دراسات

الاثار السياسية والاجتماعية والاقتصادية لفتوى الجهاد الكفائي


عبد الحسين الظالمي

البحث الثاني

 

المتعلق بفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني

بعد استعرضنا الفتوى وفق المنظور العسكري

وخلصنا الى نتيجه ان الفتوى كانت تعتمد في مضامينها اغلب واهم المبادىء المعتمده في العلوم العسكريه نعود ونسلط الضوء على الاثار السياسيه والاجتماعيه وا لاقتصاديه وفق التفصيل التالي .

اولا : الاثار السياسبه

منذ سقو ط النظام عام 2003ولاحتلال الامريكي للعراق وتداعياته التي عرضناها في التمهيد لهذه البحوث ساد الوضع السياسي في العراق والعمليه السياسيه بشكل عام نوع من التخبط وعدم الاستقرار نتيجة عدت عوامل داخليه وخارجيه مفتعله وغير مفتعله ساهمة فيها كل الاطراف سوى المشاركه في العمليه السياسيه او التي هي خارج العمليه السياسيه

بالاضافه الى الوضع الاقليمي الذي رأى ان مايجري بالعراق قد يسري ليهدد عروش بعض الحكام بالاضافه الى النزعه الطائفيه لمحيط العراق وكذا الموقف الدولي وعلى راسه امريكا التي لم يرق لها ماجرت عليه الامور ولذلك ساهمت في تاجيج الخلافات بين اطراف العمليه السياسيه نفسها وبين الاطراف الاخرى اقليميه ومحليه والصراع بين جبهتين جبهه داعمه للعمليه السياسيه وجبهه رافضه تحاول تدمير كل شىء بدافع عليه وعلى اعدائي بالاضافه الى عدم وجود رؤيه واضحه لنوع نظام الحكم رغم وجود الدستور الدائم .

بدى التخبط بالتطبيق والضياع بين المركزيه ولامركزيه ولا قليم والمركز وهجمه شرسه من القتل على الهويه والتفجيرات التي حصدت ارواح الكثيرين وشتدت وتيرة الخلافات بين اقطاب العمليه السياسيه حتى وصلت الى اوجها

قبيل انتكاسة ١٠ حزيران والذي فقد على اثرها الشعب الثقه بالحكومات المتعاقبه بالتدريج .

امام هذا الواقع جاءت الفتوى لتسحب البساط من اقطاب العمليه السياسيه وتركن خلافاتهم على جانب وتخلق جوا ايجابيا اعاد الثقه بالنفس من خلال اشاعة الامل في تجاوز محنة ما جرى او سيجري وبذلك توحد الشعب بكل طوائفه وقواه السياسيه في جبهة واحد ضد العدو الذي اصبح يهدد الجميع لذلك هب الكل في دعم الفتوى وسنادها بالرجال والمال ودعم الجيش والقوى الامنيه وتطوع الكثير من القيادات السياسيه لزيارة الجبهات والبعض منهم ساهم في القتال مما ترك اثار ايجابيه على الوضع السياسي ومع بوادر دحر الارهاب عادت الثقه بالنفس للقيادات السياسيه لتمارس دورها وتشارك في الانتخابات كل ذلك كان من اثار الفتوى التي انقذت العراق اولا والعمليه السياسيه ثانيا وحافظة على النمط العام للحياة

لتصبح المرجعيه العليا على اثر الفتوى هي قبلة الساسه داخليا وخارجيا ومنبر الجمعه في الحرم الحسيني هو كلمة الفصل في ادارة المعركه في اطارها العام .

٢ الاثار الاجتماعيه للفتوى :

شكلت الخلافات السياسيه والتدهور الامني والقتل والتفجير عوامل قويه لاضعاف الروح المعنويه للشعب ثم جاءت كارثة دخول داعش

للعراق واحتلال ثلث اراضيه وقتل مجموعه كبيره من ابنائه صدمه نفسيه كادت ان تودي الى انهيار تام في مناحي الحياة نتيجة الخوف من المصير المجهول ثم جاءت الفتوى لتفجر طاقات الشعب الكامنه وتحول الهزيمه والخوف النفسي الى فوره ممنهجه تعبر عن قوى حقيقيه وليس مزيفه لهذا الشعب المعطاء ومع بوادر ايقاف انهيار الجبهه تحول الوضع النفسي للشعب الى قوى هادره تمد الجبهه بالدعم المادي والمعنوي ومن كل الطوائف والاقليات

ولاعراق واصبح القتل على الهويه قتال ضد الاعداء في جبهه واحده هذه الوحده المصيريه كانت الاساس في تحقيق الانتصار على اعتى قوه معاديه لم بشهد لها التاريخ الحديث من عهد وقد حققت الفتوى تلاحم اجتماعي قل نظيره وصبح تشيع الشهداءملاحم ترسم صور فريده تعبر عن جوهر هذا الشعب واصبحت قضية المشاركه في القتال او دعم الحبهه شرف عظيم وامنيه للاغلب ابناء الشعب ناهيك عن قضية جدا حساسه وهي خلق حاله من الانسجام العقائدي والفطري لدى ابناء الشعب فالذين بسيرون سيرا على الاقدام نحو قبلة الاحرار وهم يهتفون ياليتنا كنا معكم وجود بابا مفتوحا لتجسيد ذلك حتى اصبح البعض منهم يترك مسيرة الاربعين ويذهب يرابط على السواتر ليشعر نفسيا وروحيا انه اقرب الى تطبيق شعار (الا من ناصر ينصرنا ) وتحولت المسيره من مجرد عطاء مادي الى تطبيق عملي وتضحيه بالانفس وهي غاية الجودي ، كل ذلك من اثار الفتوى التي اطلقها رجل يجاور امير المومنين

في النجف الاشرف ليربط الحاضر بالماضي

ويصنع منه المستقبل .واصبح العراقي الذي كان خجلا مما يجري في وطنه فخورا وعزيزا وقويا بما تحقق من انتصار جعل العالم كله يقف للشعب العراقي احتراما .

ثالثا : الاثار الاقتصاديه للفتوى

للحروب اثار مدمره انيه ومستقبليه في حياة الشعوب يصعب تلافيها بسهوله خصوصا اذا كانت نتائجها تدميريه كما هو الحال في ما حصل في المدن الغربيه دمار مدن وتراث وبنى تحتيه وقيم اجتماعيه وملاين من المهجرين في ظروف قاسيه ورعب قله نظيره بالاضافه الى نقص في مقومات الحياة ونتهاك اعراض وزهق ارواح افراد وعوائل كامله ناهيك عن الخوف الذي عم عموم العراق وتخوف الناس وخصوصا التجار والشركات على اموالها ومواردها ومصادر رزقها مما جعل البعض من اصحاب رؤوس الاموال والشركات يشدون احزم الرحيل مع اول فرصه خوفا من المجهول القادم وبمجرد صدور الفتوى وستجابة الشعب لها انقلبت الامور وتغيرت موازين القوى ودارة عجلة الحياة والدوائر والشركات والمصانع واصبح دعم الحياة واستمراها هدفا مقدسا بالاضافه الى دعم الجبهه وسنادها الذي حرك السوق وجعل عجلة الحياة تدور بشكل طبيعي كل ذلك كان من اثار الفتوى التي اوقفت الانهيار في لحظة حسم

لا تخلوا من تسديد الهي لقلب رجل ذخره الله لهذه الساعات العصيبه في عمر البشريه والشعب العراقي بشكل خاص .

يتبع ان شاء الله البحث الثالث الموسوم

الحشد الشعبي دوره في صنع الانتصار والدورالمطلوب منه مابعد التحرير ..

ــــــــــــــــــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك