( بقلم : هلال آل فخر الدين )
هذه الفكرة الخطيرة فكرة (الاصطفاء)او الانتقاء التي سيطرة على اذهان هؤلاء وانهم نواب الله في الارض وافتراضهم انهم الذين اختارهم سبحانه على العالمين لفرض رسالته بالقوة والاكراه على الاخرين وهذه الفكرة التي تسيطر على منطق هؤلاء هي الباب الواسع الى الارهاب واحتقار الاخر والنظر بعين الجهل و الاستعلاء على الاخر وكانهم بواب السماء ووالموصلين الى الغرفات العلى من الجنان وهم الذين ياياتيهم الباطل بقول اوفعل لامن بين ايدهم ولا من خلفهم وهم ووهم في هذا الخصوص يقول الاستاذ (فيليب برو )-من معهد الدراسات السياسيه بباريس ومؤلف كتاب (الارهاب السياسي) يقول :ان الشخص العادي يمكن ان يتحول إلى الارهابي اذا كان لهذا التحول جذور تتمثل في المبالغه في تقدير ذاته وقلة احترام الاخرين له وان تكون ظروفه الاجتماعيه _من وجهة نظره- لاتناسبه مثل قلة موارده وكذلك الشعور بالملل الذي قد يتصور ان التغلب عليه يكمن في الدخول في مخاطرة او التحمس ل(قضيه كبرى) قد تمنحه الشرعيه لتبرير اللجوء الى العنف هذا بالاضافه الى الاغراءات التي قد يتعرض لها قبل مخربين اخرين وارغبه في انتماء لزعيم او منظمه كاريزماتيه
ولمواجهة هذه الظاهره يقول برو: إنه قد يبدوا من شبه المستحيل التأثير على العوامل النفسيه لانه لايوجد دائما اشخاص مستعدين للاندفاع في مخاطر كبيره للتخلص من الملل والكابه أما على المستوى السياسي فيجب من ناحية تحليل وتفسير الجوانب المدمره للقضيه الكبرى للراى العام والتي باسمها يتم تبرير اللجوء الى اسوأ أنواع العنف (الارهاب) ومن ناحيه اخرى إدراك اهمية اعمال العنف الرمزيه فكانت هذه الظاهرة الخطيرة عاملا رئيسيا في طعن مقومات واسس الامة الواحدة المتماسكة وعاثة فيها الفساد هذا من جهة ومن جهة اخرى اشاعة التخلف والتقهقر فيها وكانت مبعث عزلة وانكفاء لقطع مواصلات التلاقح والانفتاح على الاخر واخيرا كان سببا في تبني شراذم ومتشددي هؤلاء لهجمات مجنونة متهورة على الاخر ادخلت الامة ككل في حالة من الحرج والضيق وادرجتها في خانة الاتهام وسببت الاساءة الى الرموز ..!!
وفي ضوء كل هذه الارهاصات فقد بقى شعب وادي الرافدين صامدا متماسكا رغم ظهور وانطلاق كل الثورات السياسية والتيرات الفكرية والاراء والمعتقدات الغنوصية والعقائدية والنظريات الفلسفية من حواضره في حين كانت تحدث ثورات وصراعات مريرة وتسفك فيها الدماء وتكثر فيها الضحايا وتهتك فيها الاعراض وتنهب الاموال وحتى تستدعي العلماء في تغير مذاهبهم وطرائقهم طمعا وطلبا للعافية في بلدان انتقلت لها تلك المذاهب والنظريات والفلسفات من العراق ووصلتها بعضا من رياح تلك السياسات والافكار مثل ما حدث في فارس والانضول والافغان وخراسان واصفهان واصطخر وسجستان والبنجاب ومرو ولبنان ومصر وشمال افريقيا..
هلال آل فخرالدين
https://telegram.me/buratha