اليمن

اليمن/ السهل الممتنع 5 الكائن الطالب

1385 2023-07-04

عبدالملك سام ||

 

مع أقتراب نهاية كل عام دراسي تزداد حفلات التخرج، وتلتقط الصور التذكارية للطلاب وأسر الطلاب بكل فخر وإعتزاز، ناهيك عن دموع الفرح التي تذرفها الأمهات والأباء فرحا بهذه المناسبة، والجميع يدعي السعادة بحصول أبناءه للشهادات لا بمقدار العلم الذي يحمله، ولذلك ستستمر المأساة عاما بعد عام، والعجيب أننا جيلا بعد جيل وبعد كل هذه الحفلات والشهادات لم نتعلم شيئا بعد!

شر البلية ما يضحك، ونحن لدينا الكثير مما يضحك منه وعليه، وحتى نحن نتندر بأن معظم طلابنا يتخرجون من الجامعات وهم لا يستطيعون قراءة صفحة واحدة من أي كتاب دون إقتراف عشرات الأخطاء، ناهيك عن كتابتها! والمضحك في الأمر أننا في وجود هذه الكارثة المسماة العملية التعليمية، لا نزال نتسائل عن سبب تعاظم مشاكلنا التي نعاني منها في شتى المجالات؟!! أليس هؤلاء المتخرجون هم من سيتولى أمور وإدارة المجتمع والحكومة مستقبلا؟ فلما العجب؟!

نحن من ضمن البلدان التي يطلق عليها دولا "نامية"، ومن لا يعجبه هذا المصطلح فأنا أتفق معه، فالمفترض أن نسميها نائمة أو تائهة أو ضائعة، وبلداننا تعاني من أوضاع مزرية بدءا من شوارعها ومستشفياتها ومحاكمها ووزاراتها وصولا للعلاقات التي تربط المجتمع ببعضه، وفساد في كل المجالات حتى النخاع، ثم أنها - وهذا ما يجعل الأمر أشد وأنكى - لا تعرف من أين تبدأ لتخرج من هذه المأساة!

من منا لا يكره فكرة أمريكا وأخواتها؟ تلك الأنظمة التي قامت على جثث سكان الأرض الأصليين بحجة أنهم متخلفين ولا يستحقون أن يعيشوا على أرضهم! ولكنه كره اعمى لأننا لا ننظر بعين الحقيقة لأسباب القوة، خاصة قوة العلم! نحن فقط نكرههم لأنهم يزدروننا ويسرقون ثرواتنا ويتلاعبون ببلداننا، ولكننا لا نفكر لماذا هم قادرون على فعل ذلك بنا؟!

في إحصائية جوائز نوبل للعلوم بين الأعوام 1901م وحتى 2013م فإن نسبة الأمريكيين الحاصلين على الجائزة بلغ 42% فيما أن نصيب المسلمين فيها نسبة ضئيلة لا تكاد تذكر، ومن حصلوا عليها غالبا فإن الغرب يستقطبهم للعمل لمصلحته!

الواقع مرير ولن يتغير إلا إذا غيرنا نظرتنا نحن لأنفسنا وواقعنا، والأمر ليس صعبا لو أهتمينا بأمرين، الترجمة ووتغيير نظرتنا للعلوم والعملية التعليمية، أي أن تتم عملية ترجمة لكل العلوم الهامة الحديثة التي نحتاجها كما فعلت أوروبا عندما خرجت من عصور الظلام.

وأما تغيير النظام التعليمي فهو من خلال فرض عملية القراءة على طلابنا وشبابنا في جميع المجالات، والأمر بسيط لو وجدت النية الخيرة، فبالإمكان البحث عن أفضل نظام تعليمي وترجمته وتعديله بما يناسبنا، ثم تطبيقه في بعض مدارسنا قبل تعميمه، والإستمرار في هذه العملية بعد إعادة النظر في المقررات الدراسية خاصة القراءة والتاريخ، وهذا كفيل بتغيير طريقة تفكير الأجيال القادمة وإحداث التغيير المنشود.

الطالب المسكين الذي يعاني من الحشو ليس المسئول الأول عن واقع التعليم المزري، ويجب علينا أن نفكر ونحن نقوم بتلقينه العلوم كيف نجعله يستفيد مما يقرأه، وكيف نغير نظرته للعلوم حتى يبدع، وهذا الأمر ما سيجعل هؤلاء يصلحون ما أفسدناه، فهم حكام المستقبل، وأي جهد نبذله اليوم لتحقيق هذا الهدف سيرجع علينا وعلى بلداننا بالخير.. هي دعوة لثورة معرفية وتعليمية ستضمن تحقيق كل اهدافنا، وكما قال الراحل (محمد حسنين هيكل): "الثورة قيمتها أنها استثمار في المستقبل".. ودمتم بوعي.

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك