النجف الاشرف / آلاء الشمري
حي النداء في محافظة النجف يعاني من سوء الخدمات فيه ، لكن منطقة الحولي في ذلك الحي تعاني الكثير من الإهمال وفي مجلات عدة ولعل أهمها انعدام وجود الماء في تلك المنطقة ، حيث تعاني العوائل التي تجاوز عددها ألألفي عائلة من عدم تأسيس أنابيب ماء في منطقة سكناهم ، وقد أجهدهم شراء الماء من أصحاب التناكر ولا يعرف مصدر ذلك الماء ، فان لونه متغير وفيه الكثير من الأوساخ ، وهذا ما اضطر بعض العوائل إلى حفر الآبار في المنطقة للحصول على الماء حتى وان كان ماء البئر مالحا.
نشتري الماء من التناكر بمبلغ 2000 دينار
وكانت للمركز الإعلامي للبلاغ جولة صحفية حيث التقينا بالمواطن شاكر وهو أقدم ساكن في منطقة الحولي ، فقد تحدث شاكر عن معاناة شحة الماء قائلا: أنا اسكن هذه المنطقة منذ عام 2003 ولحد الآن لم يتم تأسيس أنابيب مياه للمنطقة تعبنا كثيرا، فلماذا لا ينظر لحالنا المسؤولين فإننا نشتري الماء من التناكر بمبلغ 2000 دينار لكل برميل صغير، ولكن هناك عوائل لا تستطيع أن تتحمل عبء هذه المبالغ ، وأنا من ضمن تلك العوائل ، فلا نعرف إلى أين نتجه ولمن نشكو بؤس حياتنا.
وأضاف شاكر قائلا: لقد مللنا من كثرة الوعود التي يواعدنا بها المسؤولين فقد ذهبنا إلى محافظ النجف عدة مرات ، وفي كل مرة يواعدونا بان يتم تأسيس أنابيب ماء خلال خمسة أشهر أو ستة أشهر، واحتمال في السنة الجديدة ، ونبقى ننتظر بدون فائدة ، وأنا أود أن أسال المسؤولين إن كانوا يعتبرونا عراقيين فعليهم حل مشاكلنا ، وان كنا غير عراقيين فليجعلونا نخرج من ارض العراق ؟؟؟.
أطفالي لا يستحمون لان الماء لا يكفي
اتجهنا بجولتنا الصحفية إلى المواطنة أم منصور التي عبرت عن آهاتها من عدم وجود الماء قائلة: لقد أجهدنا حال الماء فنحن بحاجة يوميا إلى خمسة آلاف دينار لشراء الماء من أصحاب التناكر ولا نعرف مصدر هذا الماء هل هو ماء مستنقعات أو ماء برك فإننا عندما نملا ما لدينا من أواني أو كل ما يمكن أن نحفظ فيه الماء، نجد الماء لونه متغير ويحمل الكثير من الأوساخ حتى انه لايمكن أن يستعمل للشرب ، لكنني استخدمه لغسل الأواني والملابس ، وإضافة إلى ذلك فاني أقوم بشراء مياه معقمة نستعملها للشرب ولشطف الأواني والملابس مرة أخرى ، لأني لا اعرف مصدر الماء الذي اشتريه من صاحب التنكر.
أم منصور أم لثمانية أطفال وعن الكيفية التي تستطيع من خلالها الاقتصاد بصرف الماء حتى يكفيها لنهاية اليوم ، تحدثت قائلة: الماء الذي اشتريه يكفي للاستعمالات اليومية الضرورية من طبخ وغسل أواني وملابس لكن لا يمكنني أن اجعل أطفالي يستحمون به لان الماء لا يكفي، وهذا ما يضطرني إلى عدم غسل أجساد أطفالي الأبعد مرور أسبوع ، فاجمع الأطفال وأخذهم إلى بيت أهلي ليستحموا هناك.
واستكملت أم منصور قائلة: لقد رضينا بعدم وجود الكهرباء لكن الماء هو عنوان الحياة ولدينا استخدامات متعددة له ، وخاصة اليوم مع وجود هذه الأمراض الخطيرة المنتشرة ، ودائرة الصحة تنصح الناس بالنظافة وغسل اليدين باستمرار فكيف يحدث ذلك والماء أصلا غير موجود ونأخذه من التناكر الوسخة ، فالأطفال في هذه المنطقة يتعرضون دائما إلى الإصابة بأمراض عديدة بسبب تلك المياه الملوثة ، وبعض الأحيان حتى هذه المياه القذرة تكون غير موجود .
أما عن المشروع الذي باشرت بإنشائه دائرة الماء فقد تحدثت أم منصور قائلة: لقد بادرت الحكومة في النجف بإنشاء مشروع للماء وعندما رأينا العمل للوهلة الأولى غمرتنا فرحة عارمة ، لكن هذه الفرحة لم تتوج لان المشروع لم يكتمل وبقيت أنابيب المياه مركونة ولم يستفيد منها احد ، ولا يعرف سبب ترك المشروع وعدم اكتماله ، فأما أن يكملوا المشروع أو يبينوا سبب تركه.
نستخدم الماء المالح
أبو حسام رب لعائلة كبيرة استخدامهم للماء كثير وهذا ما اضطره إلى حفر بئر قريب من بيته ، ورغم أن ماء البئر مالح لكنه حسب قول أبو حسام أفضل من لاشيء ، وعن ذلك الوضع تحدث أبو حسام قائلا: يوجد في منطقة الحولي أكثر من 2000 عائلة تشكو من عدم وجود شبكة إسالة فننتظر صاحب التنكر إلى أن يأتي للمنطقة لنشتري منه الماء الغير صالح للشرب ، ففكرنا في أمر يقلل من عبء شراء هذه المياه الوسخة ، فقمنا بحف بئر لنسحب منه الماء المالح حتى نقضي به بعض احتياجاتنا للماء كالاستحمام وغسل الأواني والملابس.
وأضاف أبو حسام قائلا: في الوقت الذي تتطور به وسائل المعيشة المريحة في دول العالم لكننا في هذه المنطقة لازلنا نستخدم الماء المالح فإلى متى يبقى العراقي يتحمل القهر في هذه الحياة البائسة؟؟؟.
أساس المشكلة يكمن في مديرية بلدية النجف
مسالة توفر الماء مسالة ضرورية للحياة وعلينا نحن كإعلاميين أن نسلط الضوء عليها بنقل معاناة العوائل في حي الميلاد منطقة الحولي إلى المسؤولين المختصين في محافظة النجف ، ليبنوا أسباب هذه المشكلة وحلولها ، فقد التقينا بالأستاذ علي طاهر الطائي مدير إعلام دائرة الماء في محافظة النجف ، والمتحدث الإعلامي عنها ، ليحدثنا عن أسباب المشكلة وسبل حلها قائلا: بالنسبة لحي النداء فهو حي جديد والمشكلة الأساس تكمن في أن مديرية بلدية النجف تقوم بتوزيع قطع الأراضي على المواطنين بدون دراسة مسبقة لإمكانية توفير الخدمات للأحياء الجديدة ، وعلى أساس ذلك فان حي النداء هو حي جديد تم توزيع أراضيه قبل أن تُدرس كيفية إيصال الخدمات إليه وهذا الأمر يحتاج إمكانيات ضخمة ، أما الحل المناسب لهذه المشكلة فهو فتح مشروع الماء الجديد فهذا المشروع سوف يغذي مساحات أوسع في محافظ النجف وقد اكتملت الدراسة وتم الحصول على الموافقات من المديرية العامة ووزارة الماء والمحافظة ، وتم تخصيص ارض لهذا المشروع ولم تبقى سوى خطوات قانونية قليلة ليتم البدء بالمشروع ، حيث أن هذا المشروع سيوازي مشروع ماء النجف الموحد الموجود حاليا في منطقة الزرقة وسوف يغطي هذا المشروع احتياجات جميع أحياء ومناطق محافظة النجف من الماء حاليا ومستقبلا.
وعن المشروع الذي تحدث عنه المواطنون في منطقة الحولي بأنه تمت المباشرة به ثم توقف ، تحدث الأستاذ علي قائلا: لم تتم المباشرة بأي مشروع من قبل مديرية ماء النجف في منطقة الحولي ، لكن الأهالي في المنطقة أصبح لديهم بعض اللبس بالموضوع ، لان الأنابيب التي وضعت في المنطقة هي أنابيب ناقلة للماء إلى مركز المدينة أو إلى الأحياء الجنوبية وليس لها علاقة بمشروع ماء في منطقة الحولي.
https://telegram.me/buratha