امير المبرقع
لا اعتقد ان دولة تحتاج للتجسس او ارسال جواسيس للعراق لان كل شىء مباحاًَ للجميع والاخطر من ذلك ان الشبكات الارهابية تطلع على معلوماتنا عبر اختراقها لمعلوماتنا السرية والا بماذا نفسر اختراق تجمعات لمتطوعين للجيش في باب المعظم وغيرها وتفجير حشودهم بواسطة انتحاري وتكرار هذا الاختراق باستمرار.واما على المستوى السياسي وسجالات تشكيل الحكومة وتعقيداته فاصبحت هذه القضايا جزءاً من اهتمام الخارج وكل تحالف او تآلف او تفاهم بين القوى السياسية العراقية يخضع لدراسة الدول الاقليمية والغربية وربما اخذت الولايات المتحدة الامريكية التي شعرت بانها ابتعدت قليلاً في ادارة اوباما عن الملف العراقي او ستغادر قواتها العراق العام القادم اخذت تتدخل في شؤوننا بشكل سافر ونصبت نفسها مدافعة عن بعض الائتلافات السياسية وتطالب بشكل واضح في دعم بعض الشخصيات والضغط بهذا الاتجاه في واحدة من اخطر التدخلات السافرة في الشأن العراقي لم يعهدها حتى عهد الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي يعتبر رئيس التغيير الكبير في افغانستان والعراق والمعني الاساسي بالوضع العراقي. الذي فسح المجال وفتح الباب لهذه التدخلات السافرة هو التفكك الداخلي والاختلاف السياسي وعرقلة تشكيل الحكومة والاصرار على المواقف وعدم ابداء التنازل من اجل تشكيل الحكومة ولو كنا متماسكين ومتفقين من الداخل لما تجرأت واشنطن او غيرها بالاملاءات علينا او فرض الشروط والضغوط على قوانا السياسية ومحاولة سلب خيارها وقرارها.ان الشعب العراقي الذي عاني من ديكتاتورية واستبداد النظم السابقة هو شعب رشيد وواع ومدرك لمسؤوليته وهو المعني الاكبر في بناء تجربته الديمقراطية وقد شارك وتحدى الارهاب في الانتخابات الملحمية لمرتين وهو بطبيعة الحال لا يحتاج الى من يعطيه الوصاية والتوصيات المغلفة بالنصائح الخارجية لتقرير مصيره.زمن الاملاءات والاشارات الغربية قد ولى بلا رجعة في عراق قد غاد الاستبداد والديكتاتورية والطغيان ولن يحتاج شعبنا الى تحديد مستقبله وترسيم نظامه السياسي الى الاخرين فانه الاحرص على تجربته الجديدة.تدور في الافق العراقي تلميحات وتصريحات تفوح منها رائحة التدخل الخارجي في شؤونه وهو ما يتقاطع مع مسعانا لتأكيد السيادة والاستقلال العراقي.الخضوع والخنوع للارادة الاجنبية والاستسلام للايحاءات الغربية في فرض الضغوط والشروط في تشكيل الحكومة استفزاز صارخ لمشاعرنا وتجربتنا الجديدة ولن نسمح باي لون من هذه التدخلات في شؤوننا ونحن ندرك تماماً بان الحمل العراقي لا ينهض به الا اهله العراقيون وهم الذين دفعوا ثمن اخطاء التجربة السابقة لاكثر من اربعة عقود من الزمن.على الاصدقاء والاشقاء احترام خصوصياتنا وشؤوننا وان يبذلوا الجهود الايجابية في دعمنا سياسياً ودبلوماسياً وليدعوا الاستحقاقات الانتخابية لمن مارسها من الناخبين العراقيين فان اي تدخل يعني سحقاً لهذه الاستحقاقات والحقوق.لا احد يزادينا على مشروعنا السياسي ولا احد يزعم بانه الاحرص على تقرير مصيرنا وبناء دولتنا ومؤسساتنا فاننا من يدفع ثمن بناء التجربة ولابد ان نربح ثمن هذه التجربة.المستغرب والملفت في هذا السياق وجدنا بعض الشخصيات السياسية الامريكية حريصة تماماً على ترشيح شخصيات لم تحظ بادنى اهتمام سياسي وقد تراكمت اخطاؤها بشكل خطير ومثير وتصاعد اصوات رفض من اكثر من طرف سياسي لعدم ترشيحها بينما تصر واشنطن على ترشيحها ومارست تهديدات مغلفة بنصائح واستشارات من اجل فرض (مرشيحها) في وقت قد اعلنت فيه بانها تقف على مسافة (واحدة) بين الجميع ولكن الجميع لم يلمس هذه المصداقية والحيادية.
https://telegram.me/buratha
