اليمن

الجيش اليمني بين الماضي والحاضر

2503 2022-10-26

عبدالملك سام ||

 

من يتذكر الماضي بإنصاف وتجرد، فلابد أن يشعر بالفخر بما حققه ويحققه بلدنا وشعبنا؛ فمن كان يصدق أننا سنرى جيشنا وهو يحمي بلدنا وحقوقه المنهوبة بهذه القدرة والقوة. ففي الماضي لم يكن الجيش إلا فزاعة لأبناء الشعب وللإستعراض فقط، وهذا بشهادة رأس الدولة في تلك الأيام، رغم أنه كان يستنزف نصف ميزانية الدولة المستنزفة أصلا!

لعقود من الزمن، تم بناء الجيش للداخل، في حين أننا كنا نرى التقاعس والتبرير في الرد على أي عدوان خارجي، كما حدث مثلا في قضية إحتلال إرتيريا لجزر يمنية، أو عندما كانت قوات (المارينز) تنفذ عمليات داخل البلد دون رادع. رغم أنهم في تلك الأيام كانوا يصدعون رؤوسنا ليل نهار بقدرات وإمكانات الجيش اليمني.

كان الضباط حينها أساطين الفساد، وكلنا نتذكر تلك الحوادث الغريبة والمؤسفة التي كانت تحدث للضباط الشرفاء حصرا! وكان من الطبيعي أن تجد ضابطا في الجيش وهو يمتلك الفيلات والمشاريع والعقارات، بالإضافة للدور الذي كانوا يمارسونه في الإتجار بالآثار وقضايا الناس.

السؤال الذي كان يخطر ببالي في تلك الأيام، وأنا اشاهد أحدهم يمشي متبخترا وكرشه يهتز أمامه بمتر، هو كيف لهذا الكائن الرخو المليء بالدهون أن يكون عضوا في مؤسسة حكومية يفترض بها أن تمثل قوة وهيبة الدولة؟!

اليوم تحولت هذه المؤسسة للشعب فعلا، وصارت مما يبعث الفخر والطمأنينة للمواطن بعد أن كانت سببا في خوفه وقلقه. وهذا ببساطة ما كنا نتحدث عنه عندما كنا ننتقد عقيدة الجيش السابقة؛ فقد كان الجندي والضابط في خدمة العائلة التي كانت تعتقد أنها تملك البلاد والعباد، وأن كل شيء مسخر لتلبية حاجاتها التي لا تنتهي عند حد!

كل التغيير الذي حدث في كفة، وأن نرى أسلحة مصنعة محليا في كفة أخرى؛ فمن كان يصدق أننا سنعيش حتى نرى سلاحا يمنيا دون أن نحتاج "كاتلوج" أو خبير أجنبي يعلمنا كيف نستخدمه، ونحن من كنا عاجزين عن تصنيع إبرة، بينما الإعلام الرسمي حينها كان يسرد علينا منجزات (هبل) حتى ظن البعض أنهم يتحدثون عن بلد آخر!

لقد كنت من ضمن الذين فغروا أفواههم من الدهشة عندما أستمعت لتصريح المتحدث بإسم الجيش، وهو يتحدث عن عملية إيقاف السفينة التي جائت لتسرق نفطنا. ولمن لم يدرك بعد ماذا يعني هذا الإنجاز، فأنا أظن أنه سيظل متبلدا لفترة طويلة قادمة، وأنا أعذره وأشفق عليه أيضا؛ فما حدث أمر عظيم وغير متوقع، أما لماذا أشفق عليه فلأنه لن يستطيع أن يستوعب ماهو قادم، ألم يتوعدهم القائد منذ بداية عدوانهم بأن القادم أعظم؟!

تحية إجلال وإكبار للضباط الأحرار الذين كان لهم دور عظيم في بناء هذا الجيش، والذين كانوا إستثنائيين بعطائهم وتحركهم.. أنتم فخرنا، وبسواعدكم سنقهر العدوان، وتعود الحقوق، وتصان الأرض، ويتحقق الأستقلال.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك