عقدت في مؤسسة دار الاسلام ندوة حول تأثير الانتصار اللبناني على المنطقة والوضع العراقي وشارك في الندوة نخبة من المثقفين العرب تحدثوا في محاور مختلفة من الحدث،وحضر في الندوة جمع من الجالية العراقية والعربية في لندن حيث عبرت عن ابتهاجها لانتصار المقاومة اللبنانية ،
وشارك في الندوة كل من الصحفي اللبناني نزار عبود حيث تحدث عن ثقافة المقاومة ومن ثم تحدث امين عام حركة حق البحرينية الاستاذ حسن مشيمع وكان محور حديثه عن تاثيرات الانتصار اللبناني على مشروع الشرق الاوسط الكبير ومن ثم تحدث المفكر الجزائري رشيد بو عيسى عن قوة لوبي الاسرائيلي وتحدث في الندوة ايضا مدير المرصد العراقي صلاح التكمه جي وكان محور حديثه عن تاثيرات الانتصار اللبناني على الوضع العراقي.
واستهل الندوة الصحفي اللبناني المعروف نزار عبود الذي تحدث عن دروس مهم افرزها الانتصار اللبناني والتي من أهمها:ولا شك أن الخبراء العسكريين سيمضون سنوات في دراسة هذه التجربة واستخلاص العبر منها. المقاومة كانت متفوقة حتى بنوعية سلاحها، رغم إمكاناتها المحدودة مقارنة بإمكانات الولايات المتحدة وإسرائيل. والدليل على ذلك إغراق البوارج الحربية المقاومة كانت متفوقة حتى بنوعية سلاحها، رغم إمكاناتها المحدودة مقارنة بإمكانات الولايات المتحدة وإسرائيل. والدليل على ذلك إغراق البوارج الحربية، وإسقاط المروحيات وطائرات الاستطلاع المزودة بأحدث التقنيات الهجومية، وتحويل أفضل طراز من دبابات العدو إلى توابيت لجنوده بعد إحراق نحو 150 دبابة في خط المواجهةمالمسته في الولايات المتحدة ان هناك صراع في الولايات المتحدة بين خطين ، اتجاه يمثل دعم ديمقرطة المنطقة وتيار اخر يقول علينا ان نلجاء الى الاساليب الامنية ، مالمسته ايضا في الولايت المتحدة ان هناك اعادة نظر في مشروع الشرق الاوسط الكبير ، فهناك جدل واسع حول قصية ديمقرطة الشرق الاوسط ، هذا الجدل وصل في بعض الاحيان ان يسألنا احدهم من قبل الجهة التي تكتب التقارير الكونغرس الامريكي اي مرجعية شيعية تقلد أكثر في البحرين ، هل هو السيد السيستاني ولا حظت ان هناك تسويق للمرجعية السيد السيستاني اعتقادا منها ان السيد السيستاني اكثر المراجع الشيعية اعتدال و انه ممكن التفاهم معه في القضايا المهمة التي تمس مصلحة الولايات المتحدة مثل قضية اسرائيل وغيرها ،
إلى جانب إتقان المهارات القتالية، كان استعداد المقاومة للقتال مذهلا. فلقد أعدت العدة لحرب طويلة في أماكن متاخمة لخط الدفاع الأول. ومنعت العدو، رغم ما أوتي من قوة ووسائل إستطلاع خارقة، من معرفة أساليبها القتالية. فاعتقد جنود العدو أنهم يقاتلون أشباحا
ولا بد من التنويه أيضا بنظام الرصد والإستعلام لدى المقاومة الذي مكنها من السيطرة على ساحة القتال، بينما كان العدو يضرب الأهداف المدنية في سلوك تعويضي عن عجزه، ويدعي انتصارات لا صلة له بها.
أجيالنا الشابة تعلمت أن العقيدة الراسخة تحمي من الاختراق. وأن الكتمان الشديد، والحيطة ضروريين لإفشال كافة المخططات. ومثل هذه الستراتيجية لا تتحقق بدون توافر القيادة الواعية المخلصة
المقاومة بما تحظى به من دعم داخلي وخارجي استطاعت مخاطبة خطر إفقار شعبها بالمسارعة لتعويض المتضررين والإسراع في عمليات الإنقاذ بمجرد توقف الأعمال الحربية وحتى قبل دفن الشهداء. وبذلك لم تكتف بإلقاء اللوم على الدولة المتقاعسة أولا عن حماية الحدود، والمتقاعسة ثانيا عن انقاذ المواطن من الفقر والمرض والتهجير
هذه الحرب كشفت بشكل صريح الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام الرسمي العربي لضرب صمود الأمة وإغراقها في متاهات فكرية تشكل خطرا على مستقبلها. فالإعلام السعودي، واليميني اللبناني الممول بطريقة أو بأخرى من السعودية، كان شامتا بلبنان ومصائبه. والشماتة كما نعلم أصعب من القتل. هذا الإعلام كان أكثر تظليلا من الإعلام الصهيوني. كان يلعب دورا محبطا يضخم خسائر اللبنانيين ويتباكى عليهم. حوّل لبنان من دولة معتدى عليها إلى دولة معتدية بسبب المقاومة المضحيّة. وكانت الرسالة فيه واضحة تردد ما يود العدو إيصاله. حزب الله مغامر ورّط المنطقة بحرب عقيمة خدمة لمآرب إيرانية سورية. كان الإعلام السعودي بقنواته اللبنانية وغير اللبنانية يضخم أي نجاحات الإسرائيلية مهما كانت نادرة، ويتبنى روايات وأكاذيب العدو المكشوفة، ويخفي انتصارات شعبنا.
وفي المقابل كان إعلام المقاومة أمينا دقيقا محترما للشعوب وللنفس. فمصارحة الجماهير ضرورية حتى في ظروف الحرب. كان يعترف بإصاباته بالإسم والمكان والزمان. ويثبت إدعاءاته بشهادات وصور تدحض المزاعم الأخرى. وعليه انتصرت المقاومة إعلاميا، ليس في الجانب العربي فحسب، بل أيضا في الجانب الصهيوني حيث كان الصهاينة يصدقون إعلام المنار أكثر من تصديقهم لإعلامهم
ومن ثم تحدث من البحرين الاستاذ حسن مشيمع أمين عام (حركة حق ) حول تاثيرات الانتصار اللبناني على مشروع الشرق الاوسط الكبير وكان من اهم ما تحدث به : كنت في زيارة الولايات المتحدة ولاحظت تاثير الحدث لبناني على الساحة السياسية في الولايات المتحدة الامريكية وشاهدت تاثير انتصارات المقاومة المؤمنة بالله على اسرائيل ، التي اعادت و بلا شك الى نفوس العالم العربي حال من الامل وحالة وحال من الشعور من القدرة من الانتصار .
واعتقد ان هذا الجزء(ارتباط مصلحة امريكا بأسرائيل) هو الخطا الذي وقعت فيه الولايات المتحدة في ديمقرطة المنطقة ، والخطأ الاخر التي ارتكبته هو ديمقرطة دول الشرق الاوسط من خلال البلدان وليس من خلال الشعوب ، او من خلال اشخاص ترتبط مصالحهم بمصالح الولايات المتحدة الامريكية ، والخطا الاخر الذي ارتكبته امريكا في عدم فهم المعادلات التي تحكم منطقة الشرق الاوسط وذلك في تاسييس فهم لشرق الاوسط من خلال معلومات غير صحيحة نقلت الى مراكز القرار في البيت الابيض ، فهناك صورة كانت تنقل للولايات المتحدة من قبل اشخاص يتعهدون بتحقيق اجندة امريكا دون معرفتهم بثوابت شعوب المنطقة ، وهذه مشكلة من مشاكل صاحب القرار الامريكي فهم يعتقدون انه حين ينفتح العالم على الديمقراطية ، فهم بالتالي ستحقق تلك الدول ما تصبوا اليه امريكا ، وهذا الدافع الحقيقي التي انطلقت منه الولايات المتحدة في تحقيق الديمقراطية في العراق ، فمشروعها استند على تاسيس نظام ديمقراطي في العراق يكون في مسار الامريكي ، ولهذا الولايات المتحدة ترغب في تأسيس مشروع ديمقراطي مترامي الاطراف في جميع انحاء العالم مرتبط في مصالح الاجندة الامريكية ، وهنا يحدث تناقض اخر وهو ان البلد الذي ستحقق فيه الديمقراطية المرتبط في المصالح الامريكية يجب ان تكون في حسبانهم ان مصالح اسرائيل هي جزء من مصالح الولايات المتحدة الامريكية.وهذا عنصر تناقض اخر ، العالم العربي والاسلامي في تضاد مع في مواقف قديمة من الوجود الصهيوني اصبحت جزء من واقع الكثير من البلدان العرابية مثل سوريا ولبنان والعراق ودول الخليج ، وهناك تاريخ حاصل من الصراع بين الوجود الصهيوني والعالم العربي والاسلامي ،هذا الصراع الذي ليس هو صراع سياسي وانما عقائدي جسدته الكثير من الايات القرانية التي تحدثت بعض السور بل ان قسما منها رسم صورة مستقبلية لنهاية هذا الصراع الذي بدأت تظهر ملامحه من خلال الانتصار اللبناني الاخير على اسرائيل .
ومن ثم تحدث مدير مرصد العراقي ( صلاح التكمه جي) عن تأثيرات الانتصار اللبناني على الوضع العراقي وقد ذكر : منذ أن انطلق العدوان الاسرائيلي على لبنان ، وتاثيراته ظهرت بجوانب عديدة سواء بالجانب السياسي او الامني او الاجتماعي وحتى في المشروع الدولي المهيمن على القرار العراقي .
فعلى الجانب السياسي هيمنت تاثيرات العدوان الاسرائيلي على لبنان على زيارة رئيس الوزراء جواد المالكي لأمريكا ، فموقف حكومة المالكي المندد للعدوان الاسرائيلي قابله موقف مؤيد من قبل اعضاء الكونغرس و حكومة البيت الابيض للعدوان الاسرائيلي ، كان لهذا الموقف المتعاكس اثر على البعض المكاسب السياسية التي كان يؤمل ان يحصدها وفد المالكي في لقاءاته بالبيت الابيض .
اما على الجانب الامني فقد لوحظ تصاعد في العمليات الانتحارية على المدنيين في العراق ، هذا التصاعد اثار انتباه القادة العسكريين الامريكان فقد اعلنوا بصراحة ان العمليات الارهابية ازدادت وتيرتها 40 % منذ أن كثف العدوان الاسرائيلي على لبنان ، والمفارقة انه كلما ازداد تأييد العربي والاسلامي للمقاومة اللبنانية المتمثل في حزب الله يلاحظ ازدياد في العمليات الانتحارية الطائفية في العراق ،فمدن الصدر والكوفة والمحمودية و طوز خورماتوا شهدت من اعنف العمليات الانتحارية الطائفية راح ضحيتها المئات من الشهداء تزامن معها قصف اسرائيلي على المدنين تسبب في مجازر فضيعة مثل مجزرة قنا والبقاع وغيرها.
اما على جانب الاجتماعي فقد حصل استنكار واسع للعدوان الاسرائيلي على لبنان وتفاعل بحماس مع انتصار المقاومة اللبنانية ، فقد خرجت مظاهرات واسعة في مدينة الصدر وبقية مدن العراق استنكارا للعدوان الاسرائيلي رغم الحالة الامنية المتردية ورغم شدة العمليات الارهابية التي تزامنت مع تصاعد العدوان الاسرائيلي على لبنان ، و اعلنت بيانات قوية من قبل المرجعية الشيعية وخصوصا من قبل السيد السيستاني تاييد لصمود الشعب اللبناني وخرجت توصيات خاصة في دعم المدن اللبنانية المتضررة.
وكان لتأثير الانتصار اللبناني واضح على تصريحات مسؤولي البيت الابيض من الرئيس بوش وحتى اعضاء الكونغرس الامريكي ، فالمتابعين سمعوا لأول مرة من الرئيس بوش عن الديمقراطية الهشة في لبنان والعراق ، وتحدث بوش لاول مرة عن خطورة ترك العراق ، تلك البحيرة النفطية بيد المجاميع الارهابية ، هذا اضافة لكثير من المقالات التي ظهرت في الصحف الامريكية التي ربطت في تأثير الحدث اللبناني على الوضع العراقي .
وفي المجمل ، انه كان من الممكن الاستفادة من الانتصار اللبناني في الوضع العراقي، خصوصا أن الحدث كسر حالة التشنج الطائفي التي سببته العمليات الانتحارية للمنظمات التكفيرية في العراق ، وشكل الانتصار اللبناني تعاطف اسلامي واسع في مختلف المذاهب الاسلامية ، بل ظهر استياء من قبل علماء المسلمين والمثقفين والرأي العام العربي لفتاوى الفكر التكفيري الذي رفض مناصرة المظلومين في لبنان ، وكذلك ظهرت الصورة البشعة للتيارات التكفيرية في منتدياتها وهي تهاجم المقاومة اللبنانية وتقف بجانب العدو الصهيوني في عدوانه على الشعب اللبناني المسلم ، الانتصار اللبناني كان فرصة ثمينة في تحسين الوضع الامني العراقي وذلك في وقف عمليات التعبئة التي قام بها الفكر التكفيري لكثير من الشباب السذج العربي بعد ان ظهر تحالفه مع العدوان الاسرائيلي على الشعب اللبناني المسلم .
https://telegram.me/buratha