أستطلاع أجراه في النجف / السيد عبد اللطيف العميدي
كثيرة وثقيلة هي التراكمات والخراب الذي خلفه نظام البعث المباد في البنية التحتية للعراق ، فبلدٌ خُّرب ودُمرّ بالحروب العبثية وحوربت بعض محافظاته وهمشت على أساسات طائفية ، ودفع سكان العراق عامة والمحافظات المقدسة خاصة ثمن طابع مدنهم الدينية ، وتقف في مقدمة المحافظات التي شملها الحصار والتهميش محافظة النجف الاشرف والتي نالت قسطاً كبيراً من الدمار والنسيان فيما لم يسلم رجالها وعلمائها من القتل والسجون ، وبعدما إنقشعت تلك الغيمة السوداء من سماء العراق تنفّست محافظات العراق الجديد الصعداء وتطلعت الى طي صفحة الماضي الاسود لنفتح على العالم ولتعُيد القها ،
حيث تعاقبت إدارات مؤقته على حكم المحافظات في ظروف قلقة وبدون إنتخاب الى أن أجريت إنتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات الاولى عام 2005م والتي أفرزت تشكيل رجال شجعان خاضوا تجربة البناء والاعمار وخدموا محافظاتهم ، وظهرت كذلك شخصيات لم يرهم الناس بل لم يقدموا أي شيء يذكر لمواطنيهم ولمدنهم ، والنجف الاشرف كان لها حديث آخر في هذا المجال ، فلقد برز في مجلس محافظاتها رجال على قدر المسؤولية من خريجي مدرسة شهيد المحراب ليسيروا بالمحافظة نحو الازدهار وإعمار ما تم تهديمة وهو كثير ، فأنجزوا المشاريع العملاقة كمطار النجف الدولي وبناء الجسور وتعبيد الطرق وإنشاء شبكات ضخمة للمجاري ومصفى للنفط والكثير الذي لامجال لذكره هنا ، حتى باتت النجف محط إعجاب الكثير من المتابعين والزوار القادمين لها من باقي المحافظات .
وبعد قرابة الاربع سنوات إنتهت ولاية المجلس السابق والادارة المدنية وتشكلت من جديد مجالس جديدة أفرزتها الانتخابات الاخيرة ، فكان من اللازم أخذ رأي المواطن ومعرفة تقييمه للمجلس السابق وتطلعاته للمجلس القادم فكان من ذلك أن قمنا بأجراء هذا الاستبيان والاستطلاع لنخب وشرائح نجفية .
وبداية كان لنا لقاء مع ابن النجف البار الحاج عبد الحسين عبطان نائب المحافظ والاسم الابرز في مجلس المحافظة المنتهية ولايته حيث حدثنا قائلاً :
الانجاز التي تحققت في محافظة النجف الاشرف خلال السنوات الاربعة الماضية كثيرة كما انها اصبحت جلية وواضحة للعراقيين في الداخل والخارج ولابناء هذه المحافظة المقدسة؛ وقبل ان اشير اليها اود التأكيد على نقطة مهمة وهي ان الحكومة المحلية في النجف كانت لها رؤية واضحة لاستقرار وازدهار المحافظة ولم يكن عملها ارتجالياً او فوضوياً وهذا ما يميزها .
ولعل من اهم المنجزات التي يمكن الاشارة اليها في هذه العجالة : هي الاستقرار الامني والاجتماعي وما ترتب على ذلك من انجازات لاحقة على صعيد الاعمار والنمو الاقتصادي وتحسين الواقع البيئي والخدمي والتطور الصحي للقطاع الحكومي والقطاع الخاص الى المشاريع الاستيراجية التي يفتخر بها جميع ابناء العراق ومن اهمها مطار النجف الاشرف الدولي .
اننا نعتقد بان المجلس الجديد تنتظره مهام عسيرة وصعبة إلا وهي ارائة منجزات جديدة لأتقل عن سابقاتها وتستطيع ان تنهض بهذه البقعة المقدسة من العالم .
