اليمن

فلسطين.. نهج عزة وإباء


 

إكرام المحاقري ـ اليمن ||

 

مضت سبعة عقود على بداية الطيغان الصهيوني والخنوع العربي، لتبدأ من حينها سلسلة جرائم ما بين الفينة والأخرى، سقط الآف الشهداء في العدوان الذي لم ينته، ولم يتحرك الحكام العرب بكل جدية لإيقافه، فمع تقادم الإيام وقعت الأعراب في مستنقع التطبيع ليتصهينوا حرفيا بعد ذلك، ورغم هذا لم يسقط الحق الفلسطيني في المقاومة وردع المحتل وبذل الغالي والنفيس من أجل القضية التي تحمل في حقيقتها كرامة الأمة الإسلامية بأكملها.

منذ زمن بعيد وحتى اللحظة ما تزال القضية الفلسطينية تتصدر الواجهة، وتصدر الفلسطينيون المشهد بنظالهم المستميت من أجل حرية وتحرير  المقدسات الإسلامية التي تخص جميع المؤمنين في جميع أصقاع  الأرض، لكن العمالة قد حالت دون فصل المعركة ودحر المحتل الصهيوني وترحيلة إلى حيث أتى خاسئا ذليلا، وحالت أيضا دون مشاركة الشعوب الحرة في هذه المعركة الأم والتي كشفت الواقع الحقيقي للعرب في الوقت الراهن، في الوقت الذي تمادى فيه الصهاينة برعاية "أمريكية خليجية" وغطاء من الأمم المتحدة بموقفها المنافق، والتي لم توجد أصلا إلا لتغطية الجرائم تحت عناوين حقوق الإنسان.

لم يكن في حسبان دول الإستكبار الراعية للصهيونية بأن المقاومة الفلسطينية ستصل في يوم من الأيام إلى ما وصلت إليه اليوم من امتلاك هذه الترسانة العسكرية القوية والتي مثلت نقلة نوعية في تاريخ مواجهة الكيان المحتل، ولم يكن هذا أيضا في حسبان تلك الأنظمة العربية التي راهنت على دفن القضية وارتمت في حضن العمالة والامتهان، فالواقع اليوم بات وكأنه صدمة مفاجأة للعدو وعملائه في الوقت الذي قد كانوا فيه يسخرون من قوة المقاومة حتى حانت ساعة الرد المباغت والذي بين هشاشة الجيش الصهيوني الذي تحول جنوده إلى نمور ورقية مهترئة.

الموقف اليوم سواء كان ضد أو مع، لن يغير من مجرى المعركة حتى وإن كانت الإدانات قد أنصبت على حركة حماس والحق الفلسطيني في تحرير الأرض، إلا أنه لم يزيد إلا من اعداد الضحايا من النساء والأطفال اللذين لا ذنب لهم، وهذا ديدن اليهود وأولياءهم في كل معركة يقومون بها، ولهم سالف مما عملوه بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل في بقاع شتى كاليمن وسوريا ولبنان وكل الدول التي تستهدفها أمريكا بفسادها، فسفكت الدماء دون أي ذنب إلا أنهم يعارضون السياسة الأمريكية الظالمة ويرفضون الإحتلال والاستبداد ويسعون للحرية والاستقلال.

ختاما: باتت القضية الفلسطينية اليوم تمثل منهاج عزة وإباء، وفرضت معادلات العدالة السماوية مجددا، فكل يوم يمر على طوفان الاقصى تتحقق فيه المستحيلات ويتطلع فيه جميع الاحرار إلى غد مشرق خال من الرجس الصهيوني، وهذا واقع جميع الشعوب الحرة العربية والإسلامية والغربية منها التي ما زالت تحمل الفطرة الإنسانية وترفض الجريمة وسياسة القمع والتمييز، فالقادم يبشر بالخير حتى وأن سقط الآلاف ضحايا العبثية الصهيونية في سفك الدماء، فالحقيقة تقول أن الارض فلسطينية وأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وسياتي يوم يقول فيه صهيون وزعماء العرب يا ليتني كنت ترابا، وإن غدا لناظره قريب.

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك