشارع وليس العكس فقد يجد تيار شهيد المحراب صعوبة بالغة في تأكيد هذا الوعي المتكرس في توجيه الشارع باتجاه الشريعة وتهذيب وتشذيب سلوك الشارع وانفعالاته المتأثرة بسياقات العقل الجمعي ، فان تيار شهيد المحراب من ضمن اولوياته واساسياته واهتماماته العليا هو ترشيد الوعي العام وتأسيس رؤية متبصرة في وعي وسلوك الجماهير.ومن هنا فان المهمة الرسالية الكبرى والوطنية العليا هو تأسيس لوعي وطني يكرس ثقافة المشاركة والمواطنة والدفاع عن قيم ومبادىء الدين الاسلامي.فان الهدف الاكبر لتيار شهيد المحراب لا يتأكد عبر التحشيد الاكبر من الجماهير وان كان هذا مطلوباً ومهماً في سياقات التعبئة السياسية بشكل عام وانما الهدف الذي يشكل اهمية كبيرة في منطلقات هذا التيار هو اعداد امة واعية تعي مسؤولياتها الوطنية والشرعية والاخلاقية فالمعيار ليس الكثرة وحدها والكمية التحشيدية للجماهير بل النوعية التوعوية، وهذا ما يضاعف من مسؤولية هذا التيار وكوادره ويجعل مهمتهم غاية في الصعوبة فان الكثرة وحدها غير كافية اذا لم تقترن بوعي عقائدي وولاء وطني يجعلها قادرة على تحقيق اهدافها.فقد يتوهم بعض السياسيين بان المهمة القصوى هي استقطاب واجتذاب الجماهير ضمن سياقات العقل الجمعي والتحشيد الانفعالي عبر خطاب عاطفي وحماسي والسير وراء حركة الشارع والانقياد ورائها وهذا ان تحقق فهو لا يعدو الا مظاهر شكلية سرعان ما تضمحل وتنهار كما تصنع الحكومات السائدة في الشرق او النظام السابق من تحشيد الجماهير بعوامل متعددة منها الترغيب والترهيب دون منطلقات جدية تصدر عن قناعة جماهيرية بالحضور الاختياري الواعي الموجه.ولذا فاننا وجدنا كيف تم اختزال حركة الجماهير ومؤسسات الدولة بشخص الرمز الامر الذي أدى الى انهيار المؤسسة والحشد الجماهيري بمجرد انهيار الرمز.وتصورات تيار شهيد المحراب الواعية هي تحشيد الجماهير عبر اسس وركائز الايمان بالعمل السياسي الذي يتبناه هذا التيار وايجاد القناعات الشخصية بالاهداف التي يتوخاها المتصدون لتيار شهيد المحراب والسعي لقيادة الجماهير وتحريكها ضمن التصورات الايجابية والاهداف المرسومة ضمن وضوح الفكر وقناعة تامة بالتوجه السياسي والعقائدي الذي يتبناه هذا التيار.لا يؤمن تيار شهيد المحراب بالفكر الفرضي أوالتصور القهري او تحريك الجماهير بعواطف وحماس تثويري وتحريضي دون ان تكون هناك رؤى مقنعة وتصورات ايجابية نابعة عن الحكم الشرعي والايمان بالثواب والعقاب الالهيين.ومن هنا فاننا ندرك ان افعال الانسان ونشاطاته لابد ان تخضع الى واحدة من احكام الشريعة والزاماتها (الواجب والحرام والمستحب والمكروه والمباح) وحتى طبيعة المشاركة في الانتخابات ضمن خطوطها العامة وليست التفصيلية تحتاج الى موقف شرعي باعتبار ان افعال المكلفين تخضع الى تلك الاحكام.فليس من الصحيح القدح او الطعن بقيادات تيار شهيد المحراب عندما يؤكدون على ان يكون للشريعة دخل في تحديد الموقف من الانتخابات باطرها الرئيسية والاساسية وليس التفصيلية فان ذلك موكول بخيار الناخب وحريته.وبعد ذلك كله يبقى تيار شهيد المحراب اكبر من كونه حزباً او تنظيماً بل هو حالة شعبية ممتدة في الافق الجماهيري الواسع.وفي هذا السياق وفي أكثر من مناسبة كان دائما شهيد المحراب يشير إلى أن المجلس الأعلى ليس حزباً سياسياً ولا تنظيمياً وإنما هو (حالة شعبية) والسبب هو أن المجلس الأعلى في تركيبته يشبه حالة مجالس الأمة والشورى والشعب (البرلمانات)، ولكن على مستوى التمثيل للواقع السياسي والجهادي الإسلامي القائم في الساحة العراقية قدر المستطاع من خلال الانتخاب والإدلاء بالأصوات، فهو ليس حزبا ولا تنظيما سياسيا، بل المجلس الأعلى حالة شعبية بصورة عامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك