المقالات

حكايات الانهار التي جفت


( بقلم : حسين ابو سعود )

استيقظ اهالي المدينة ذات فجر على هرج ومرج ونواح وصياح، فتبين ان النهر الذي يشق المدينة يعاني الجفاف، فتجمع الرجال والنساء والاطفال على الجسر الوحيد يشهدون طقوس الاحتضار ويتطاولون لرؤية قاع النهر ، وكان المراهقون يلتصقون بالنساء بحجة التدافع ، وكنت طوال الوقت استرق النظر الى امراة بدينة مات عنها زوجها في حرب عبثية التصق بها شاب يافع من الوراء ، وكنت ارى في عينيها اشراقة الظمأ الازلي وهي تتجاهل وجود الشاب حتى لا يجفل ويتوقف عن الصهيل ، وكنت ارى يده الطويلة تمتد من تحت ابطها ليعبث بصدرها المتوثب، كان يتصبب عرقا من شدة التوتر ويتمنى موت الانهار يوميا كي يدس باشيائه في اشياء النساء ، وفجأة جاءت سيارات الشرطة وسيارة اسعاف كبيرة بحجم النهر، فتفرق الاهالي وافترق النقيضان فمضت المراة في سبيلها والشاب ينظر اليها وينتظر منها التفاتة ذات معنى ولكن دون جدوى ، وفي اليوم التالي ظهرت الصحف بخبر عن النهر الميت وقد وجدوا في قاعه بضع سمكات تختنق وثعبان مائي وملابس داخلية نسائية واقلام مكسورة وجمجمة بشرية وحقيبة مقفلة تحتوي على اوراق صادرتها السلطات فورا ولم يعرف عنها شيئا لحد الان ، وقيل ان الاحداث تسارعت في المدينة فشوهد ذلك الشاب اليافع محاطا بالجلاوزة وهو يصرخ : انه الجوع / العطش / الجفاف

انه شوق النوارس للضفاف

ومنذ ذلك اليوم تكشفت العلاقة بين الانطفاء والاشتهاء،

وقد قال لي احد العارفين : ان مثل هذه الامور تحدث عندما ينطفئ الرجاء في المدن القلقة .

بعد ك

اخذت قلبي الى النهر القريب

غسلته من الادران

والاوزار

والشبق الآتي

فبدا بعد الغسل قلبي

نقيا كالطفل

النتيجة ابهجتني

وعندما اردت ان اعيده الى صدري

لفظه جسمي

ومنذ ذلك اليوم

اعيش بلا قلب

(2)

لم أر نهرا مثل الحزن في النقاء

ولم أر شيئا ينقيني

كالبكاء

وصرت اذا ما جاءني البلاء يوما

اضفت اليه من عندي كربا

فصرت واياه كربا وبلاء

(3)

تتجاذبني الدنيا والدين

وهذا القلب الحزين

مرة في الغرب

ومرة في الشرق

وعندما كان يوم الفصل

اتخذت القرار بملء ارادتي

فصبوت الى الدنيا

وفي ّ شوق الى المعابد

(4)

ومن ازواجكم عدو

ومن اولادكم عدو

هم العدو فاحذرهم

اهبطوا

بعضكم لبعض عدو

فتعودوا العيش ايها البشر بلا اصدقاء

(5)

لا يدخل الجنة اسود او ابيض

ولا عربي او أعجمي

لايدخل الجنة

الا من اتى الله بقلب سليم

صدق الله العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك