اليمن

اليمن/ لجنة الخبراء أم اللطيف الخبير؟!

1716 2023-03-24

عبدالملك سام ||

 

نحن في حالة حرب مع الله، ومن ينكر هذا الواقع فليتذكر كم كان سعر أي سلعة قبل عشر سنوات أو أقل؟ وكل الحلول التي طرحها (الخبراء) فشلت، وكل الأفكار والحلول التي جربت فشلت، وكان من الطبيعي أن تفشل لأننا ببساطة كنا نعرف السبب، وما فعلناه هو أن درنا حول المشكلة فقط، بل ووصلت درجة الوقاحة بالبعض أن يتحدى الله ويشرعن الربا ويقول بأن هذا هو الحل الأفضل لنا ولحل مشاكلنا التي تتفاقم يوما بعد آخر؟!

• {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُ‌وا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّ‌بَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ○ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ‌بٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَ‌سُولِهِ  وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ‌ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} (سورة البقرة: الآيات 279-278)

عندما سئل الإمام الصادق عن سبب تحريم الربا أجاب بأن السبب "حتى لا يتمانع الناس"، أي أن لا يجد الملهوف من ينقذه، ولا يجد ذو الفاقة من يعطيه؛ فطالما والناس قد يستفيدون من مصائب الآخرين، فسيحاول كل شخص أن يستفيد على حسابهم، بل وقد يتطور الموضوع بأن نصل لدرجة أن يفرح صاحب المال لو أحترق بيت جاره حتى يقرضه ويستفيد، وستصبح الحياة مثل الغابة التي يأكل فيها القوي الضعيف!

• {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّ‌بَا وَيُرْ‌بِي الصَّدَقَاتِ  وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ‌ أَثِيمٍ} (سورة البقرة: الآية 276)

من يريد أن يستمر الوضع كما هو عليه فكأنما يريد أن يتحدى الله وتشريعاته، ومن نحن لننظر وندعي أننا أعلم من الله؟! هو من حذرنا من هذه الآفة المسماة كذبا (فائدة) في حين أنها (سحت)، وهو من وجهنا للتجارة وطلب الرزق دون الإضرار بالضعفاء، بل أنه توعد المستغلين بأن يحاربهم حتى لا نفقد إنسانيتنا ونفوز في الدنيا والآخرة، ولمن لم يدرك خطورة هذه الجريمة فليشاهد ماذا أدت له هذه الآفة من بؤس وفقر حول العالم.. ولماذا نذهب بعيدا؟ فليشاهد النتائج الكارثية التي نعاني منها نحن أولا!

هناك من سيسأل عن طبيعة عمل البنوك في حال توقفت المعاملات الربوية، وهنا يجب ان ندرك أن هذه البنوك يجب أن تطور من نشاطها وفق التشريع الجديد، وإن كانت ما تزال تستطيع أن تستفيد من معرفتها السابقة في سوق المال، وبدل أن كانت تعمل في مجال الإكتتاب على الأسهم والسندات، فستكتفي بالعمل في مجال الأسهم فقط لأنه شراكة في رأس المال، وسيكبر دورها في مجال تحليل ودراسة المشاريع، وتتحول إدارة القروض فيها إلى إدارة الإستثمارات وستنجح.

لو علمنا أهمية قرار منع التعاملات الربوية لشكرنا الله أن وجه قيادتنا ومجلس النواب لهذا القرار، ولا أجد مبررا للخوف الذي أبداه البعض لأننا بهذا القرار سنكون تحركنا مع الله، ومن يتحرك وفق ما أرشدنا الله له لا يمكن أن يشقى أو يخسر أبدا، وهذا التشريع لأهميته قد أنزل على جميع الأنبياء، ويعرفه اليهود والنصارى كما نعرفه نحن.

من منا شاهد قصة تاجر البندقية؟ فالقصة العالمية سلطت الضوء على هذه الجريمة المالية ووضحت آثارها، وكم إشمئزينا من ذلك التاجر اليهودي الذي أراد أن يحصل على فائدته من لحم الذي أستدان المال منه بعد أن عجز عن الوفاء بدينه والفوائد المترتبة عليه! هي قصة تحكي عن بعض مظاهر ما تعانيه البشرية بسبب هذه الآفة في كل مكان وزمان، ونحن قد شاهدنا ما نعانيه من آثار الربا في حياتنا سواء من قلة البركات وأرتفاع الأسعار ومعدلات التضخم وشحة الأمطار وفشل المشاريع وغيرها من الآثار الخطيرة علينا، فلماذا لا نجرب طريقة أخرى مضمونة طالما ونحن قد وصلنا إلى طريق مسدود؟!

اخيرا.. أحب أن أنبه إلى أن طريقة التحايل على التشريع عبر ما يسمى "البنوك الإسلامية" لن تجدي نفعا أيضا؛ فهي أسواء من الربا الصريح لأنها تحاول أن تضفي عليه صبغة دينية وبشهادة خبراء مسلمين وعلماء الإقتصاد! فلا بديل عن التجارة والإستثمار الصحيح الذي سيجعلنا نتغلب على كل مشاكلنا ونبني إقتصادنا على أسس صحيحة.

فلنتوكل على الله إذا، وأنا متأكد أننا بعد سنوات قليلة سنشاهد الآثار الجيدة في واقعنا، ولا نلتفت لعويل وصراخ مصاصي الدماء الذين يقتاتون على مآسي وأوجاع الناس، ولنقف مع خالقنا الذي يعرف ما يفيدنا وينجينا، وكلنا سنستفيد دون إستثناء بالبركة والخير الكثير.. ودمتم بود.

 

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك