تشكل مدينة أربيل، أقدم مدينة مسكونة في العالم وعاصمة إقليم كوردستان، ثقلا اقتصاديا لمنطقة تعتبر منجما من الثروات النفطية في بلاد تكافح لتنعم بالأمن، وهذا ما دفع شركات خليجية لضخ استثمارات في قطاع السياحة المتوقع لها الازدهار ومنها شركة طيران الخليج وهي من المشغلين القلائل في مطار أربيل.
وعلى الرغم من أن البنية التحتية في مدينة أربيل التي تعد ثالث أكبر المدن العراقية، لا تماثل نظيراتها في بعض المدن العربية الكبيرة، لكن من الواضح أنها تخطو بثبات نحو بناء بنية تحتية قوية من شوارع وكهرباء في ظل ظروف طبيعية وتضاريسية قاسية.
وفي زيارة قام بها صحافيون من البحرين للاطلاع على تجربة السياحة في أربيل برعاية طيران الخليج التي تسير رحلات مباشرة من البحرين إلى المدينة، تسنى الاطلاع على عدد من المعالم السياحية التي من المتوقع أن تؤهل المدينة لتكون مدينة سياحية تستقطب السياحة الخليجية، فهذه المدينة تشكل فرصة لطيران الخليج للاستفادة من ثقل المدينة الاقتصادي الذي سيزداد مع تطور العراق وإثمار جهود إعادة الإعمار.
فمثلا، منطقة شقلاوة التي تقع على تخوم مدينة أربيل الجبلية، مدينة سياحية من الطراز الأول، فهي تحتوي على شوارع تجارية قديمة بطرق مرصوفة بالقرميد لتذكرنا بمدن حوض البحر المتوسط. وعلى جوانب هذه الشوارع محلات تعرض الإنتاج المحلي من الحلويات فهذه المنطقة الجبلية من أربيل تشتهر بزراعة الجوز وصناعة الحلويات المختلفة الأنواع.
وشقلاوة ليست المنطقة السياحية الوحيدة في مدينة أربيل مترامية الأطراف، فهناك قلعة أربيل التاريخية الشهيرة. فقد استوطن المدينة عدد من الحضارات مثل الآشوريين والفرس والساسانيين والعرب والعثمانيين، فمن الواضح وجود التأثير التركي على المدينة وخصوصا فيما يتعلق بعدد من البضائع الحديثة التركية التي تغزو الأسواق هناك.
وفي زيارة إلى قلعة أربيل التي يبلغ ارتفاعها نحو 415 مترا عن سطح البحر وتبلغ مساحتها أكثر من 102 متر مربع عدا البيوتات التي احتوتها القلعة ومثلت المدينة قديما والتي تم إخلاؤها تمهيدا لتطوير المنطقة أو المدينة القديمة، يبدو من الواضح فن العمارة الشرقي والحمامات المنتشرة والتي استوحيت من الأتراك. ويقول القائمون على القلعة إنهم يسعون إلى إدارج القلعة ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التي تتبناها الأمم المتحدة.
وتنعم مدينة أربيل بمستوى عالٍ من الأمن مقارنة مع دول العراق الأخرى وهذا جعل من المدينة عاصمة تستقطب المؤتمرات والمعارض الكبيرة والاجتماعات للشركات الكبيرة العاملة في العراق. وفندق أربيل الدولي (الشيراتون سابقا) يعد أشهر الفنادق في المدينة، لكن عادل بابان الذي عاد من الإمارات للعمل في العراق ضمن مجموعة شركات نصري التي تمتلك الفندق إلى جانب عد من الفنادق الأخرى في العراق، يرى أن مدينة أربيل تتطور بسرعة، فطبيعة المدينة السياحية والاستقرار الأمني فيها يجعلها محط أنظار المستثمرين وخصوصا في مجال السياحة. إذ توجد خطط لافتتاح عدد من الفنادق العالمية في المدينة مثل فنادق كمبسكي وغيرها عدا أن شركات خليجية وخصوصا الإمارتية وضعت لها موطأ قدم للاستثمار في المدينة الأمر الذي يمهد لتغيير كبير في طبيعة المدينة ليجعلها إحدى المدن السياحية الرائعة في المنطقة.
https://telegram.me/buratha