اليمن

اليمن/ لحظة صدق من أجلنا جميعا

1498 2022-12-30

عبدالملك سام ||      وكأن البرد أجبر الفارغين على البقاء في بيوتهم، ولذلك فهم لم يجدوا ما يتسلون به سوى مصير بلدهم وشعبهم! وهذه فرصة للعملاء والمرتزقة لكي يستخدموا هؤلاء لبث سمومهم بعد أن عجزوا عن كسر إرادة الشعب عسكريا وسياسيا، وللأسف فهناك من يعمل وكأنه مرتزق وهو يحسب أنه يحسن صنعا! أبواق العدوان عندما توجه الناس نحو مواضيع معينة، هي بالتأكيد لا تريد لهم الخير، وإلا لكانت عملت على فضح ما يسببه العدوان من معاناة وإنتهاكات ونهب لكل يمني، حتى لأولئك الذين رضوا بإحتلال مناطقهم ومدنهم، فالكل يعاني دون إستثناء، بل ومن في المناطق الحرة يعيشون أفضل من أولئك الذين قبلوا بالخضوع والخنوع. كان المفترض، ومن المسلم به، والبديهي أن يدرك الجميع أن ما يريده عدونا هو أن يكسرنا، وأن يستعبدنا، وأن ينهب ثرواتنا، وأن يحتل موانئنا ومطاراتنا، وأن يجزءنا لنقتل بعضنا البعض.. ولكن للإسف، فهناك من يظن أن الأمر سيكون مسليا لو قام بدور الخائن، وأن الأمر لا ضرر فيه لو ثرثر قليلا بدافع أن يشعر بأنه مختلف في حين أنه ليس أكثر من متخلف أحمق لا يدرك عواقب الأمور. جبهات القتال صارت عصية على المحتلين وعملائهم، وبفضل مقاتلينا نحن نعيش حالة من الإستقرار والطمأنينة، بينما المناطق المحتلة تعاني من الفقر والإستهداف والإنتهاكات وضياع الأمن؛ أي أن معاناتهم أكثر من معاناتنا، ولذلك هم يدفعون بعوائلهم للنزوح إلى مدننا وقرانا بحثا عن الأمن والأستقرار. ولكن بدل أن يجعلنا هذا الأمر نكون ممتنين لما نتمتع به من أمن في ظل هذا العدوان الغاشم، توجه البعض إلى محاولة تعكير صفو حياتنا بدوافع عدة، منها أن البعض حاقد على كل شيء لأنه كان مراهن على عكس ما يحدث، والبعض بدافع الملل لأنه لم يتحرك ولا يعجبه أن يتحرك الآخرون، والبعض بدافع الظروف الصعبة إنهزم نفسيا وبات يلقي اللوم على الجميع، والمهم أن الجميع سيدفع ثمن هذه النزعات الأنانية إذا أستمر الحال على ماهو عليه!  من كان يعتقد أن أفعاله الهدامة لن تؤثر عليه فهو واهم، أو أنه سيكون بمنأى عن الخزي في الدنيا والآخرة فهو بليد؛ والبديل عن النعم هي النقم، وسينجي الله كالعادة أولئك الذين تحركوا وضحوا، بينما الخاسر الأكبر هم أولئك الذين رهنوا مصير بلدهم وشعبهم للمحتل الأجنبي، ولينظر كل منا لأكبر "مسؤول" في المناطق المحتلة كيف يمكن لأصغر مرتزق أجنبي أن يصفعه ويهينه ويتبول عليه! هناك إختلالات، وهذا أمر يحدث، ولكن ماهو الموضوع الأولى بمعالجته؟ أليس الإحتلال والعدوان أولى من تصفية الحسابات فيما بيننا؟! ثم أن الأمر بالغ التعقيد، وكل منصف يعرف أن هناك أعباء لأن 80% من السكان يعيشون في المناطق الحرة، و80% من الإيرادات هناك في المناطق التي تخضع لسيطرة المحتلين ومرتزقتهم! هناك أيضا صعوبة في إيجاد كوادر لم يتم تدريبها وأختبارها لتنجز أعمالا في ظل حرب ضروس لا هوادة فيها، وفي كل المجالات! وأي واحد منا يتم إختياره ليتولى منصب سيعرف معنى كلامي، وهؤلاء الذين يتم إنتقادهم قد تم تغييرهم لعدة مرات خلال فترة قصيرة نسبيا، ولكن لم يسلم الخلف ولا السلف من الإنتقاد والتحامل! الحل في أن ندرك أن ما بأيدينا هو أفضل المتاح، وأننا يجب أن نرسم حدودا لإنفعالاتنا بحيث لا نتيح للعدو مجالا لينشر سمومه فتفلت الأمور من أيدينا. الحل أن نسعى لمعرفة كيف الأوضاع في المناطق المحتلة لندرك قيمة ما نحن فيه، وأن يضع كل واحد منا نفسه في محل المسؤولية ويحاول إيجاد الحلول لا المشاكل، وأن ندرك أننا مسؤولون أمام الله وخلقه عن كل كلمة ننشرها في مجتمعنا، وأن نواصل ما بدأناه من صبر وتعاون على الخير حتى يتحقق النصر والسلامة لنا جميعا، فنحن على ذات المركب.  يا سيدي.. "أقدم إعتذاري، لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار".. عن الأقوال التي قلناها، وعن الأخطاء التي أقترفناها.. أي إبتلاء نزل بك يا سيدي وقائدي حتى ترى رجالك وهم يخيبون ظنك بهم؟! أعترف أننا لم نكن عند مستوى التحدي، وأننا تضعضعنا وضعفنا، وأننا كنا كبارا وصرنا أطفالا، وأننا مللنا وتغافلنا وتناسينا، ولكننا نعدك بألا يخيب ظنك فينا بعد اليوم، وأننا سنعود كما كنا وكما تمنينا، مشاعلا للنور، وشهبا للحرية، وبراكين الغضب التي ستجتث أعدائنا من على وجه البسيطة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك