القت الاوضاع الامنية غير المستقرة في الموصل بظلالها القاتمة على اسواقها التي تعاني من انكماشا ملحوظا بسبب الاجراءات الامنية التي تتخذها القوات الامنية في مواجهة الاعمال الارهابية . وتعدّ منطقتا النهروان واليابسات من اكبر المناطق التي كانت تشهد حركة نشطة في مجال التجارة والاعمال الاخرى ، اذ ان سوقيهما التجاريين كانا من اكبر اسواق بيع وشراء المواد الغذائية في الموصل. واليوم يصاب المرء بالحزن لما وصل إليه حال السوقين وخاصة خلال الأشهر الأخيرة ، حيث أغلقت اغلب المحال التجارية أبوابها بسبب تردي الوضع الامني وكثرة التفجيرات والمواجهات المسلحة.
وما يلفت النظر في هذه المناطق المهمة التي تقع بالجانب الغربي من مدينة الموصل ، اغلاق اغلب الشوارع بل وحتى الأزقة بالحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة ، الأمر الذي سبب معاناة كبيرة لأهالي المنطقة عند خروجهم او دخولهم إليها.
وتضم منطقة اليابسات والنهروان عددا من الأسواق والورش الصناعية والتي ترتبط بشكل مباشر بحياة المواطنين ومصدر رزقهم , وابرزها سوق المواد الغذائية (اليابسة) ، وورش تصليح السيارات والمعدات الكهربائية , ومعامل الخشب والألمنيوم ، إلى جانب اكشاك بيع الفواكه والخضروات.
واجمع عدد من المواطنين في احاديثهم لـ/نينا/ على ان اسواق هاتين المنطقتين فقدت مكانتها السابقة. فبعد ان كان يرتادها في السابق المتبضعون والتجار من محافظة نينوى وباقي المحافظات بشكل يومي ، وكان عدد المحال التجارية داخلها أكثر من 180 محلا للجملة والمفرد , اصبحت ابواب معظم تلك المحال مغلقة بسبب تردي الوضع الأمني وغلق الشوارع المؤدية إلى المنطقة.
ويناشد /أبو احمد/ الذي يملك محلا داخل السوق ، الحكومة المحلية وقوات الأمن ، اعادة فتح الطرق والشوارع وتخفيف الاجراءات الأمنية.
وقال :" نحن مع استتباب الأمن وطرد الخارجين عن القانون نهائيا لأننا أول المتضررين من هذه الحالة المزرية التي وصل إليها السوق ، ولكن يجب أن يسمح لأصحاب المحال التجارية وأهالي المنطقة بحرية التحرك كي يتمكنوا من إعادة السوق الى سابق عهده ".
أما /شاكر عبدالله/ صاحب معمل للألمنيوم فيقول :" ان المنطقتين بحاجة إلى اهتمام اكبر من الدوائر الخدمية وإجراء أعمال الصيانة والنظافة للشوارع والأزقة ورفع حطام المباني المهدمة ".
وتابع :" نتمنى ان تقوم الأجهزة الأمنية بإعادة فتح الشارع الرئيس (الصناعة القديمة ) لان غلقه أمام حركة النقل أدى إلى خسارتنا لأغلب زبائننا الذين كانوا يتعاملون معنا ".
وأضاف :" بالامكان وضع نقاط مراقبة في الشارع ، ونحن بدورنا على استعداد للتعاون ، لان استقرار الأمن يصب في صالحنا أولا وأخيرا ".
وفي سوق الخضار الذي يقع بجانب سوق اليابسات حيث توجد أكثر من 200 عربة لبيع الفواكه والخضروات ، يقول احد الباعة الذي رفض الكشف عن اسمه :" كان السوق فيما مضى يشهد حركة نشطة بسبب انخفاض الأسعار التي كنا نبيع بها نظرا لقرب السوق من منطقة (سوق المعاش) وهي السوق الرئيسة بالموصل لبيع الخضروات والفواكه ".
ويضيف :" أما الآن فان الحالة يرثى لها حيث لا يوجد حاليا في السوق سوى اقل من عشر عربات تعمل لغاية الساعة الواحدة ظهرا خوفا من التفجيرات والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها القوات الامنية في الغالب بعد كل انفجار أو مواجهة مع المسلحين " حسب قوله.
اما سوق النهروان التجاري والذي كان يخدم اكثر من مليون متبضع بالساحل الايمن ، فقد تحول الى سوق اشباح مغلق ومحلات محطمة نتيجة التفجيرات المتعاقبة داخل السوق الذي (ازدحم) ببقايا من السيارات المفخخة والدماء على ارصفة شارعه لضحايا التفجيرات.
وازاء هذا الوضع المأساوي للسوق ، فان مئات العوائل القاطنة بالمنطقة تطالب الحكومة المحلية باعادة الحياة لذلك الشارع لتعود المنطقة والسوق الى سابق عهدهما يعجان بحركة المتبضعين والباعة.
https://telegram.me/buratha