موقع البدريون ـ أجرى الحوار / احمد الصافي
من النادر جدا ان تجد الإيثار والتضحية والشجاعة والموهبة مجتمعة في رجل واحد، بل من الندرة ان تجد حالات الشهادة متمثلة في شخص مازالت رئته تتنفس الهواء، وروحه تتطلع إلى تقديم مزيد من العطاء للدين والوطن والشعب. هذه النماذج لا تجدها إلا عند رجالات بدر الظافر، مع جل احترامنا وتقديرنا لبقية المكونات والتيارات التي ضحت وقدمت من العطاءات الكثير.
عشق الشهادة وعنفوان الشجاعة والإصرار على تحقيق الهدف، عناوين بسيطة من عشرات الصفات التي صُقل وتربى عليها البدريون، فكانوا فعلا رجالا في عصر قل فيه الرجال، وأشاوس في زمن انعدمت فيه الشجاعة وقلت فيها مروءة الرجال.
الثقافي التقت احد رجالات بدر الظافر، وابرز خريجي مدرسة شهيد المحراب، الأستاذ أبو مريم الأنصاري الأمين العام المساعد في منظمة بدر الظافر، والذي كانت له صولات كبيرة في ساحات الوغى والجهاد ضد الدكتاتورية الصدامية المقيتة، فله الشرف انه كان من الرعيل الاول الذي اشترك في اول عملية جهادية في لواء بدر عام 1984، والذي اصبح فيما بعد فيلقا جهاديا يضع الشوكة في اعين الدمويين من البعثيين الصداميين انذاك، ويثلج قلوب المستضعفين والمظلومين من ابناء شعبنا العراقي الصابر.. وللاستفادة من عناوين خبرته ونضاله الجهادي، والوقوف على افكار ورؤى المنظمة للاحداث والمواقف الجارية كان معه هذا اللقاء:
- لماذا جددت منظمة بدر البيعة للسيد عمار الحكيم، ولم تكتفِ ببيعتها لشهيد المحراب وعزيز العراق (رض)؟
ـ هناك اعتقاد مبدئي عند البدريين بأن أسرة آل الحكيم يمثلون الركيزة الروحية والعقائدية في تشكيل بدر الظافر، حيث كان من ابرز تلك الأسرة الطاهرة هو شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (رض) ، وعزيز العراق حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (قدست نفسه الزكية)، والذين كانا يمثلان الهرم القيادي في تأسيس اللبنة الأولى لهذا التشكيل الجهادي، وديمومة عمله في الكفاح المسلح إبان النظام الصدامي البائد، وكذلك الحراك السياسي الذي أنيط بعمل منظمة بدر بعد التاسع من نيسان. ومن الطبيعي ان يستمر هذا الامتداد الروحي والعقائدي لهذه الأسرة الطاهرة وعلاقتها الصميمية في قيادة تشكيل بدر الظافر، مع وجود نجل عزيز العراق سماحة حجة الإسلام السيد عمار الحكيم، بما يمتلكه من مؤهلات القيادة والحنكة السياسية، فضلا عن ان سماحته يمثل الوسيط الشرعي بين منظمة بدر وعلاقتها مع المرجعية الدينية الرشيدة، لهذا كان لابد من تجديد البيعة بمن يمثل تلك الأسرة الطاهرة، وذلك الامتداد الروحي، فكان سماحة حجة الإسلام السيد عمار الحكيم خير خلف لخير سلف، معلنين له البيعة والولاء والعهد في الاستمرار على خطى شهيد المحراب وما أرساه عزيز العراق (رضوان الله تعالى عليهما).
- كيف تعاملت الأمانة العامة للمنظمة مع وصايا الراحل عزيز العراق، وما الفرق بين رسالة سماحته للبدريين قبيل وفاته، وبين وصيته لعموم الشعب العراقي ؟
ـ هناك فرق بين رسالة عزيز العراق حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم (قدست نفسه الزكية) لأبناء تشكيل بدر الظافر، وبين وصيته قبيل الوفاة إلى أبناء عموم الشعب العراقي من الناحية الاعتبارية والزمنية في أساس المخاطبة.
فرسالة سماحته (رض) لإخوانه وأبنائه البدريين، جاءت للحد من التخرصات والأقاويل المغرضة التي أرادت النيل من وحدة هذا التشكيل المبارك، ومنع أي محاولة تريد ان تشكك في قيادة هذا التشكيل ووحدته مع باقي المؤسسات المنضوية في تيار شهيد المحراب، لذا نجد وصايا عزيز العراق قد انصب جلها في هذه القضية المهمة، وهي وحدة البدريين والتفافهم حول القيادة الشرعية والسياسية من جهة، وبين انصهارهم وتلاحمهم مع باقي مكونات تيار شهيد المحراب من جهة أخرى.
أما وصية سماحته لعموم الشعب العراقي ، فجاءت من منطلق الأبوة السياسية التي يتمتع بها عزيز العراق لدى عموم الطيف العراقي على اختلاف تنوعه ومشاربه، فحملت الوصية همّ جميع الفئات العراقية، ورسخت كثيرا من المفاهيم التي خطها شهيد المحراب، وأرسى قواعدها عزيز العراق طيلة جهادهما ونضالهما ضد الطاغية صدام وما بعد التغيير السياسي في العراق بعد التاسع من نيسان، فكانت وصية الأب لأبنائه، ووصية المجاهد الصابر لإخوته ورفاقه في الدرب.
لذا فكان على الأمانة العامة لمنظمة بدر أن تتفاعل مع تلك الوصايا والتوجيهات القيمة من منطلق الولاء والطاعة المطلقة للقيادة الرشيدة التي تربط سماحة الفقيد بتشكيل بدر الظافر، وفعلا تم تفعيل تلك الوصايا على الواقع من خلال طبع كراريس مفسرة وموضحة بشكل أكثر اتساعا لمفهوم تلك التوجيهات المباركة على جميع مكاتب وفروع منظمة بدر في أنحاء العراق، فضلا عن بقية مكونات تيار شهيد المحراب. كما تم وضع خطط عملية لدى شورى بدر في تنفيذ تلك الوصايا، وجعلها خطة طريق للمستقبل السياسي والعقائدي لعمل المنظمة.
- هناك صعوبات يعانيها البدريون الذين شملوا بقانون الدمج في المؤسسات الأمنية، برأيكم مَن يتحمل مسؤولية ذلك؟
ـ نعترف ان هناك تقصيرا بحق إخواننا المجاهدين في بدر الظافر بخصوص قانون الدمج في المؤسسات الأمنية، وما يتبعها من ممارسات لا تليق بحياة مجاهدين نذروا شبابهم ومستقبلهم من اجل مقارعة نظام مستبد جاثم على صدور العراقيين، إلا ان هذا التقصير تتحمله الحكومة ومؤسساتها الأمنية التي مع الأسف مازالت بعض قياداتها تتنفس برئة النظام الصدامي البائد. وهي إحدى المشاكل الرئيسة التي تعرقل كثيرا من الملفات والمعاملات التي تم تسييسها بذرائع واهية لا أساس لها من الصحة والبرهان.
فبعض من تلك القيادات يتحجج بعدم امتلاك البدريين للكفاءة اللازمة في الرتبة العسكرية التي يجب ان تمنح له بحسب الخدمة الجهادية، فضلا عن إلحاق البدريين في أماكن وجهات لا تتناسب ومكانتهم النضالية وخبرتهم طيلة أكثر من عقدين من الزمن.
لذا فإن الأمانة العامة للمنظمة سعت ومازالت تسعى جاهدة لرفع هذا الظلم والحيف بحق المجاهدين، ولها في ذلك صولات كبيرة في سبيل إكمال النصاب القانوني لإعداد المجاهدين، فضلا عن السعي لإدخال أبناء الشهداء أيضا في المؤسسات الأمنية، ومحاولة إقناع القائمين على المؤسسة الأمنية بضرورة الاهتمام بمسألة الولاء الحقيقي للعراق وشعبه، والإيمان بمنطلق التغيير الذي حدث في العراق، من اجل التخلص من براثن البعثيين الصداميين وولائهم المشبوه والقائم على مصلحة نظام مستبد جائر، ولعل ما نعانيه اليوم من اختراقات أمنية تحدث بين فينة وأخرى ، سببه تسلط بعض شراذم البعثيين الدمويين على كثير من المفاصل الأمنية في البلد.
- أولت منظمة بدر العديد من اهتماماتها لملفات متعددة ، ويقال إنها تغافلت عن ملف الشباب والبطالة.. هل هذا صحيح ؟
ـ أعطت الأمانة العامة لمنظمة بدر جل وقتها للتخطيط وبرمجة مشاريع حيوية تخدم العراق الجديد وتساهم في إنضاج مرحلة التغيير فيه، ومن تلك المشاريع تشغيل الشباب العاطل من العمل، واستثمار طاقته المعطلة لسنين عديدة. فضلا عن إنشاء مؤسسات قادرة على تفعيل هذه الطاقة المهمة لخدمة المجتمع وبناء المستقبل الزاهر.
حيث استطاعت المنظمة من خلال أعضائها في مجلس النواب من تفعيل وإقرار قوانين تصب في هذا الهدف النبيل، وتساهم في التخفيف عن حدة المشاكل التي يعاني منها شبابنا اليوم، ناهيك عن ان المنظمة تملك مؤسسات جماهيرية مختصة في استقطاب الشباب وتوجيه طاقاتهم الشابة إلى عمل ميداني ثقافي تربوي يعمل على تحصين الشاب العراقي من الانحرافات الفكرية، والتي تمثل اخطر العوامل التي تحاول استهداف العراق وشعبه المسلم المتدين. كما استطعنا توظيف أعداد كبيرة من الشباب في مؤسسات الدولة سواء أكان في المؤسسات المدنية أم الأمنية، ولدينا حاليا خطة عملية لتوظيف أبناء الشهداء وخريجي الدراسة الإعدادية في مؤسسات الدولة من اجل الإسهام بشكل فعلي وعملي للقضاء على ظاهرة البطالة المقيتة، والتي لها ما لها من المخاطر الكبيرة في جسد الدولة والمجتمع في آن واحد.
- ما أسباب تكالب القنوات الدعائية المغرضة ضد منظمة بدر بالتحديد بدون غيرها من الأحزاب والجهات الأخرى ؟
ـ منظمة بدر تمثل قطب الرحى في عملية التغيير الذي شهده العراق بعد التاسع من نيسان، والذي أثمر عن إسقاط النظام الصدامي الدكتاتوري، وترسيخ مفهوم الديمقراطية وحكم القانون في العراق. لذا فمن الطبيعي ان يستهدف ذلك القطب من قبل جهات لا تخدمها عملية إسقاط نظام مستبد شمولي وإحلال بدلا عنه نظام ديمقراطي متحضر تكون الكلمة الأولى والأخيرة للشعب وليس للفرد او الحزب الواحد. كما ان منظمة بدر تمثل الامتداد الحقيقي لمظهر الطاعة المطلقة للمرجعية الدينية الرشيدة، والمدافع الحقيقي عن الشعائر والمقدسات الدينية لدى الشعب العراقي المسلم، والضامن لإدامة مظهر الوئام والتلاحم الوطني بين صفوف الشعب وأطيافه المتنوعة. لهذا ولغيره الكثير اصطفت قوى ظلامية تكفيرية صدامية وبإسناد من قوى إقليمية ودولية تضررت مصالحها بعد زوال ذلك الصنم الدكتاتوري في العراق، بشن حملة تضليلية تهدف إلى تشويه سمعة هذا الخط الثوري الذي ولد من رحم آلام الشعب العراقي الأصيل وتطلعاته نحو العيش بأمان واستقرار. وعلى الرغم من ان تلك الحملات التضليلية الكاذبة تمول وتروج من قبل مؤسسات كبيرة لها من الإمكانيات المادية الهائلة والمشاعة في أكثر من بلد إقليمي، إلا ان تلك الحملات المغرضة باتت سلعة رخيصة لا تنطلي على شعبنا الغيور والمدرك لحقيقة هذه الحملة ومن يقف خلفها، والدليل على ذلك عدم سراية تلك الإشاعات المغرضة على ارض الواقع، وما حدث مؤخرا من الاعتذارات التي تم تقديمها للمنظمة من قبل بعض الصحف الإقليمية مثل الشرق الأوسط الممولة من السعودية، وبعض الوكالات الإخبارية العالمية كوكالة رويترز عندما نشرت وروجت أخبارا كاذبة لا صحة لها. ناهيك عن كثير من الفضائيات الإقليمية التي تقع فريسة التخطيط المشين في استهداف تشكيل بدر الظافر إعلاميا وسياسيا.
- ماذا عن عوائل شهداء بدر، وكيف تتعاملون معهم، وهل فعلا لديكم نية لإنشاء صندوق تكافل اجتماعي خاص بأبناء البدريين؟
ـ مكانة بدر وقوتها تكمن وراء شهدائها الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل ديمومة هذا الخط الجهادي، ورفعة الإسلام وصون كرامة الوطن والدفاع عن حقوق المظلومين في العراق. لذا فمن الشرف لنا ان نعمل ليلا ونهارا لخدمة هذه الشريحة الطاهرة عبر التمسك بالمبادئ التي ضحوا من اجلها، فضلا عن توفير المعيشة اللائقة بعوائلهم وأبنائهم، وفعلا - وبعونه تعالى - استطاعت المنظمة من إكمال اغلب معاملات عوائل الشهداء في تسجيلهم بمؤسسة الشهداء، حيث تسلمت أكثر من (2000) عائلة رواتبها الشهرية من تلك المؤسسة، ومازلنا بصدد إكمال بقية المعاملات، مع مراعاة طلب بعض العوائل التي لا ترغب بتسلم رواتب شهرية عن الشهيد، وإنما الرغبة بتوظيف ابن الشهيد في الدولة، وهو ما نعمل عليه حاليا، وقد قطعنا في هذا المجال شوطا كبيرا في تنفيذه. ولا يخفى على بعض ان هناك مشاكل ومعوقات تحول من دون ما نرنو إلى تحقيقه، منها على سبيل المثال، إثبات سنة الاستشهاد لدى الجانب القضائي، فكثير من العوائل التي اجبرها النظام البائد على تسجيل شهدائهم بعنوان (الوفاة) ، وهو ما نعمل حاليا على حلها مع الجانب القضائي.
أما بالنسبة إلى صندوق التبرعات لأبناء الشهداء والمجاهدين، فقد عمدت المنظمة إلى دفع تبرعات شهرية وإنشاء صندوق قروض للمحتاجين من المجاهدين وعوائل الشهداء على وفق آلية خاصة، وقد تم جمع جل هذه التبرعات عبر الاستقطاعات الشهرية من قبل المنتسبين للمنظمة ، من اجل إيجاد حالة من حالات التكافل الاجتماعي في رفع الحيف والظلم بحق أبناء هذا التشكيل المبارك.
https://telegram.me/buratha