"فاضل عبد الرضا" رجل عراقي من الديوانية يعيش أيام عقده الخامس من العمر، لم تدم فرحته طويلا بإنسحاب القوات القتالية من مدينة الديوانية وقصباتها، لان جهات مسلحة مجهولة أفسدت عليه هذه الفرحة.
يقول "فاضل عبد الرضا" وهو موظف في دائرة كهرباء نقل الطاقة في الديوانية "لا أتصور ان ثمة ديواني لا يتمنى ويفرح بخروج القوات الأمريكية القتالية وغير القتالية من المدينة".
لكنه عاد ليعرب عن مخاوفه كاشفا عن عدم دوام فرحته بعد ان تعرض معسكر ايكو مقر القوات الامريكية في الديوانية لثلاث صواريخ كاتيوشا مرتين خلال اسبوع واحد. متخوفا من عودة المظاهر المسلحة من جديد في المدينة.
اما "نوال الشباني" ربة بيت فانها لم تتردد في توجسها خيفة مما قد يشهده الشارع الديواني من تدهور امني ربما يقود الى عودة شبح الدماء والمظاهر المسلحة بعد انسحاب القوات الامريكية القتالية.
تأتي هذه التوجسات والمخاوف، اثر استهداف معسكر ايكو مقر القوات متعددة الجنسيات في الديوانية (3) كم جنوب المدينة، من قبل مسلحين مجهولين بثلاث صواريخ كاتيوشا، من جهة ناحية السدير جنوب المدينة.
الكاتب السياسي حسين العسلاوي تساءل ان "كان استهداف القوات الامريكية في المرات السابقة قبيل الشروع بتنفيذ الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية مبررا، فما هو المبرر بعد انسحابها من المدن والقصبات وهي في طريقها نحو الانسحاب التام؟!".
قائد فرقة المشاة الثامنة في الجيش العراقي لعمليات منطقة الفرات الاوسط، الفريق الركن عثمان الغانمي اكد ان "الوضع تحت السيطرة وليست هناك ادنى مخاوف ولا داعي للتوجس خيفة من عودة المجاميع المسلحة الى المدينة".
وطمأن الغانمي الشارع الديواني قائلا "لن نسمح للمجاميع المسلحة الخارجة عن القانون ايا كانت وبأي جهة اتصلت ان تعود بالمدينة الى المربع الاول".
وقال "ان قواتنا تتمتع بجهازية عالية في معالجة أي خرق مني، وانها ستضرب بيد من حديد وستكون قاسية مع من يحاولون المساس بواقع المدينة الامني".
مشيرا الى "قوة جهاز الاستخبارات واعتماد قواته على العمل الاستخبارتي الذي سيطيح بكل من تسول نفسه لزعزعة امن الديوانية قبل ان يجرؤ على ذلك".
مؤكدا ان "بعض المحاولات الفاشلة كإستهداف مقر القوات الامريكية لا تعني ان امن المدينة مهدد بالخطر، وليس مدعاة للتوجس خيفة، لان الوضع تحت السيطرة تماما".
يذكر ان معسكر ايكو مقر القوات الامريكية في الديوانية (مركز محافظة القادسية 180 كم جنوب العاصمة العراقية بغداد) قد استهدف مرتين خلال الاسبوع الماضي من قبل مجهولين بصواريخ الكاتيوشا، ويعد هذا الاستهداف الاول من نوعه بعد انسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات في الثلاثين من حزيران المنصرم.
https://telegram.me/buratha