تشهد الساحة السياسية العراقية جدلا واسعا حول عدد المحافظات التي تشكل الاقليم في النظام الفيدرالي ، وعكست الفعاليات السياسية اتجاهات مختلفة على هذا الصعيد. ومن اجل مواكبة هذه التطورات ولمعرفة مبررات كل اتجاه، عقدت رابطة الشباب المسلم في مؤسسة دار الاسلام ندوة خاصة بعنوان (الاقاليم في النظام الفيدرالي في العراق) استضافت فيها كل من :د.علي الاوسي / عضو المجلس الاعلى ومدير مركز دراسات جنوب العراق،الشيخ حسين الاسدي / الامين العام لمؤسسة دعم اقليم الجنوب ،د.محمد علي الناصري / باحث واكاديمي
وتحدث في البدأ الاستاذ سامر الناصري، و ركز في حديثه على اهمية تاسيس نظام فيدرالي يستند على اساس المحافظة الواحدة ، واشترط الاستاذ في تأسيس النظام الفيدرالي في العراق عدة مواصفات والتي من اهمها :
1- النظام الفيدرالي في العراق يجب ان لا يفرط في هوية المواطنة العراقية .
2- النظام الفيدرالي في العراق يجب ان لا يتدخل في قضية الثروات ويجب ان تكون الثروات العراقية بيد الحكومة المركزية وليس في الاقاليم .
3- تشكيل الاقاليم يجب ان لا يؤثر باي حال من الاحوال على وحدة تراب العراق .
4- النظام الفيدرالي في العراق يحتاج الى فترة زمنية ووعي اجتماعي حتى يمكن تاسيسه في العراق.
5- يجب تاسيس النظام الفيدرالي على اساس المحافظات وليس على اساس طائفي وعرقي.
6- يجب تعديل النظام الانتخابي في العراق وجعله مناسبا وفق النظام الفيدرالي على ضوء الحجم السكاني للاقاليم الفيدرالية في العراق.
7- اعطاء صلاحيات للاقاليم بحيث تخفف من اعباء الحكومة المركزية .
اما الشيخ حسين الساعدي فأعتبر ان الاساس في مناقشة النظام الفيدرالي يجب ان لا يكون من وجه شرعية أو دستورية وانما يجب ان يكون من باب المصلحة والمفسدة ، و اعتبر ان المصلحة في تاسيس نظام فيدرالي في العراق يستند على ركنين مهمين هما :
1- تخليص العراق من الديكتاتورية وذلك بعد تفتيت السلطة المركزية وتوزيع صلاحياتها في الاقاليم الفيدرالية.
2- جعل الثروات والخدمات موزع بشكل متساوي بين الاقاليم وليس كما في السابق تكون محصورة في عاصمة الدولة المركزية وباقي المحافظات محرومة من الخدمات والثروات.
ومن ثم ذكر محاسن الفيدرالية التي تعتمد على اساس محافظتين او ثلاثة والتي من اهمها :
1- فيدرالية الوسط والجنوب ستكرر الدكتاتورية المركزية ولكن بشكل محافظات (9)
2- فيدرالية الوسط والجنوب ستبب ضعف في مقدار التمثيل في المجلس الاتحادي بينما في فيدرالية الاقاليم المتعدد سيكون التمثيل اكثر في المجلس الاتحادي وذلك حسبب مقررات الدستور العراقي.
3- فيدرالية الوسط والجنوب ستعطي انطباعا طائفيا وهذا ما سيسبب مشاكل اقليمية وطائفية.
4- الفيدرالية التي تتكون من محافظتين الى ثلاثة ستكون افضل اداريا من الفيدرالية ذات المحافظة الواحدة لان في الاخيرة، يجب تاسيس نظام تشريعي وتنفيذي لكل محافظة وهذا ما يتسبب عبئ على الحكومة العراقية.
اما الدكتور علي الاوسي عضو المجلس الاعلى فاعتبر ان الاساس في تحديد الفيدرالية هو اختيار الامة والاساس الدستوري ، وان هذين العاملين هما صمام الامان للفيدرالية وهي مخرجا مناسبا للأزمة السياسية القائمة.
وذكر ان التبريرات التي تورد على النظام الفيدرالي ،مثل الطائفية وغيرها سوف تنسحب على اي نظام فيدرالي يتشكل في العراق ، وان المخاوف الاقليمية ، هو من النظام الفيدرالي برمته ، وليس من نوع الفيدرالية المعتمدة .
اما قضية الدكتاتورية فانها ممكن حدوثها حتى مع المحافظة الواحدة ، وعليه أن وعي الشعب العراقي، ووجود نظام دستوري فيدرالي محكم ،سيكون هو صمام الامان في عدم حدوث ديكتاتورية جديدة في العراق.ومن ثم ذكر الاستاذ الاوسي ان الثغرات الاخرى ، من ضعف التمثيل وغيره ممكن حلها دستوريا .واختتم حديثه ان فيدرالية الوسط و الجنوب هي حقيقة تاريخية ، فالعراق على مر التاريخ مقسم اداريا على اساس 3 ولايات ، وان عراق ارض السواد هي حقيقة لها هوية ثقافية واجتماعية وسياسية وبالتالي ان فيدرالية الوسط والجنوب لها مايبررها اجتماعيا وسياسيا وفكريا.
واختتمت الندوة بمداخلات عديدة من قبل الحضور المشارك ، و ذكرت وجهات مختلفة ، عن اهمية النظام الفيدرالي في العراق ، الا ان الحضور ركز على اهمية تاسيس اليات للنظام الفيدرالي في العراق دستوريا ، حيث من المقرر ان المحافظات التي ترغب في تشكيل انظمة فيدرالية ترفع طلبا للبرلمان العراقي ، وقد تحدثت مصادر خبرية قريبة من البرلمان العراقي ، انه الان على الاقل 3 محافظات جنوبية قدمت طلبات لتأسيس انظمة فيدرالية في العراق.
المصدر : المرصد العراقي
https://telegram.me/buratha