اليمن

 قف ولا تتوقف..! 

2154 2023-01-27

عبدالملك سام ||    لو سألتوني هل أفضل أن أعيش في الماضي أم في المستقبل؟ لأخترت الماضي دون تردد، وإني لأشفق على الأجيال القادمة مما يحاول الأوغاد أن يصلوا بالبشرية إليه من إنحطاط وضياع.. يكفي أن ندرك آثار التفكك الأسري وفقدان التواصل البشري وضياع القيم على البشرية جمعاء! اليوم يحاولون أن يشرعنوا الفساد، ويتحركون بجهود - يحسدون عليها - وبنشاط لجعل الفساد والشذوذ شيئ طبيعي، بل وفوق الطبيعي! أي أنك لابد أن تحترم السفالة والإنحطاط مالم فأنت شخص غير محترم، والمطلوب منك ألا تتكلم إذا شاهدت بغلا يملك شاربا كثيفا وهو يقبل بغلا أخر في فمه، أو أن يكون من الطبيعي أن ترى أبنتك وهي تخرج لمقابلة صديقها وهي تحمل واقيا ذكريا في حقيبتها، أو أن تجد حاقدا لئيما وهو يسب ويلعن ربك ودينك ونبيك ومقدساتك! أنت إن لم تشعر بالقلق مما يحدث فتأكد أن آثار الحرب "الناعمة" الخبيثة قد إستطاعت أن تتغلغل في جيناتك، وقد تحولت لكائن آخر غير ما خلقك الله عليه، وهذا الكائن غير الطبيعي هو أسوأ من البهائم، لأنه لا يوجد بهيمة تحترم نفسها وتقبل بهذا التحول، فحتى القطط قد تثور ضد ديناصور يحاول أن ينال من صغارها، او حتى عظمة حصلت عليها بمجهودها الشخصي! هم منذ البداية - وأرجو أن نركز على هذا الأمر - يستهدفون الدين والأخلاق، وينشرون الفساد الأخلاقي بكل أشكاله؛ لأن هذه الطريقة الوحيدة للسيطرة على المجتمعات بغية إستنزافها.. حتى في المجتمعات التي يسيطرون عليها نجدهم حريصين على إبعادهم عن كل ما له صلة بالدين؛ فبدلوا التوراة بالتلمود، والإنجيل جعلوه "أناجيل"، وحتى عندنا حاولوا نشر مئات الألآف من الأحاديث المدسوسة لتكون بديلا عن تعاليم القرآن، وكل هذا ليفرقوا المجتمعات فتختلف فتتناحر ويسهل قيادتها. لاحظ أنه كلما زادت الفجوة بين البشر كلما زادت ثروات الأباليس وسيطرتهم على الأمم، وكلما أبتعد الناس عن خالقهم كلما كانوا لقمة سائغة في متناول مجلسهم (الماسوخي) الذي يقود هذه الحرب ضد الفطرة السليمة والخير، ولتحقيق اهدافهم المشؤومة تحركوا لقرون طوال، ولذلك أيضا لم يتسامحوا مع أي شخص أو جماعة وقفت في طريقهم؛ لأنهم يعلمون أن قوة الخير أقوى من كل ما بذلوه، وتشكل خطرا كبيرا على مستقبل مشروعهم. في مواجهة الباطل لا بد أن نقف مع أنفسنا ومع مستقبل أولادنا، وأن ننبذ كل الأفكار التي يسعى أعداؤنا من خلالها لتجريدنا من قوتنا ويستعبدونا ويسلبونا حقوقنا وأدميتنا.. علينا أن ننبذ الأفكار التي يروجون لها لتفريقنا، فنحن أمة واحدة كما أراد الله لنا، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن نقبل بأي دعوات ونظريات تؤدي إلى تفرقنا وإختلافنا، ولنعتصم بحبل الله جميعا.. فقط.  اليوم هو جمعة رجب ، ومن المؤسف أن نجد يمنيين يقفون ضد مناسبة سعيدة كذكرى دخول اليمنيين في الإسلام! ولا توجد أي مبررات ليقف أحدنا ضد الفرحة بشيء عظيم فيه نجاة لنا من الكابوس الذي ارادوا أن نعيشه، وهل هناك أسوأ من التيه والضياع والبؤس؟! فجمعة رجب مناسبة عظيمة لنتذكر أننا كنا ضائعين وعدنا، وأننا كنا نهبا للطغاة فتحررنا، وأنه لا يوجد نعمة في حياتنا تعادل نعمة الهداية، والحمد لله رب العالمين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك