النجف الاشرف / آلاء الشمري
يعاني المواطنون من سكنة حي ميسان في محافظة النجف الاشرف من عدم تأسيس الكهرباء لمنطقة سكنية كاملة ، وهذا ما اضطرهم إلى التجاوز على خطوط الكهرباء الموجودة في منطقة أخرى ، وبسبب بعد المسافة فان الطاقة تأتيهم ضئيلة لا تسد رمق احتياجهم للطاقة الكهربائية ، لتبقى مشكلة الكهرباء مسالة شائكة ، ويبقى المواطن العراقي يناشد ويطالب حكومته في أن تتخذ خطوات فعلية في حل هذه المشكلة عله يحصل على نتيجة ترضيه وتشعره انتمائه لوطنه.
هذه المنطقة محرومة
وفي جولة للمركز الاعلامي للبلاغ في تلك المنطقة تحدث الينا المواطن علي جودة من سكنة منطقة الشريط في حي ميسان وعن معاناة عدم تأسيس أسلاك كهربائية في المنطقة قائلا: أنا اسكن هذه المنطقة منذ ثلاث سنوات ، ولحد الآن لا يوجد أسلاك للطاقة الكهربائية فيها ،فهي منطقة محرومة ما جعلنا نسحب الكهرباء من مناطق أخرى تبعد (400-500 م) ، فنطلب من الحكومة العراقية وخاصة السيد محافظ النجف ، والسيد رئيس الوزراء ، وكافة المسئولين في الحكومة أن يعالجوا مشكلتنا بخصوص الكهرباء لأننا ذهبنا إلى مراكز الاقتراع وانتخبناهم ، ونحن من أوصل المسؤولين إلى مناصبهم التي يشغلونها حاليا.
وجود الخطر الفادح على أرواح العوائل في المنطقة
أما احمد عبد علي خشاب فله نفس المعاناة ، وقد تحدث عن تلك المعاناة قائلا: نحن نعاني كثيرا من مشكلة الكهرباء ، فأسلاك الكهرباء التي نسحب من خلالها الكهرباء من منطقة أخرى يبلغ طولها ما يقارب (400 متر) ، ورغم ما حاولنا توفيره من طاقة كهربائية من مناطق أخرى إلا أن الطاقة تأتينا ضعيفة جدا ، بالإضافة إلى وجود الخطر الفادح على أرواح العوائل في المنطقة من جراء وجود الأسلاك على الأرض مع الرطوبة التي تصل الأسلاك ، حتى أني أشاهد الأطفال يوميا يلعبون بالأسلاك ، وهذا قد يعرض احد هؤلاء الأطفال إلى الموت ، علاوة على دخول سيارات الحمل الكبيرة إلى المنطقة مما يؤدي إلى قطع الأسلاك وتتولد مشكلة إيجاد القطع لإرجاع الطاقة الضعيفة التي أقصى ما تُشغله مصباح كهربائي.
وأضاف احمد قائلا: حي ميسان من الأحياء التي وزعت أراضيها رسميا وليست تجاوز، ورغم ذلك لم يتم تجهيز المنطقة بالطاقة الكهربائية في حين نجد أحياء أخرى تجاوز فيها المواطنين وبنو بيوتا وسكنوا فيها لكن الطاقة الكهربائية متوفرة لديهم ، وفي كل دورة انتخابية يأتي المسئولون والمرشحون يواعدونا بان يتم تجهيز المنطقة بالكهرباء لكن لا ينفذ أي من تلك الوعود.
في فصل الصيف لنا معاناة لا توصف
النساء في المنطقة لهن معاناة كبيرة بسبب مشكلة عدم وجود الكهرباء مفتقدات لأبسط حقوق المواطنة العراقية ، وهذه المعاناة تتكرر في كل عام صيفا وشتاءا ، وأم علي واحدة من هؤلاء النساء حيث عبرت عن معاناتها قائلة: حياتنا كلها معاناة فمن ابسط حقوق المواطن والسبيل لراحته هو توفر الطاقة الكهربائية ، ولدينا أطفال في المدارس كيف يدرسون وهم محرومين من الضوء ، وفي فصل الصيف لنا معاناة لا توصف فاعتمادنا على المولدة الموجودة في المنطقة لان لا يوجد تأسيس للكهرباء الوطني والمولدة لها ساعات محددة ثم تنقطع ، ولا يمكن أن نشغل المبردة الكهربائية ، حتى المروحة الكهربائية تكون بطيئة جدا بسبب ضعف الطاقة الكهربائية ، وهذه المنطقة فيها آلاف العوائل وكلها ذات إمكانيات مادية محدودة ، فانا أرملة ولدي ثلاث أيتام وكل فترة تنقطع أسلاك الكهرباء ما يضطرني إلى صرف الأموال لإصلاحها ، فالأسلاك متشابكة مع بعضها ويصعب معرفة السلك المقطوع ، وتبقى المعاناة تتكرر والعذاب في هذه الحياة مستمر.
