الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص/ \"شعارات الحسين ع استنفار العاطفة بغية التاهيل المهدوي \" محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

3239 2016-10-12

شعارات الحسين عليه السلام استنفار العاطفة بغية التاهيل المهدوي 5 محرم الحرام 1438 هـ الموافق 7 / تشرين الاول – أكتوبر / 2016 م

ملخص ملتقى براثا الفكري - شعارات الحسين ع استنفار العاطفة بغية التاهيل المهدوي 

 

* في حديث الامام الصادق ص احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا لابد ان نلاحظ الى جنبه طبيعة الآليات التي تحقق احياء هذا الامر ، فان يدعو الامام ص الى امرٍ لابد أن يبادر هو بنفسه ايضاً وباعلى المستويات الى تحقيق هذا الامر ولا يعقل ان يطلب منا امراً وهو يتخلى عنه او لا يعطينا السبيل الذي من شأنه ان يحقق ما يطلبه منا، هو صلوات الله عليه عرض علينا مشروعا وعلينا ان نلاحق في حديثه طبيعة الآليات التي يعتمدها من اجل تحقيق هذا المشروع، من يلاحظ بدقة شعارات الامام الحسين ص يجد انها تمثل احد اهم الآليات التي دعا اليها الائمة ص لتحقيق هذه القضية، من يلاحظ الروايات في قضية الامام الحسين ص سيلمس وبشكل واضح جدا ان حديثهم يستهدف المشاعر والاحاسيس والعواطف اكثر مما يستهدف الارادة، بمعنى انه حينما يقول ان يوم الحسين اقرح جفوننا واسبل دموعنا واذل عزيزنا او حينما يقول لابكينَّ عليك بدل الدموع دما او حشد الروايات الكبير الذي يتحدث عن اهمية الدمعة الحسينية الواردة في الروايات نعرف من خلالها ان المخاطب هنا هو العاطفة واستثارتها، البكاء ليس قرارا يتاتى من العقل فقرار العاطفة يرتكز على مقومات عقلية ولكن قد يبتدئ بعيداً عما يدرك بشكل دقيق، ربما يُلمس عند من يمتهنون الامور العقلية انهم لا يبكون او تكون عواطفهم اكثر جموداً ممن لا يمتهنون ذلك. 

 

* لذلك ما يُنعى على الشعار الحسيني من انه يغذي العاطفة وبالنتيجة انه لايوجد فيه عمل بنّاء وانه عملاً عابثاً هكذا ينعى على الشعار الحسيني، مع اننا نجد تركيز الروايات هو على استنفار العاطفة والوصول بها الى اقصى درجة " ان الجزع كل الجزع مكروه في الاسلام الا الجزع على جدي الحسين " والجزع هو صورة مضاعفة من العاطفة وليس الحزن او التاسف وكلاهما عاطفة،  اذن هؤلاء اما لا يدركون ما يتحدثون عنه واما يريدون ان يصيبوا نفس الاثر الذي اطلقه الامام ص لاحياء الامر لذلك جاءوا لافشال هذا المحور او انهم لا يعون حقيقة الامر وطبيعة ما وجه ائمة الهدى ص شيعتهم باتجاهه،  من يقرأ روايات اهل البيت ص التي تتحدث عن الامام الحسين ص يجد خطوط الحزن والجزع والحماسة والتاسف والمواساة وكلها ادوات اثارة العاطفة، لو اخذنا الامر بطريقة " لابكين عليك بدل الدموع دما " نجد انه لا يكتفي بالعاطفة البدائية وانما يريدها عاطفة متشددة جدا ، يُلاحظ ان الانسان يفكر بقضايا لكن امام حالات المصالح قد يتنازل عن الافكار باتجاه كسب المنافع وقد يجد في الافكار ما يقدم له سبيل الغواية بترك المبادئ، اما من يعاني لسبب من الاسباب من امر عاطفي في الصغر ويستمر حتى لو تخلص منه يتجه به الى منطقة اللاوعي فيترك لديه بصمات لايمكن ان تمحى الى اخر الابد، لذلك في قضية الامام الحسين ص نجد ان الائمة ص اتجهوا باتجاه استنفار كل عواطف الناس وكل القضايا أُحيطت باطار عاطفي وحماسي ولم يخاطبوهم بخطاب الفكر وبمحاضرات فكرية وانما خاطبوهم بالخطاب الوجداني ،لا نقول باننا لانحتاج الافكار ولكن المرتسم الاول هو امتلاك العاطفة والامساك بزمام القلوب ومن شان ذلك ان يجعل العقول مفتحة لتاخذ ما يمكن ان يطرح عليها، من الملاحظ مع كل الواقع البائس الذي نحياه ومع كل الهجمة التي يتعرض لها شبابنا وثقافاتنا من اتجاهات متعددة يمكن ان يُسجل بمنتهى الجدية والصدقية انه لم يتوفر في التاريخ جاذب الى الناس بقدر الشعار الحسيني وهي قدرة تعبوية هائلة، وهذه العواطف ليست ساذجة كما يتصور بعض من ينتقدها، بل ان طبيعة الشعار الحسيني افقه مما يتصوره المنتقد .

 

* فاذا كان مطلوب الائمة ص هو تحقيق حالة الانتظار الايجابي والجاد للثائر للامام الحسين ص ،فقاعدة الانتظار تُخلق عن طريق الشعار الحسيني الذي ياتي لتمهيد ارضية الوعي عند الناس، لان الوعي ليس بالضرورة انه فكر او ياتي بالقراءة وانما الوعي هو عملية ادراك لما يجري ولما يجب ان نكون عليه احياناً كلمة بسيطة تُتَلقى بعاطفة تقلب كيان الانسان ، كما ان القرار العقلي ياتي من المستند العاطفي ، وهذه العاطفة المتمثلة بالبكاء على الامام الحسين ص تدفعنا لانشاء علقة اساسية وعميقة مع المُثل المتمثلة بالامام الحسين ص، وبهذه الطريقة انساق هذا الامر الى جميع شرائح المجتمع من اطفال وكبار ومراجع ولكل شخص انعكاس خاص على افكاره وعاطفته ومبادئه والتزاماته لكن الجميع ياخذ، وهذا هو السر الذي يجعلنا نلاحظ ان كل شرائح المجتمع لاتجتمع في اي مكان كما تجتمع تحت منبر الامام الحسين ص وفي احياء الشعائر الخاصة به صلوات الله عليه ، لذلك مخطئ من يتحدث بان هذه الشعائر من دون فائدة فهي كالزراعة داخل الامم وهي عمليـة مضنية وواسعة وطويلة الامد ، ولما جُعِل الانتظار في مدة طويلة الامد لو كان المجتمع يُبنى خلال سنوات بل يحتاج الى اجيال لكي يبنى. 

 

* يلاحظ ان هناك امر يطرح في بعض الاسئلة وفي وسائل التواصل الاجتماعي بان الامام الحسين ص فقط

للمصلين والصادقين واصحاب المعروف وما الى ذلك، نعم كل دعوته صلوات الله عليه الى المعروف ولكن يجب ان لا نوصد الباب دون البقية فالامام ص ليس حصراً للصادقين وانما بابه مفتوح لكل من يدخل ،فاذا كان هناك غير ملتزمين ممكن احداث التغيير فيهم وليس الحل بتركهم للشياطين ومن الممكن ان يسمع كلمة تردعه عن المعاصي كما في قصة الامام الكاظم ص مع بشر الحافي ، اذا وصلنا الى هذا القدر وقلنا ان العاطفة الحسينية تنشئ قابلية التلقي في قلب الانسان وفي عقله وان الانسان ممكن ان يتلقى، لذلك نطالب بالخطيب والرادود والشعر الجيد لان من يحضر يريد من يعلمه طريق الامام الحسين ص الذي يعلمنا المبدا والقيم وهذه هي المعايير التي نتعلمها من منبر الامام الحسين ص، ولا نقول بان كل الموجود هو من المنبر ولكن لاشك ولاريب لايوجد متدين فيما بيننا لديه شجاعة ولديه غيرة ومروءة وشهامة يمكن له ان يدعي انه اخذها من خارج موكب الامام الحسين ص بكل تفاصيل هذا الموكب، لذلك نحن ضد ان يغلق باب الامام الحسين ص لجهة على  خلاف بقية الجهات وانما يجب ان يكون بابه مفتوح لكل العالمين ، ومن هنا نقول ان الشعار الحسيني وإن كان عاطفياً ولكنه يؤهل طاقات الانسان وقابلياته لكي يكون منتظراً جاداً للامام ص ولا شك اننا نستفيد من الامام الحسين ص فكله عطاء وثروة غاية ما هنالك علينا ان نعرف كيف نتعامل مع هذه الثروة.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك