اليمن

أبريل..بين اغتيال الشعب واغتيال الوطن..!


 

إكرام المحاقري ||

 

لا يكاد يمر على الشعب اليمني تأريخ يوم إلا وكان ذكرى لفقد عظيم أو ذكرى لمجزرة عدوانية وحشية، وما حملة أبريل في طياته لا تتحمله القلوب ولا تستكين له الأنفس الزاكية، فقد واجه الوطن فيه فاجعة بحق الشعب اليمني إثر القاء العدو للقنبلة الفراغية في "فج عطان"، وتوشح الوطن وشاح الحزن حين فقد رئيسه الفريد من نوعه.. فماذا قد يكون لقوى العدوان النظر إليه بعد كل تلك الجرائم، فالمستقبل قد تلطخ بالدماء والماضي كان اقبح من ذلك!!

منذ نشوب نيران العدوان وقوى العدوان تفننت في خلق الجرائم الوحشية بحق الأطفال والنساء في اليمن، في ظل تماهن أممي وصمت للمجتمع الدولي، وذلك كان عنوان استمرار الجرائم الوحشية التي لم تكن بدايتها ولا نهايتها في شهر أبريل من كل عام، بل أن الجريمة قد سادت أرض الوطن في شمالة وجنوبه، حتى أنها تمكن أخيرا ممن مثلوا شرعية العدوان وتمدد المخطط إلى فوق رؤسهم ووجدوا انفسهم مخيرين ما بين كلمة (نعم) ومابين سكين قد وضعت على نحورهم!!

كانت تلك المخططات القذرة للعدوان التي حولت اليمن إلى حقل تجربة للأسلحة الأمريكية وغيرها، والتي لم تتمكن من حسم المعركة، بل أنها غيبت أشخاص وخلدت مواقف وزرعت الوعي لدى الشعب على حقه في الرد والحياة، حتى وأن كان ذريعة العدوان هو مصلحة اليمن المنهوبة منذ 33 عام ماض، قضت في إذلال الشعب ونهب ثرواته بينما هو يقتات مما تبقى من موائد الدول المصنعة، رغم موقعه الاستراتيجي والجغرافي وما يمتلكة من أرض خصبة قابلة للزراعة، لكن مخطط الاغتيالات كان ساري المفعول منذ أُغتيل الفكر اليمني وسجن الوطن خلف قضبان العمالة.

ومع كل ذلك لم يحقق العدوان أي إنجاز، بل أن الجرائم والمخططات كانت ضده، وانقلبت وبال عليه، فكل جريمة قد خلقت وعيا عظيما للشعب اليمني، وكل قطرة دم قد صنعت استقلالا للوطن، أما عن الشهيد الصماد فلم يغب يوما من الحقول النفطية والمنشأت الحيوية والمواقع العسكرية للمملكة السعودية، فالمسيرات الصمادية قد حققت انجازات كسرت العمود الفقري الإقتصادي للعدو، وما زالت العمليات الباليستية للمسيرات اليمنية (طراز صماد) تؤدي واجبها في كل يوم، فـ حلم العدو قد تحول إلى كابوس لم يعودوا قادرين على  الخلاص منه.

فاليمن لم يخسر شيء، والشعب لم يتراجع خطوة واحدة، والقضية هي القضية حتى وأن تلاعب الشيطان باوراق الصراع ومع من يجب أن يكون، وما أنجزته الأسلحة الأمريكية من مجازر وحشية بحق الشعب اليمني وبحق الوطن العزيز لن تسقط مع تقادم الأيام، وسيكون الثار الحقيقي هو في تحرير جميع المقدسات الإسلامية التي ضحى من أجلها الرئيس الشهيد صالح الصماد وجميع الاحرار في اليمن.

فهم قاتلوا وتحملوا وبذلوا في مواجهة قوى الشر وخاضوا حربا أنابوا فيها على الأمة الإسلامية أجمع، ولامجال للجريمة في قانون النصر، حيث وهو لا ياتي إلا من شريف واجه بشرف وشجاعة، ليس لمن حملوا العار في قلوبهم وانتهكوا الحرمات ودنسوا المقدسات وغيبوا مضمون القرآن الكريم لحاجة في نفس أبليس الذي يعبدونه ويقومون بما توعد به.

·        ختاما:

لم تحقق مجزرة فج عطان بما القي فيها من سلاح أمريكي محرم دوليا أي إنجازات لقوى العدوان، كما أنها لم تخلق الرعب والتراجع في قلوب اليمنيين، بل أنها كانت نقطة بداية للإنطلاق للجبهات واخذ الثأر وهذا حال الرد على جميع المجازر الوحشية.

أما استهدافهم لصماد اليمن فقد كانت الهزيمة النكراء لهم وذلك هو الذي بين مدى ضعفهم ووهنهم وخوفهم من الرجال الوطنيين الذين يحققوا الإنجزات الملموسة في الوطن، وذلك هو من طرح العدو الصهيوني في الواجهة بعد اعوام من الاختباء.

فماذا جنيتم غير الخسران!! حيث وقد امتاز اليمن بالنصر المؤزر حتى وأن طالت الأيام، أوليس الصبح بقريب.

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك