تحيط بمركز محافظة كربلاء ( 1كيلو متر مربع) والمسمى رسميا المدينة القديمة التي تحتوي على مرقدي الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام اكثر من (50 ) نقطة تفتيش تنتشرعلى مداخل الشوارع الرئيسية والفرعية وحتى في الازقة الضيقة بالقرب من الدور السكنية ، بالاضافة الى الاسيجة الكونكريتية المرتفعة والتي تتمركز أمام البنايات الحساسة كمبنى المحافظة وقيادة العمليات ومراكز الشرطة .
ونقاط التفتيش هذه تصاحبها كرافانات كبيرة يخصص جزء منها لتفتيش النساء واخرى لاستراحة ومبيت رجال الامن أثناء الليل . كما تحتوي الكرافانات على مرافق صحية وحمامات تلقي بمخلفاتها في بعض ألاحيان وسط الشوارع سيما في المناطق التي تفتقر الى المجاري .
ويقتصر عمل نقاط التفتيش على متابعة دخول السابلة من خارج المدينة الى مركزها وكذلك منع دخول السيارات والدراجات النارية الا برخصة دخول أو مايعرف ب( الباج) يصدر من قبل قيادة علميات كربلاء ويمنح حصرا لسكنة مركز المدينة وفق ضوابط معينة كمسقط الرأس تبعا لهوية الاحوال المدنية أو ورقة إمتلاك عقار .
ولكن مع مرور الوقت ، أصبحت هذه النقاط والاسيجة المرتفعة تشكل تذمرا لدى المواطنين الكربلائيين خاصة في حالات الطواريء ونقل المرضى الى المستشفى الذي يقع خارج مركز المدينة .
وينطبق الحال أيضا على المواد الغذائية والأنشائية التي تجد فوارق في اسعارها داخل مركز المدينة عنه في الاماكن البعيدة والسبب هو صعوبة الحصول على الباج وصعوبة إدخال البضائع التي تخضع الى اكثر من عملية تفتيش حتى وصولها الى المراكز التجارية . ويضاف الى هذه المعاناة هو سوء العلاقة التي أخذت تتوتر بين أهالي المدينة والعناصر الامنية المكلفة بمراقبة هذه النقاط .
ويؤكد المواطن محمد حياوي (55) عام ، انه إضطر قبل عدة أيام الى حمل والدته المريضة على أكتافه لاخراجها من نقطة تفتيش تقع على مسافة اقل من خمسين مترا عن منزله لنقلها الى المستشفى بعد ان فشلت كافة محاولاته في إقناع رجال الامن بإدخال سيارة التاكسي ، كما تكرر الموقف ذاته عند عودته من المستشفى .
ويضيف حياوي ، لقد حرمنا بسبب هذه الحواجز من إدخال الاجهزة الكهربائية الى بيوتنا ولانستطيع ترميم منازلنا التي أخذت تتهاوى لقدمها وهذا كله يعود الى نقاط التفتيش التي لايرحم أصحابها رجلا طاعنا في السن ولا طفلا في مدرسة إبتدائية .
اما المواطن شاكر الطرفي (50 ) عاما فيؤكد ان أغلب نقاط التفتيش التي تقع قرب المنازل لاتحترم أصحاب الدور السكنية من خلال التصرفات الغير لائقة لرجال الامن سيما مع خروج العوائل من منازلها . ويضيف ان نزاعات كثيرة حصلت بين شباب المناطق والعناصر الامنية المسؤولة عن تلك النقاط إنتهت بزج بعض الشباب في السجون .
ويؤكد المواطن ابراهيم الصفار (73 ) عاما ان تواجد نقاط التفتيش في الطرق الفرعية تؤثر سلبا على حركة السابلة اولا اضافة الى انها تعيق اصحاب الدور السكنية المتواجدة في تلك الازقة فانا ومن خلال جلوسي في باب محلي الخاص ارى ان تذمرا شعبيا من وجود تلك النقاط التفتيشية مطالبا الجهات المعنية الى تقليل وتقليص اعداد تلك السيطرات الفرعية ومن ثم الغائها اذا احتاجت الضرورة "
ويؤكد القادة الامنيون في المحافظة ان احد الاسباب التي ادت الى إنشاء هذه النقاط والسيطرات والاسيجة يعود الى التفجيرات التي تعرضت لها كربلاء المقدسة وتحديدا مركز المدينة حيث شهد إنفجار ثلاث سيارات مفخخة كان أعنفها الانفجار الذي وقع على مسافة ( 100 ) متر من مرقد العباس عليه السلام وأدى الى إستشهاد وإصابة أكثر من ( 70 ) مواطنا .
فقد اشار قائد عمليات كربلاء الفريق الركن (عثمان الغانمي ) الى ان الحكومة المحلية وقيادة العمليات في المدينة المقدسة تسعى لتخفيف المشاكل عن المواطنين من خلال فتح بعض الطرق ومناقشة فتح منافذ اخرى في المدينة، مبينا بانه تم فتح طريقين الاول يبدء من شارع ميثم التمار وشارع الجمهورية باتجاه الكراج الموحد والاخر بمحاذاة سوق الخضار باتجاه شارع طوريج وذلك لتخفيف الاختناق الحاصل في المدينة. وتابع الغانمي حديثه ان فتح منافذ المدينة يعتمد على الوضع الامني ليس في المحافظة فقط بل في عموم العراق .
من جهته ، محافظ كربلاء آمال الدين الهر قال أثناء تجواله في مركز المدينة بعد الشكاوى الكثيرة للمواطنين ، أن مشكلة نقاط التفتيش لاتتعلق بنا كحكومة محلية بل تعود الى قيادة العمليات . أما إزالتها فيشير الهر " الى أن ذلك يتطلب دراسة مستفيضة من قبل القادة الامنيين الذين يؤكدون بإستمرار أن محاولة تغيير بعض نقاط التفتيش وتحويلها من أماكنها سيشكل تهديدا أمنيا لمركز المحافظة . وأضاف محافظ كربلاء أن كل ما نستطيع تقديمه لاهالي المناطق السكنية التي تقع نقاط التفتيش بالقرب من منازلهم هو مد شبكات المجاري وبعض الخدمات الضرورية لتخليص المنطقة من الروائح التي تسببها وجود المرافق الصحية والحمامات ، بالاضافة الى متابعة حالات الأعتداء التي يمكن ان تحصل على المواطنين من قبل رجال الامن المكلفين بالعمل في تلك النقاط .
وتجدر الاشارة الى أن مركز محافظة كربلاء ( المدينة القديمة ) تعرض العام الماضي رغم نقاط التفتيش الكثيرة الى خمس تفجيرات بعبوات ناسفة راح ضحيتها ما يقرب من عشرة شهداء يبنهم نساء وأطفال بالاضافة الى إصابة العشرات بجروح .
ونحن بدورنا نتمنى من ان تشهد مدينة كربلاء المقدسة استقرارا امنيا تصبح من خلاله المدينة خالية من اية سيطرات تعيق حركة المواطنين والزائرين القادمين اليها لزيارة عتباتها المقدسة وهذا لايكون حسب رأينا الا من خلال تعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية التي من واجبها توفير الامن والراحة للمواطنين .
اجراه /حسون الحفار
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha