الصفحة الفكرية

بالفيديو مع ملخص/ "صناعة الجهل بين اتقان الظلمة وارهاق المنتظرين "محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

4713 20:59:29 2016-05-24

  سماحة الشيخ جلال الدين الصغير       ملتقى براثا الفكري صناعة الجهل بين اتقان الظلمة وارهاق المنتظرين 12 شعبان 1437 هـ الموافق 20/ايار - مايو/2016 

ملخص ملتقى براثا الفكري - صناعة الجهل بين اتقان الظلمة وارهاق المنتظرين 

* في الحدث عن الرويبضة يُثار تساؤل وهو لماذا الاهتمام بهذا النموذج من قبل المعصوم ص بحيث جعله احد المعالم البارزة في مجتمع ما قبل الظهور الشريف ، حيث كان من المتصور ان حديث الرويبضة يتمثل عبر عدة اشخاص يشار اليهم بالبنان فيكونون هم هؤلاء التافهون الذين يتحدثون بامرٍ اعظم منهم ومن عقولهم ، ولكن في الرواية عن رسول الله ص يشير فيها الى اربع فتن يتحدث في الرابعة والتي كأنها تسوق الناس الى الكفر لكن يشخصها بان الناس سيكونون بلا امام ولا جماعة اي انهم يقودون انفسهم بانفسهم بلا راعٍ وبلا من يعتمدون عليه وهذه هي الرويبضة ، اذن حديث الرويبضة ليس حديث الاشخاص وانما هو حديث جمهور كبير هو الذي يملي على العاقل وعلى غيره قرارات وارادات وما الى ذلك ، عندئذ يُلاحظ كلام الامام ص في مقدمة حديث الرويبضة حينما يقول ان بين يدي القائم سنين خداعة يُكذَّب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويتكلم فيها الرويبضة وكأن الرواية فيها قطع لان تكملتها تشير الى ان السائل يسأل الامام ص وما الرويبضة وما المحال ؟ فيقول له ان الرويبضة الرجل التافه الذي يتكلم بامر العامة والمحال يقول الامام ص اولم تسمع قول الله سبحانه وتعالى بانه شديد المحال اي شديد المكر. 

* اذن نحن بين سنين سوف تفقد فيها المعايير ويكون الجاهل هو من يقود الناس وسيكون شديد التلاعب بهم وبخديعتهم ، يقول معاوية عليه لعائن الله حينما يقول لعبدالله بن عباس اني تركت في الشام اناس لا يعرفون لعليٍ سابقة ولا لحمزة شهادة ولا لجعفر جناح ، اي ان هؤلاء لا يعرفون اي اصل تاريخي تمتد اليه اوضاعهم مما حدا بنا الى القول ان ثمة مجتمع سوف يتم تجهيله تماماً والتجهيل ينقطع عن الجذور بحيث يكونوا بلا امام ولا قائد وتفقد المعايير فلا يكون المعيار السليم هو الذي يتحكم بهم فتضيع عند ذلك الحكمة ويضمحل العقل فلا يبقى فيهم الا الامّعة ، الذي حذر الامام الصادق ص منه في قوله لاحد اصحابه لا تكون كالامعة ، والامعة هو الذي يكون رايه راي الناس ويقبل بما يقال له كأنه يسلم عقله للاخرين من دون تفكير او اتخاذ قرار بناءً على حكمة خاصة. 

* حينما نتحدث عن ان التشيع هو الذي سوف يتقدم وان رايته سوف تتقدم حتى تسلم الى الامام ص هذه الراية حينما تتقدم لابد ان تطالب بمفاهيم ومعايير ولابد انها ترتكز الى  مواطن للقوة وتعمل عملها من اجل تكريس هذه المواطن ، هنا العدو لن يكتفي بالمشاهدة بل سيتخذ التدابير اللازمة لكي يحبط هذا المشروع فهو منتبه لهذه الامة واستخدم وسائل متعددة طوال الحقب التاريخية ، ويلاحظ منذ مقولة الربيع العربي بدأ يستخدم صناعة الجهل كقيادة للامة ، قبل ذلك كان قمع الانظمة هو سبيله للسيطرة وخُدِعت الامة بمناهج تربوية متعددة انتجت الافلاس الكبير الذي أُصيبت به النخب من كل القطاعات من اسلاميين او قوى ليبرالية متعددة بل حتى من القوى اليسارية كلهم وصلوا الى درجة واضحة من الافلاس ، وحدهم الشيعة انتخبوا مشروعاً عجزت معه هذه القوى ان تسيطر على مواضع القدرة فيه ، فاذا كان هذا المشروع يتحدث عن قضية الامام ص بعنوانه النموذج القادم والمستقبل القريب ، عند ذلك لابد من ان تشدد الوطئة ، ثم جائت الاحداث وتصور الامريكيون انهم يستطيعوا ان يفعلوا في العراق ما لم يستطيعوا ان يفعلوه في اماكن اخرى ، جاءوا بديمقراطيتهم المزعومة ضمن مواصفات محددة لديهم وهم يتصورون بان الشعب العراقي سوف يهلل ويكبر لها ، نعم ثمن هذه المحاولة ان يسقطون عميلهم ويزيحوه لكن سرعان ما رأوا هذا الدور جوبه براي عام شيعي رفض القبول بما جاءوا به وعلى راس هذا الراي ثمة منصب اسمه المرجعية ، حاولوا كثيراً ولم يستطيعوا ثم جاءت الخيارات متمثلة بما ارادته المرجعية. 

* من يتصور ان العدو سيقنع بما وصلت اليه ارادة الشعب متوهم تماماً ، لذلك ما ان استسلم العدو الى طبيعة الارادة التي قادتها المرجعية عند ذلك بدأت عملية ما يسمى بالفوضى الخلاقة وخياراتها متعددة ولكنها تحاول ان تزرع من معايير الجهل الشيء الكثير الذي ما من شانه ان يطيح بالعقول ويفتت الراي العام ويحوله اشلاء ، وجاءت التفجيرات كعناصر ضاغطة ولم تكن هي الوسيلة لتدمير هذا الراي ثم فُعّل الفساد مع الارهاب لينتج معادلات غاية في العسر على ابناء شعبنا ، والفساد هنا ليس فساد الاموال فقط وانما العمل على ايجاد ارادة الى عدم اعطاء الخير الى الناس باي طريقة تذهب تصل الى ممانعة وتصل هذه الممانعات الى حد تحريك الجمهور بشعارات براقة من اجل القضاء على المحاور الاصلية لمواجهة الفساد والارهاب معاً مع ان الجمهور صبر وتحمل الكثير ولكن هذا التحمل جاء في وقت تم زراعة واحدة من اخطر المسارات التي تعبث بوعي الناس. 

* عملية كعملية الديمقراطية تؤدي الى التنافس الحزبي ولكن  هنا تتبدى اسوء صور الصراعات حينما حولوا الاحزاب الى جيوش الكترونية  ينقد ويسقّط احدها الاخر وانجرت من بعد ذلك قصة

الامساك بالراي العام من قبل قوى لا علاقة لها بالقوى التي كانت تحكم المعادلة ، ثم نجح مشروع الفيسبوك القطري في ليبيا ومصر وبدى في سوريا انه سينجح ايضا واسقطت حكومات وكان الاسقاط اساساً ناجم من وسائل الاتصال الجماعي كعناصر فاعلة بشكل اساسي ولو نظرنا بعين الدقة سنجد ان العناصر التي قادت هذا المشروع عناصر خفية تماماً ، قد يُشخص محاورها الحصيف ولكن الامة لم تتمكن من معرفة من وجه الامور لهذه القضية. 

* بالنسبة للنموذج الشيعي كان هناك مسعى هائل اشتركت فيه قوى ومنظومات متعددة كان جميعها يرمي الى صناعة الجهل في الساحة الشيعية على مستوى المعايير الاخلاقية والمعايير السياسية والالتزامات وعلى مستوى منظومة التماسك الاجتماعي كلها وكأنها قد اصيبت بتسونامي هائل من اجل اسقاط هذا المجتمع ومن يدقق سيجد ان الصورة دقيقة الى حدٍ كبير ، اليوم وما وصلنا اليه نلاحظ ان الفيسبوك وكل وسائل الاتصال الجماعي دخلت البيوت وقبله دخلت الفضائيات وتربعت في الداخل ، ولذلك تلاحظ غالبية البيوت تعاني من الخرس المنزلي بحيث لا يوجد احد يتحدث مع احد في اغلبية الاوقات ولم يتبقى لعلاقاتهم الاجتماعية الا النزر القليل جداً وبشكل عام هذا الطوفان يتقدم خصوصاً مع الاجيال القادمة .

* السؤال هل ثمة مشكلة هنا ؟ والجواب نعم ، حينما نسأل من الذي سيوجه عقول هؤلاء الذين يتعاملون مع هذه المفردات ، ستجد في الغالب قوى مجهولة هي التي توجه ، كذلك السؤال البسيط الذي يطرح هل هذه الخدمات التي تُقدَّم عبر هذه البرامج حباً بالناس او بالمبادئ والكل يعرف بانها لا وجود لها ، قد أُتيحت امكانات للجميع والكل يتحدث عبر هذه البرامج والكلام المسموع سيكون لمن لديه المشهورية عبر ادوات الاعجاب والمشاركة ولمن يحصل على دعم في هذا المجال وليس لمن لديه الحكمة في القول ، لذلك ترى الناس تراقب الرقم الاعلى ولا تراقب الفكرة الاحسن ، ليس المهم من الذي يكتب ومن الذي يُلقِّن هذه الامور ليست مهمة لدى الجمهور ، لذلك سيكون تمرير الرسالة الكاذبة من اسهل ما يكون لتسقيط العناصر الشاخصة ليأتي بديلاً عنها قوى عبّر عنها معاوية عليه اللعنة لا يعرفون لعلي سابقة ولا لحمزة شهادة ولا لجعفر جناح ، اليوم ببساطة ممكن ان يُشطب على سنوات مرجعية هائلة لكي يأتي تافه ويقول ماذا صنعت لنا المرجعية ، لذلك سيكون لنا لغة تعميم هي عبارة عن لغة الجهل بحد ذاتها ولغة اتباع المجهول باعتباره حقيقة دون تفكير ، لذلك تجد من يتحكم بهذا المجهول هي السياسة وليس المقصود منها ادوات الاحزاب السياسية وانما ثمة مصالح تتحكم اعلى من لغة العلم والمنطق لتوجيه الامور باي طريقة تريدها .

* اليوم ما نراه في صناعة الجهل ليس سجية للجاهل وانما يُحرص على هذه الصناعة والمجتمع مطالب ان يتفتت وان لا تبقى له قيم من قبل هذه الايادي الخفية التي تسوّق لافكارها عبر وسائل الاتصال الجماعي وعبر الفضائيات ، لذلك ترى تقديم امر خيانة الزوجة يمكن ان يغفر وان الزنا والقمار واللواط والعنف الشديد من الامور التي يجب ان تُقبل ، مما ادى الى ان الناس اصبحت لا تستغرب من هذه القضايا ، عليه يكون الخطاب واللائمة الكبيرة الى من لديهم حشود وجيوش الكترونية بان يتقوا الله لانهم يعبثون بما هو اكبر من مصالحهم وبما سيسقطهم غداً لامحالة وبنفس هذه الادوات. 

* القضية الاخرى هي واجبنا تجاه الهجمات التي تشن على كل مرافقنا الاجتماعية من اخلاقياتنا وافكارنا والتزاماتنا ، فالامكانيات المتاحة للاخر متاحة لنا ، نعم الاخر لديه وسائل تمكنه من ان ينتشر اكثر وهو ليس بدليل على اسقاط تكليفنا الشرعي في هذه القضية فالكل مسؤولون ، يُلاحظ الاعتداء على  المرجعية باي طريقة لذلك لا يمكن التهاون باداء التكليف ولا يمكن الاكتفاء بمشاهدة انتهاك حرمة المؤمن دون اداء التكليف ، كذلك يُلاحظ ان الجهد الايماني في الدفاع كبير ولكنه كقطرات المطر التي تسقط متفرقة ولا تصب في رافد واحد مما يستوجب توحدها لتعطي النتيجة ، في المقابل ترى الظالم يتقن عمله لكن المشكلة في المظلوم الذي لا يتقن عمله تراه يتردى في ظلامته ، في حين نحن مخاطبون " وقفوهم انهم مسؤولون " ، سيف الظلم لابد وان يتحطم ، ولكن العزة كل العزة ان يكون لنا موضع في صد هذا اليسف ، اليوم تجري امام اعيننا قصة تكذيب الصادق وتصديق الكاذب غداً هذا الصادق سيشتكي الى الله سبحانه وتعالى بانه لم يُنصر حينها ماذا سيكون الجواب في عدم نصرته ، اذا كان الظالم يصنع الجهل يجب علينا صنع الحقيقة واتقانها وتقديمها الى الناس وهو عين التكليف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك