اصدرت عمادة البحث العلمي في جامعة النجاح الوطنية كتاب الدكتور صائب عريقات "عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر" الكتاب عبارة عن دراسة مقارنة بين عناصر التفاوض السبع التي حددها عالم المفاوضات الامريكي روجر فيشر ، وعناصر التفاوض الاثنا عشر عند سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام، اي دراسة مقارنة بين السلوك التفاوضي الغربي والسلوك التفاوضي العربي – الاسلامي .
ويتضمن الكتاب (246) صفحة مقسمة الى ثلاثة فصول :
الاول بعنوان عناصر التفاوض السبع في المدارس الغربية والاثنا عشر عند سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام، بحيث يكون هناك سبعة عناصر مشتركة هي : المصلحة ، العلاقات ، البدائل، الاتصال ، الخيارات ، الشرعية والالتزام ، اما العناصر التفاوضية عند سيدنا علي عليه السلام فتشمل : العلم والمعرفة ، القيادة والمسؤولية ، المتغيرات ، الصبر و الثبات والعدل .
الفصل الثاني من الكتاب يدخل في مقارنة دقيقة بين هذه العناصر مسترشدا بعدد من التطبيقات اهمها: عتبة بن ربيعة ، صلح الحديبية ، والتعامل عند فتح مكة ، اضافة الى رسائل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
اما الفصل الثالث فيبحث بعمق بتجربة سيدنا علي عليه السلام مستخدما : القصاص من قتلة سيدنا عثمان ابن عفان ، عزل الولاة ، موقعة الجمل ، مفاوضات صفين ، مفاوضات ام تحكيم ، ومواقف سيدنا علي عليه السلاممن نتائج المفاوضات (التحكيم) .
ويقدم عريقات للكتاب قائلا : لعشر سنوات واكثر قرأت كل يوم ، جالست الفارابي ، وبن المقفع وابا حامد الغزالي والشريف الرضي والطبري والبخاري وكنت اسألهم في مختلف جلساتنا بعد منتصف الليل وفي ساعات الفجر في مدينة اريحا في ايام شتائها الدافئة وايام صيفها الحارة ، لو كنتم مكاني فكيف ستعدون انفسكم لمفاوضات اسرائيل وامريكا او هذه الدولة او تلك في اروروبا وغيرها ؟
كيف ستتعاملون مع واقع علاقات دول العرب في واشنطن ؟
ويضيف " كنت استحضر نيقولا ميكافيلي ، وتوماس هوبز ، وجان بودان ومونتيسيكو وفولتير ، واطرح عليهم ذات الاسئلة ، ولم تكن اجاباتهم مختلفة عن المفكرين العرب والمسلمين فالضعف ظاهرة يسهل تشخيصها وعندما لا تتقن الامم الحديث بلغة المصالح فانها عادة ما تتأثر بالاحداث دون القدرة في التأثير عليها .
" كنت اسمع من يهاجم المفاوضات او بل من وصلت به الامور الى حد اتهامنا بالخيانة ، ولم تترك عبارة من عبارات الشتم والقدح والذم والتنكيل الا ووجهت لنا كفلسطينيين نقوم باجراء مفاوضات مع اسرائيل التي تحتل ارضنا منذ عقود طويلة .
بل اكثر من ذلك كان هناك من يزور ويتآمر ويخلط الحقائق ويطرح انصافها ، واحيانا اخرى مجرد اكاذيب وشائعات لا لشيء الا لاضعافنا على ضعفنا لماذا ؟ اما لتقديم اوراق اعتماد للقوى العظمى والاطراف الاقليمية او لتوجيه العيون والاذان والافواه العربية بعيدا عن تقصير صناع القرار في الدول العربية وعجزهم عن التعامل مع واشنطن بلغة المصالح .
ويؤكد عريقات : " ان المقارنة لا تتقيم بين انسان مثلنا وروجر فيشر , وبين الخليفة الراشدي الرابع امير المؤمنين سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام، الا انه وبغرض الموضوعية العلمية وجدت لزاما ان ابين لكل الدارسين ان سيدنا علي عليه السلام، ارسى 12 عنصرا للمفاوضات ، قبل ان يضع روجر فيشر عناصره السبع بالف واربعمائة عام .
16/5/140115
https://telegram.me/buratha