وأضافت أم علي قائلة: نحن في القرن العشرين وهذا هو عصر التكنولوجيا والتقدم ووجود الأجهزة الحديثة ، حتى في الريف أصبحت الطاقة الكهربائية موجودة لديهم ، لكن منطقتنا في هذا الحي حي ميسان لا يوجد فيها كهرباء ، وأنا من هذا المنبر الإعلامي الشريف أود أن أناشد كل مسئول غيور، وخاصة السيد نوري المالكي هل يرضى لحالنا هذا ، لحد الآن لا نستطيع تشغيل ثلاجة في البيت ، والأدوات الكهربائية في المنزل كلها مركونة ، ولا نستطيع تشغيلها ، فإلى متى يبقى هذا الوضع المأساوي والحكومة تتفرج بدون أي مبادرة لحل المشاكل المتفاقمة علينا؟ فعراقنا غني بكل الموارد ونحن بانتظار شخص وطني يأتي للحكومة وينقذنا من هذه المعاناة.
دور المواطنين أصبحت تحت خط شبكة كهرباء (33000 فولت)
وللتعرف على أسباب هذه المشكلة التي يعاني منها سكنة منطقة الشريط في حي ميسان ، التقى المركز الإعلامي للبلاغ بالسيد علي صالح لازم مدير توزع كهرباء النجف الاشرف ، حيث شرح أسباب المشكلة ، وسبل علاجها قائلا: موضوع عدم وجود الكهرباء في منطقة الشريط حي ميسان موضوع مهم ، كون هذه المنطقة أصبحت منطقة سكنية وتم توزيع قطع الأراضي في تلك المنطقة من قبل بلدية محافظة النجف على الرغم من وجود شبكة كهرباء(33000 فولت) تعود إلى مديرية الكهرباء ، وبعد أن أصبح الأمر واقع حال ، بادرت مديرية كهرباء النجف بإجراء الاتصالات مع الدوائر المعنية في بلدية الكوفة لغرض حل هذه المشكلة ، حيث أن قسم من دور المواطنين أصبحت تحت خط شبكة كهرباء (33000 فولت) والذي يفترض أن تكون تلك المنطقة محرمة لان القرب من تلك الشبكة قد يسبب الأمراض مستقبلا ، والشبكة الكهربائية المطلوب تزويدها للحي تبلغ (1862) قطعة سكنية تم درجها في السنة السابقة ضمن خطة عام 2009 وبسبب قلة التخصيص المالي لم تتم الموافقة على تنفيذها ، وتم درجها ضمن خطة وزارة الكهرباء لعام 2010 وأيضا تم درجها ضمن خطة تنمية الأقاليم لعام 2010 ، كما سيتم الإجراء بمشروع نقل خط الشبكة الكهربائية (33000 فولت) من مكانها الحالي إلى مسار آخر وهذا المشروع أيضا تم إدراجه ضمن مشروع وزارة الكهرباء لعام 2010 ، ومن جهة مديرية كهرباء محافظة النجف عملت على إيصال الكهرباء إلى المنطقة وبصورة معينة بما تستطيعه إمكانياتها الذاتية ، حيث تم نصب محولات كهربائية سعة (400(KVA للمناطق الأكثر كثافة بالسكان ، لإيصال الطاقة الكهربائية بصورة مؤقتة ومرضية ، لحين تنفيذ المشروع المقرر إنشائه ضمن خطة عام 2010 ، ونأمل أن تكون التخصيصات المالية كافية حتى يمكن إنشاء المشروع ولا يحدث ما حدث في عام 2009 حيث لم تتم الموافقة على تنفيذ المشروع لقلة التخصيصات المالية.
https://telegram.me/buratha