دراسات

أهم أساليب الاعلام الجديد المعادي.."مش حتقدر تغمض عينيك"

2426 2021-05-24

 

سعود الساعدي *||

 

الجزء الأول

يلعب ما يسمى اليوم بالإعلام الجديد أو البديل أو الإعلام الاجتماعي أو إعلام الحياة الثانية يلعب ادوارا كبيرة بل ومصيرية في حياة المجتمعات المعاصرة وخاصة مجتمعاتنا التي تعاني من استهداف خارجي وبيئة داخلية مضطربة ومأزومة.

استبدلت الدول الحديثة وظيفة الجيوش بدور الإعلام ووسائل الاتصال وباتت هذه الوسائل هي خط الهجوم أو الدفاع الأول وأداة الحسم لا وسيلة نقل الاخبار والأحداث بل باتت الوسيلة الأبرز في الصراعات وأداة التضليل الشامل وصولا للتدمير الشامل فما عادت الحروب تخاض في ميادين المواجهة وجبهات القتال بل في ميادين العقول وساحات التصورات والأذهان.

يعتمد هذا الإعلام على أساليب ذكية ترتكز على ما يسمى ب"البرمجة النفسية"  وبالإستناد إلى أهم ما توصل إليه علماء النفس في هذا المجال، ويمكن إجمال أهم أساليبه بالآتي:

1/ الاستدراج: يعمل الإعلام الجديد على تنظيم الأولويات بحسب المصالح والغايات والخطط المرسومة فبعد صناعة الزيف وقلب الحقائق وبث ثقافة التثبيط  ونشر ثقافة التفاهة والتخدير والتسطيح والتجهيل وصناعة الواقع الافتراضي الكاذب على حساب الواقع الحقيقي تقوم غرف السيطرة المركزية لهذا الإعلام على استدراج الضحية عبر إستراتيجيات الجذب الشامل ك "الإغراق المعلوماتي" و تكتيكات "الانطباع السريع" وليس "الاقناع البطيء" وأساليب "التكرار" و"الخلط والتضليل والفبركة والتدليس" وغيرها.

2/ صناعة اليأس: عبر الترويج لثقافة الإحباط والسوداوية وتهويل قضايا الفساد والانحرافات والشذوذ وبث وترويج كل ما هو سلبي ومحبط عبر تقديمها ك"قصص إعلامية" مهولة ومبالغ بها على حساب "الحقائق الموضوعية" الواقعية لقتل الأمل والتفاؤل والوصول لليأس.

3/ صناعة الغيبوبة: بعد صناعة اليأس وعزل الضحية "الجمهور المستهدف" عن كل عناصر  ومواقع التأثير المناوئة وعن بيئته الحقيقية والتمكن من التحكم به وتشكيل تصوراته واللعب بمشاعره وعواطفه وقيادة مواقفه تتم عملية "صناعة الغيبوبة" وتأثيرها كتأثير تناول "الخمر والمخدرات" لهذا حرمهما الإسلام ليقوم الإعلام البديل بدور الخمر والساحر والمخدر للعقول والنفوس ليصبح الضحية جاهزا وما على الاعلام وغرف السيطرة والتحكم إلا تحديد موعد تفجير الفوضى باسم الإصلاح والتغيير.

4/ صناعة المصيدة الإعلامية: وتأتي في المرحلة الأخيرة بعد صناعة الإستدراج واليأس والغيبوبة وتتمثل بإستدراج الضحية الى ميدان التلاعب وتحويله الى أداة بشعارات مدروسة براقة ومحفزة تخاطب حاجاته النفسية أو تحويله حتى الى ضحية وهنا تأتي مرحلة "صناعة الضحية أو الشهيد" وصناعة القضية التي ستبقى مصدرا للتهويل والجذب وإثارة العواطف واستدراج الجمهور للمصيدة من جديد. 

انتهى

الجزء الثاني سيكون بعنوان "آليات التصدي لأساليب الإعلام المعادي الجديد"

 

*مستشار إعلامي / محاضر في أساليب الإعلام الجديد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك