اليمن

 اليمن/ مسرحية الدنابيع السبعة !

2494 2022-04-08

   عبدالملك سام  ||   أينما وليت وجهك تجد الناس يتكلمون عن الهدنة والتسوية ، وجاء خبر انخفاض أسعار صرف العملات الأجنبية ليثير الموضوع أكثر ، والناس بين من فتح أشرعة التفاؤل على مصراعيها لتذهب به إلى توقعات لم ترد في أكبر التحليلات السياسية التي تتحفنا بها القنوات العالمية ، وبين متشائم لا يرى فيما يحدث شيء يعنيه ، خاصة وأن لا شيء تغير في واقعه .. فماذا يجري فعلا ؟! بصراحة .. دعوني أقف مع الصف الثاني ونتكلم عما يجري بهدوء ، فمنذ أشتعال المعركة بين روسيا والغرب ونحن نتوقع أن التغيرات ستحدث لا محالة ، وجائت عمليات اعصار اليمن ردا على زيادة الحصار لتصب النار على الزيت (فعلا) ، وأمريكا بدأت تئن جراء معركة الطاقة التي يديرها الروس بحنكة ، لذا كان من المتوقع أن تفعل أمريكا شيئا لإيقاف النزيف السعودي للحفاظ على منسوب النفط ، وكان من الضروري أن تتحرك الأمم المتحدة للحفاظ على ماء وجه النظام السعودي بمبادرة قالت أنها (إنسانية) ومستعجلة ! اذن .. لم تجنح السعودية للسلم بقرارها ، بل برغبة الغرب ما جعل الأمر حتميا ، وتبرمت السعودية قليلا بإختراقات هنا وهناك ، ولكن الأوامر الأمريكية كانت صارمة ، لذلك تم الأتفاق ، خاصة والمطالب اليمنية كانت كلها معقولة ومحقة . لكن النظام السعودي المتعجرف لابد وأن يجعل الأمر يبدو بأنه قراره هو ، فتم الاعلان بأن هناك حوارا ، ولكن المشكلة هي بين من ؟! فشروط الطرف اليمني للتفاوض معروفة ، والنظام السعودي غير مستعد لأي لقاء يجلس فيه مع اليمنيين ند بند ، وغير موافق على تحكيم العقل الذي معناه أن يرفع يده عن اليمن ، ولكنه مجبر على أن يظهر أن كل ما يجري هو تنفيذ لرغبته هو وليس تنفيذا لتوجيهات ورغبة مشغليه ! يتوقع الأمريكيون أن غزوة أوكرانيا ستحتاج لفترة حتى تتضح الصورة ، وقد بدأوا بالبحث عن بدائل للغاز والنفط الروسي ، وعليه تم الموافقة على هدنة لمدة شهرين . أما الحوار الذي دعت له الرياض فيحتاج لأطراف لتتحاور ولو شكليا ، المهم أن ينعقد والسلام ! لذلك رأينا أن الذي حدث هو جلوس العملاء مع أنفسهم ، وتم ملء المقاعد ولو بأشخاص "كومبارس" ليشربوا ويأكلوا ولا يهم عما يتكلمون ! وخرج الحوار بنتائج ليظهر أن له أهميه ، ومن مخرجاته إقالة الدنبوع (الذي لا يفعل شيئا) ونائبه (الذي لا يفعل شيئا أيضا) ، وأتوا ببدائل من المؤكد أنهم لن يفعلوا شيئا ؛ فإرادة السعودية ونفطها هما ما يسير كل العملاء ! مكروا فلم يفلحوا ولن يفلحوا ؛ والمسرحية الفاشلة التي أدارتها الرياض أظهرت سخافة الحاضرين الذين كان معظم حواراتهم عن الهبات السعودية لمن حضروا ، وجلس العميل ليتبادل الحديث مع عميل آخر ، وأتفقوا جميعا على أن ينصتوا ليستلموا مخصصاتهم دون منغصات ! فجلسوا وأدى كل منهم دوره ثم عادوا لفنادقهم سعداء ، وهناك تفاجأوا كلهم بالقرارات التي كان من المفترض أنهم هم من أتفقوا عليها ! أما نحن اليمنيين فالأمر لا يعنينا مطلقا ، فكل ما جرى لا يعبر عما ننشده من حرية وإستقلال ورخاء ، وذهاب الدنبوع - الغارق في هلوسات ما يتعاطاه ليلا ونهارا - لا يمثل لنا أي إنجازا ، ولا يقلقنا من (الدنابيع) السبعة الذين سيحلون محله ؛ فنحن نعلم من يدير المعركة سابقا ولاحقا . المهم هو أننا نعي جيدا أن ما يجري ماهو إلا هدنة ، ولابد أن نعاود التحرك عما قريب بشكل أقوى مما مضى ، فما نطلبه لن يتحقق بإتفاق ، بل لابد أن ينتزع بالقوة ؛ فكما قال الشاعر : "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ" . ولو تأملنا لرأينا كيف أن الله هيأ لنا الظروف والوقت لنستعد لما هو قادم ، والقادم سيكون أعظم بإذن الله .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك