تعد شبكة الحماية الاجتماعية واحدة من المؤسسات الاجتماعية المهمة والتي تهدف الى رفع المستوى المعاشي للطبقة الفقيرة من المواطنين ممن يعيشون دون خط الفقر خصوصا مع ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة التضخم .
الا ان هذه المؤسسة الاجتماعية الي أريد لها ان تكون عونا للفقير صارت اليوم تشكل عبئا إضافيا عليه بالإضافة الى غيرها من الأعباء كمفردات البطاقة التموينية التي لم ير منها المواطن الا النزر اليسير .
هذه الايام ايام الصيف وحرارته الشديدة ترافقها تجديد ما يسمى "بالبيان السنوي "في شبكة الحماية الاجتماعية كاجراء سنوي لمراجعة المستحقين من عدمهم ، اليوم اصبح هذا البيان معاناة للمواطن .
ولتسليط الضوء على هذه المعاناة كان لنا مجموعة من اللقاءات مع المواطنين المشمولين بهذه الشبكة وكذلك عدد من المسؤولين .
المواطن احمد عبد الكاظم يقول: ان الية عمل البيان السنوي السابقة التي كانت من خلالها يتم التاكد من استحقاق المواطن اسهل بكثير من هذا العام ، وعلينا الان ان ناتي بكتب تاييد من مجموعة من الدوائر التابعة الى وزارات مختلفة هي (دائرة المرور –دائرة البلديات – دائرة التسجيل العقاري- دائرة الزراعة – المجلس البلدي )تؤكد عدم امتلاكنا لسيارة او قطعة ارض زراعية او قطعة ارض سكنية ،وهذه تحتاج – والكلام لاحمد- الى مزيد من الوقت والمال وانا اعمل في هذه المعاملة منذ 15 يوما وانفقت مبلغا كبيرا ولك ان تتصور مقدار الخسارة خصوصا مع غياب الحصة التموينية شبه الكلي التي كنا نبيع الجزء الاكبر منها لانجاز معاملاتنا وادراة بقية شؤوننا .
في حين قالت المواطنة نهية عبود ان الراتب المعطى وقدره (120) الف دينار لايساوي شيئا مع ارتفاع الاسعار بالاضافة الى ان هذا الراتب لايعطى شهريا وانما كل ثلاثة اشهر وهذا امر سيء جدا .فلماذا لايعطى شهريا؟ .وتضيف المواطنة" الادهى من ذلك هو تاخر توزيع الرواتب اكثر من ثلاثة اشهر في كثير من الاحيان
اما المواطن حمزة ليلو فاخبرنا بان لديه عشرة اولاد والاستحقاق الرسمي من قبل الشبكة هو ستة افراد هم فقط من يعطون 120 الف دينار وتساءل اين يذهب البقية واين العدالة في ذلك ؟!
في حين اشتكى عدد من المواطنين من عدم وجود باحث اجتماعي يسهل عملية ترويج المعاملات وبالتالي زيادة طوابير المواطنين تحت رحمة حرارة الشمس .
المواطنة بدرية جبار اشتكت من عدم توفرابسط الخدمات في الدوائر المعنية فالمواطن يقف تحت حرارة الشمس ساعات طوال دون ظل او ماء ولك ان تتصور المشهد ،وتساءلت الى متى يبقى العراقي مهان بهذه الطريقة من قبل المسؤولين ؟!!
وبعد سيل من المشاكل التي طرحها المواطنون توجهنا للباحث الاجتماعي الذي خصص لاكمال معاملات المواطنين ولكن للاسف الشديد لم نجده فتوجهنا للمجلس البلدي والتقينا احد اعضاء لجنة شبكة الحماية الاجتماعية وقبل الحديث طلب منا عدم ذكر اسمه .
وضعنا بين يديه مشاكل المواطنين فايد هذه المشاكل وقال : لم تكن مثل هكذا تعقيدات موجودة العام الماضي وكانت المسالة منحصرة بالمجلس البلدي فقط فبمجرد حصول المواطن على تاييد من المجلس البلدي الذي يعد الممثل الشرعي للمواطنين كانت المسالة تنتهي . الا ان هذه المسالة تغيرت هذا العام .
فقد صدرت تعليما من قبل اللجنة المشكل من قبل مجلس محافظة الديوانية برئاسة الاستاذ فيصل حسان النائلي تنص على تحمل المجلس البلدي المسؤولية كاملة في حال وجد شخص دون الضوابط وفي هذه الحالة لم يكن امام المجلس البلدي وحتى يتخلص من التبعات القانونية الا ان يطالب المواطن بتاييد من عدة دوائر ،واستندنا في ذلك على كتاب التعهد الصادر من قبل شبكة الحماية الذي يتضمن تعهد المواطن بعدم امتلاك سيارة او قطعة ارض او قطعة ارض زراعية .
ويضيف عضو المجلس البلدي : كان الاجدر باللجنة ان تقوم بتوجيه الدوائر المختصة بضرورة التعاون مع دائرة شبكة الحماية الاجتماعية في سبيل انجاز معاملات المواطنين بشكل سهل ويسير وذلك " بان تكون لدى شبكة الحماية الاجتماعية قاعدة بيانات بالمستفيدين ،تقوم بارسال هذه البيانات للدوائر المختلفة على شكل قرص ليزري او عن طريق الانترنيت وتطالب الدوائر ببيان موقفها ازاء كل مواطن بدل ان نحمل المواطن كل هذا الجهد والعناء ،وبدل اشغال الدوائر المعنية بطوابير المراجعين .
ويضيف " مسالة اخرى نعاني منها هي عدم وجود باحث اجتماعي خاص بكل قضاء او ناحية بشكل دائم الامر الذي يؤدي الى تاخر انجاز المعاملات اسابيع وليس ايام .
وتساءل عن سبب عدم تخصيص دائرة الحماية الاجتماعية باحث لكل قضاء او ناحية .
من جانبه شكى مدير التسجيل العقاري من الزحام الموجود هذه الأيام في دائرته خصوصا وان الدائرة غير مهيأة لاستقبال هذه الاعداد .
كما شكى من عدم توفر عدد من السجلات الخاصة بالمواطنين بسبب حرق الكثير من السجلات ابان السقوط وبالتالي يتعذر على الدائرة إعطاء المواطن تأييد امتلاك او عدم امتلاك الامر الذي يجعل المواطن في حيرة من امره .
وتبقى حيرة المواطن بانتظار من يرفعها !!!!
https://telegram.me/buratha