احمد الحلفي
قالي لي انه وعن طريق برنامج المحادثة عبر الانترنيت تعرف على الكثير من الاصدقاء ومنهم صديق من لبنان تطورت علاقتي معه كثيرا فسألته عن منطقته التي يسكنها فقال لي سوف ابعث لك بصور عن منطقتي ومن باب رد الجواب بعثت له بصورة لمنطقتي التي مازلت احن اليها بالرغم من هجرتي منها منذ كنت طفلا صغير ولمدة ثلاث ايام بعد إرسالي للصورة لم اجد صاحبي هذا على البرنامج وفي اليوم الرابع وجدته فقلت له خيرا انشاء الله لم أجدك في الايام الماضية فقال لم استوعب الامر وانا انظر لصورة منطقتك فأصبت بالذهول ولم اصدق ان مكانا كهذا يصلح للسكن وفي هذا الزمن .نعم هي قرية من قرى ناحية المشرح التي تتجاوز (25) قرية ، تبعد عن مركز الناحية (16) كم تقريبا تحدها قرى الشويطيات وشط الاعمى وتحيطها ثلاث اهوار (السناف وابو الوادية والحنيصة) ، يقطنها اكثر من (600) نسمة .انها قرية (اميلحة) التابعة الى ناحية المشرح والواقعة شرق الناحية زرنا القرية وخرجنا بهذا التحقيق :
تاريخ القرية
سكنها ومنذ القدم عشرية السادة (البوكديمي) وقد امتهن سكانها مهنة الصيد والزراعة حيث انها كانت تشتهر بالنخيل الذي تجاوز العشرة الالف نخلة وزراعة الشلب بانواعه الثلاث (العنبر والغريبة والنعيمة) والذي كان يسوق واردته الى مركز المحافظة بالإضافة الى شهرتها بزراعة العنب والتين .وللصيد حصة من تاريخ القرية فهي تشتهر بمهنة صيد الاسماك ويروى ان المنطقة كان يسكنها احد الصابئة يدعى (سوادي ابو ناجي) والذي امتهن مهنة صنع القوارب وتصليحها لكثرة مياه هذه القرية ووفرة الصيد فيها .وقد أسست فيها مدرسة سمية بمدرسة الزوراء ومركز صحي في عام (1967) م وكان المركز الصحي باشراف المعاون الطبي (سعدون عزيز حبوب) .ومن مميزات هذه القرية انها تختلف بطبيعة تكوينها كون القرى المحيطة بها تمتد بمحاذاة النهر اما هي فتمتد من النهر الى داخل الاهوار وبعمق (2) كم .ومما يذكره التاريخ ان القرية هجر معظم ساكنيها بسبب انتمائهم الديني وانضمامهم الى الحركات والاحزاب المعارضة للنظام البائد .
الواقع الزراعي
عبد الحسين عاتي قال عن هذا القطاع : لم يبقى من بين العشرة الالف نخلة الا نخلتين فقط وانعدمت فيها الزراعة وبشكل تام وأصبحت لا تمارس أي نشاط زراعي وذلك بسبب التجفيف ونسبة الملوحة العالية وشحت المياه وكذلك استهدافها من قبل ازلام النظام البائد الذي احرق كل البساتين ساهم وبشكل كبير بانعدام الزراعة ولم يشمل هذا القطاع باي تخصيصات مالية تذكر ومنذ سقوط النظام السابق ولغاية الان ، علما ان القرى البعيدة شملت بتخصيصها لقطاع الزراعة .واضاف عاتي : ومن العوامل الاخرى والتي ساعدت من هذا الواقع المزري هو غرق القرية بالمياه (الخنياب) التي لا توجد منافذ لتصريفها او سدود او مبازل او غيرها من الاليات التي تساعد في تصريف المياه وعدم رجوعها .
الواقع الصحي
وحدثنا جابر خليل (مشغل مولدة كهربائية) في المركز الصحي قائلا : بعد التهجير القسري الذي مارسه النظام البائد لناحية المشرح وخصوصة للقرى الحدودية مثل (اميلحة والشويطيات والعوينة) منذ عام (1987) ولغاية عام (2001) والذي ادى الى دمار شامل للقرى ومن كل النواحي ومنها المركز الصحي لذا وبعد عودت السكان عام (2003) قدمنا طلبات عديدة ساعدنا فيها مجلس اهوار ميسان الذي كان له الدور البارز في اعادة بناء مركز صحي جديد عام (2007) من تخصيصات انعاش الاهوار .وتابع خليل : وبالرغم من بناء المركز الا انه يعتمد على مضمد صحي واحد فقط وقابلة مأذونه ومشغل هذا كل الكادر .
الواقع التعليمي
وقال ثجيل طحش : بعد عودة السكان عام (2003) ترك كل الاطفال المدرسة وذلك بسبب عدم وجود مدرسة في القرية وكذلك فان اقرب مدرس لهم تبعد (6) كم في قرية الشويطيات وبعد المطالبات الحثيثة من قبل اهالي المنطقة ومجلس انعاش الاهوار تم بناء مدرسة الزوراء ضمن تخصيصات انعاش الاهوار لعام (2008) وبالرغم من وجود المدرسة الا ان المعاناة ما زالت بسبب عدم توفر كادر تعليمي للمدرسة او وجود كادر من سكنت المنطقة وايضا بسبب بعدها عن ناحية المشرح وعدم وجود طريق معبد لها .واضاف طحش : لقد اجرى مجلس انعاش الاهوار إحصائية في عدد الاطفال الذين يستحقون الدراسة عام (2006) فكان العدد (83) طالب هذا قبل ثلاث سنوات ولا نعرف الى متى يبقى الحال على ما هو عليه الان.
نشاطات المنظمات الانسانية
ومما اثار انتباهنا ان المنظمات الإنسانية والتي على رأسها مجلس انعاش الاهوار كان لها الدور الواضح في زياة القرية وعمل العديد من النشاطات التي ساهمت وبشكل او اخرى في حل بعض القضايا ومن هذه الاعمال والانشطة ، قام مجلس اهوار ميسان بدورة لتخرج القابلات وعمل دورات في الخياطة كذلك تم عقد الكثير من الندوات التوعوية مع مديرية بيئة ميسان وكذلك تم عقد ندوات صحية للحد من انتشار مرض افلونزا الطيور والامراض الجلدية ومرض الملاريا وتعقيم المياه ، وتم ايضا تنظيف سدة القرية من بقايا الحيوانات الميتة والفضلات التي يجلبها جريان المياه .وقام المجلس بتأسيس نادي شعبي سمي بأسم (مجلس انعاش الاهوار) يشرف على تدريب الفريق المدرب عبد الرضا عاتي وجواد كاظم ومن ابرز اللاعبين محمد زامل ومهدي قاسم وحبش جاسم وقد اشترك الفريق في عدة بطولات شعبية مع فرق القرى المجاورة .معاناة وطلبات
تفتقر القرية الى إسالة ماء مما ادى الى ظهور بعض الامراض والاصابات وخصوصة لدى الاطفال وايضا تفقر الى طريق معبد يساعد القرية وسكانها من الوصول الى مركز الناحية او المحافظة وهذا مما سبب في انقطاع القرية عن الجو المحيط بها .واضاف سكان القرية : الى ان الادارة المحلية وخلال هذه السنوات الست التي مضت لم تولي أي اهتمام يذكر ولم تقم بزيارة القرية الا ما ندر.لذا فقد طالبوا الاهالي بوجود كادر طبي متقدم للمركز الصحي ووجود ممرضة هذا بالإضافة الى تعين كادر تدريسي لمدرسة الزوراء الابتدائية واخيرا طالبوا اعضاء مجلس المحافظة وخصوصة لجنة الخدمات بزيارة القرية والاطلاع على ما تعانيه .
https://telegram.me/buratha