متابعة : سامي جواد كاظم
كثيرا ما يدور في خلدنا عن سبب عدم استثمار العتبة الحسينية او حتى بقية العتبات اموالها التي قد يهبها لها المتبرع على شكل مواد عينية غير منقولة في مشاريع تساعد على التنمية الاقتصادية للبلد كما هو الحال عليه في العتبة الرضوية المقدسة . ادارة العتبة الحسينية المقدسة لم يغب عنها هذا التفكير وبعد ما ابدعت في تقديم الخدمات المجانية للزائر الكريم ولجت ميدان الاستثمار وبدقة متناهية حتى تحقق افضل المكاسب من غير التعرض للخسارة وكان مجال الزراعة الحاضر امامها بفضل ما يعود للعتبة الحسينية من اراضي زراعية موقوفة لها فكان مشروع إقامة مدينة زراعية متكاملة بشقيها النباتي والحيواني الذي من المؤمل إن يلقي بضلاله الايجابية ليس على مستوى المحلي فحسب بل على مستوى البلاد خاصة بعد تراجع هذا القطاع الحيوي خلال السنوات الأخيرة نتيجة ظروف مختلفة منها شحة المياه ...
مدينة الحسين الزراعية التي تقع على الطريق المؤدي الى مدينة النجف الاشرف ،تعتبر المشروع الأول من نوعه ليس على مستوى مدينة كربلاء فحسب بل على مستوى البلاد لكونه يضم مشاريع متنوعة، معتبرا اياه فاتحة خير للمحافظة كونه سيشغل ألف يد عاملة ،هذا المشروع يحتوي على بيوتات زجاجية مساحة كل منها يبلغ 2500 م، أي دونم كامل،وتقسم هي بالتالي الى خمسة بيوت ولكنها متداخلة مع بعضها، تزرع كافة انواع المحاصيل وفي غير مواسمها، ومن خلال التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة ،واول محصول زرع هوالطماطم والخيار ومن المؤمل انها ستعطي أنتاجها في نهاية الشهر التاسع..يرافق ذلك مشروع تسويقي يتم افتتاحه بالقرب من المزرعة حيث حددت اربعة دوانم على الشارع العام ، ولانه الخطوة الاولى لهذا سيكون انتاج السنة الاولى يكون للاستهلاك المحلي ومن المؤمل تصديره مستقبلا الى خارج البلاد .
مستلزمات الزراعة هو المشاريع الاروائية وبالفعل باشرت العتبة بإعداد شبكة ري بالتنقيط بمواصفات عالية حيث تقدمت احدى الشركات بعرض قيمته 45 مليون دينار عراقي وتم تنفيذه بمتانة تفوق ثلاثة اضعاف متانة الشركة العارضة وبسعر 15 مليون ، و نظرا لطبيعة هذه المنطقة التي كانت تعد قبل استصلاحها من المناطق الصحراوية كان لابد من اقامة مصدات للرياح لحماية المنشات فيها خصوصا تلك التي تستخدم فيها الزراعة فتم اعداد شبكة لضخ المياه وهي الان جاهزة لزراعة هذه المصدات ، عرض المصد الواحد يبلغ 50 متر وطوله 2000 متر ويتكون من 4 خطوط من الكالبتوز إضافة الى 5 خطوط من النخيل تتخللها خطوط من اشجار الزيتون ، عدد الأشجار التي سيتم وضعها في المصد حوالي (12-13) الف شجرة وكمية الماء يتم السيطرة عليها بواسطة اقطاب محكمة جدا حيث تم اخذ طبيعة الارض بنظر الاعتبار.
اما وحدة الانتاج الحيواني في شعبة التنمية الزراعية، إعدت دراسات لمشاريع الإنتاج الحيواني، كما تم وضع تصميم خاص لمدينة الحسين الزراعية تتوزع فيه مشاريع الانتاج الحيواني وتم إعداد تصميمين لمشروع بحيرات الأسماك ومشروع مزرعة الأغنام بشكل هندسي نموذجي يطابق المواصفات المطلوبة ، ينقسم المشروع على عدة مراحل ،الأولى تنفيذ مشروع مزرعة أغنام والذي يتكون من 3000 رأس غنم. والثاني مشروع بحيرة اسماك والذي يتكون من 60 دونم مقسمة على شكل بحيرات،هذه الاسماك التي سيتم تربيتها هي من الأنواع المنتشرة في العراق وهي اسماك الكارب العادي والعشبي والسلفر والتي تعد من الاسماك الاقتصادية حيث تم وضع كافة النقاط لإنجاح هذا المشروع..
كما وسيتم المباشرة بمشروع الدواجن بنوعيه إنتاج اللحم والدجاج البياض ومن ثم مزرعة كاملة لإنتاج اللحم ولإنتاج الحليب، وان دراسات وتصاميم هذه المشاريع كاملة وستبقى مرحلة التنفيذ ان شاء الله وبوجود الدعم المادي سيتم إنشاء هذه المشاريع.و تقدر الميزانية الإجمالية بعشرة مليار ونصف،حيث تقسّم مشاريع مدينة الحسين الزراعية الى قسمين،قسم مشروع الإنتاج الحيواني ويقدر سبعة مليار،اما قسم مشروع الإنتاج النباتي فيقدر بثلاثة مليار ونصف.وقد تم توزيع مبلغ السبعة مليار على خمس مشاريع رئيسية :مشروع تربية عجول اللحم – مشروع تربية الأغنام – مشروع تربية دجاج اللحم – مشروع تربية الدجاج البياض – مشروع تربية الأسماك – مشروع تربية وإنتاج أبقار الحليب،وقد تم تخصيص الأموال ضمن الدراسة على النحو التالي :1/ مشروع تربية عجول اللحم يقدر 600 مليون.2/ مشروع تربية الدجاج البياض يقدر 2 مليار.3/ مشروع تربية الأسماك 519 مليون.4/ مشروع تربية الأبقار 800 مليون.5/ مشروع تربية دجاج اللحم 3 مليار.إن الإعمال والمشاريع المقيمة والمؤمل أقيامها من قبل إدارة العتبة الحسينية المقدسة وبشهادة الجميع تؤكد سعيها الذي أعلنت عنه عند تسنمها الإدارة الشرعية بجعلها في مصاف العتبات المقدسة الموجودة في دول العالم التي سبقت العراق بالكثير في مراحل العمران ...
https://telegram.me/buratha