من جانبه ذكر سماحة الشيخ جبار زامل الخزاعي إستاذ في الحوزة العلمية أنه من الإنصاف بمكان القول أن مجلس محافظة النجف الاشرف السابق قد قدم خدمات جليلة وأعمال ومشاريع عملاقة نهضت بهذه المدينة المقدسة وبعض من تلك المشاريع تأريخية أحدثت فتحاً كبيراً في المحافظة بل في العراق وفي مقدمتها مطار النجف الاشرف الدولي الذي فتح الابواب مشرعة على العالم وهيأ لاتباع أهل البيت (ع) وللمسلمين عموماً فرصة المجيئ للعراق والزيارة بأبسط المؤونة ودونما المرور بمدن شهدت ويمكن أن تشهد توترات أمنية وطائفية ، هذا بالاضافة الى بناء عدد من الجسور الكبيرة وفتح المشاريع السكنية والصحية ، ومن الانصاف أيضاً الاشادة بجهود أبناء خط شهيد المحراب وعلى رأسهم الحاج عبد الحسين عبطان والذي كان باراً لمدينته في مجال توفير الامن والاعمار على حد سواء ، حيث لاننسى تصديه لجماعة جند السماء الارهابية وغيرها من الجماعات التي كانت تريد لهذه المدينة السوء ، وبعد أن أفرزت نتائج الانتخابات الاخيرة تفوق هذا الرجل على غيره وبنسب كبيرة جداً يرغب أهالي النجف بأن يعطى هذا الرجل المنصب اللائق به لكي يواصل عمليات البناء وإكمال مابدأه من مشاريع تنموية ، إن مانطمحه من المجلس الجديد أياً كان إنتسابه أن يعمل على تقديم المزيد من المشاريع الاستثمارية والعلمية لكي نفي بحق هذه المحافظة خصوصاً أنها مقبلة على تتويجها عاصمة للثقاقة الاسلامية ، كما نوصيهم بالاهتمام بالطبقات الفقيرة من المجتمع وإعتماد الكفاءة والنزاهة في التعامل مع الاموال العامة متمنين لهم التوفيق في عملهم .
فيما تحدث الاستاذ محمد علي الملحة كاتب ومستشار مجلة التراث النجفي قائلاً : لايختلف أثنان في مدينة النجف أن هناك عمل مثابر قد قدم من قبل بعض أعضاء مجلس المحافظة (وأقول البعض وليس الكل) ممن عرفهم النجفيون بحركتهم في إعمار المحافظة ومنها إنشاء مطار النجف الاشرف الدولي وبناء الجسور وغيرها ، مع ما وقع من إخفاق في هذا الجانب أو ذاك ، فلقد جاء مجلس المحافظة المنتهية ولايته بعد فترة مظلمة عشناها في أيام حكم البعث والتراكمات السيئة التي ورثناها منه ، فترة إنعدمت فيها الرؤيا تماماً ولهذا فالانصاف ان نقول أن كل ماتحقق وقدم من قبل رجال الاعمار المعروفين في النجف الاشرف يعتبر فتحاً كبيراً وسمة مباركة أبرزت لمعان هذه المدينة المقدسة والتي هي غنية عن التعريف ، وبالتالي يعتبر ما قدم لها جزء من الدين في أعناق المنتمين لها ولتربتها ، وكان المطلوب أن يتم تخصيص مبالغ أكبر بكثير مما خصص وذللك نظراً للخراب الكبير الذي خلقه النظام المباد ، بالاضافة للميزانية والامكانات الكبيرة التي يملكها العراق ، ولكن ماكان بالامكان أكثر مما كان ، ثم أن المؤسف أن بعض أعضاء مجالس المحافظات قد إهتم بأمور ثانوية بعيدة عن طموح المواطن وتطلعه في عراق يسعى للحاق بالدول المتقدمة والمجاورة ، وفيما يخص المجلس الجديد فأني أدعوهم الى التفكير ملياً في رسم سياسة صحيحة ومدروسة للنهوض بالمحافظات ، وبأن يأخذوا الخبرة من تجارب الشعوب الاخرى ويطبقوا النظريات التنموية ويطوروا المؤسسات والمنشآت الصناعية المجمدة حالياً وأن يكملوا مابداه أخوانهم ممن سبقهم فنحن نتطلع أن نكون قدوة لباقي المحافظات وأدعو لهم كذلك بأن يطبقوا بالفعل شعار خدمة مدينة أمير المؤمنين (ع) .
ومن جهته تحدث الصحفي جودي المحنّه قائلاً: نثمن بتقدير عالي ما أنجزه مجلس المحافظة السابق ونحن نرى ونلمس ماتحقق في كافة الجوانب الخدمية وعلى مستوى الأمن والأعمار والصحة والتعليم والرياضة والخدمات العامة الأخرى وما بذلت من جهود من اجل أعادة البنية التحتية للمحافظة وتشكيلها الإداري والعسكري والاقتصادي والخدمي وماتحقق من انجاز مشاريع إستراتيجية كانت في مستوى الضرورة الملحة والتي تتناسب ومكانة هذه المحافظة وقدسيتها والتي تعتبر حاضرة العراق المقدسة. واستطرد المحنّه قائلاً: نأمل ونتوقع أن يتحقق الكثير من الانجازات في ظل المجلس الجديد لما يتمتع به من قدرات ومؤهلات شابة فنية ومهنية وجهادية متنوعة التشكيل ومن أطياف أسلامية وطنية متعددة جمعتهم وحدة الكلمة والهدف وستضعهم في مستوى المسؤولية والأمانة التي تسلموها والذين سيكونون حتماً عند حسن ظن مواطنيهم الذين انتخبوهم، آملين إدامة التواصل مع المنجز المتحقق والحفاظ عليه وإضافة ماهو جديد وضروري ومطلوب في كافة المجالات لخدمة المحافظة المقدسة وأهالي النجف الاشرف الأفاضل وزوارها الكرام من جميع الأطياف العراقية والعربية والإسلامية.
فيما ذكر الحاج هشام ناصر السيلاوي إنطباعه حول أداء المجلس السابق بقوله : نستطيع القول ان النجف الاشرف كانت سباقة في عدة انجازات مهمة فى المرحلة السابقة اهمها استتباب الامن والاعمار والسياحة الدينية والانتعاش الاقتصادي التدريجي وغيرها ،فاصبح النجفيون يفخرون على باقي المحافظات بالانجازات التي حققها مجلس المحافظة والادارة المدنية السابقين . ولكن المؤاخذ عليه هوبقاء إستشراء الفساد الادار ي والمالي في دوائر ومؤسسات الدولة في المحافظة كما هو الحال في باقي المحافظات.
وأدعو الكتل السياسية الفائزة في مجلس المحافظة الجديد وخصوصا تلك التي ستتسنم مناصب عليا والتي ستكون على المحك ، بأن تعمل و بقوة في اكمال المسيرة وكذلك القضاء على الفساد الاداري والمالي والاهتمام بالطبقة الفقيرة وتوفير الخدمات واهمها الكهرباء فان نجحت فستنجح تلك الكتل في الانتخابات القادمة وخصوصا في انتخاب اعضاء مجلس النواب القادم وان فشلت فبالتاكيد سيكون للجمهور راي اخر.
من جانبها تحدثت الناشطة النسوية العلوية أم مصطفى السعبري قائلة :
حقيقة إن عمل مجلس المحافظة السابق وإن أنجز الكثير إلا أنه لم يكن بمستوى الطموح الذي يطمح اليه الشارع النجفي ، وحتى لانظلمهم كان دورهم فاعل في تحقيق الامن والاعمار في المحافظة أما عدى هذا من مكافحة الفساد الاداري والقضاء على الفقر وحل مشكلة الكهرباء ، ولهذا نأمل من مجلس المحافظة القادم ان يكملوا مابدئه مجلس المحافظة السابق من اعمار وان يهتموا بشريحة الشباب وبالاخص العاطلين عن العمل لان البطالة أصبحت مرض يسري وان يرفعوا من المستوى المعيشي للعوائل الفقيرة في المجتمع النجفي ، هذا من جانب اما الخدمات فيجب ان يكون لها الحظ الاوفر من خطط مجلس المحافظة القادم وخصوصاً توفير الكهرباء والمستوصفات الصحية في بعض الاحياء الشعبية .
أما الصحفي رشيد القسام رئيس تحرير مجلة التراث النجفي فأردف قائلاً :مجلس محافظة النجف الاشرف السابق لمسنا منه كثير من البصمات الواضحة للعيان في المدينة وضواحيها من العمران من خلال بعض الرموز الجميلة مثل مطار النجف الاشرف الدولي وجسر المرتضى وفتح بعض الشوارع والساحات والتنظيم فضلاً عن الامن الذي لايختلف عليه اثنان ، ولانخفي ان هناك بعض الهفوات وهذا شيء طبيعي لان اكثر الحكومات المحلية تمر بظروف واخطاء ، ونحن نتمنى من مجلس المحافظة الجديد تحقيق مالم يحققه السابقون والوفاء بعهودهم وقسمهم امام الله تعالى وأمام الشعب والالتفات الى الانسان العراقي (النجفي) الذي عانى الكثير من القهر والظلم والجوع والفقر في زمن النظام المباد والنجف بحاجة الى مشاريع عملاقة خصوصاً وانها مقبلة على أن تكون عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012م والاخوة في مجلس المحافظة سيكونون مواكبين ومعاصرين للحدث وماسيقدمونه سيعرفه الجميع في يوم الحدث من تنظيم وبناء وتطوير وعمران وخدمات في شتى المجالات ومن فتح شوارع وساحات ومسارح ومكتبات وتشجير فضلاً عن التحضير الاعلامي والثقافي لهذا الحدث ، نقول ان مهمتهم ومسؤوليتهم كبيرة وستكون على عاتقهم حصراً .
من جهته أكد الاديب وصاحب محل الخياطة السيد هاشم الغريفي :ان مجلس محافظة النجف الاشرف في دورته الماضية قد عمل وقدم الكثير من الاعمال والمشاريع لخدمة النجف الغالية باهلها وعلى كافة الاصعدة الاجتماعية والسياسية والبنية التحتية سعياً لرضى الله وارضاء الضمير وهذا أمرٌ لاينكره أحد ، فهم مشكورين في الانجازات والاعمار والمشاريع والتطور الذي قدموه وحصل خلال الفترة الماضية من عمر مجلس المحافظة بحيث بات مصدر فخر للمتصدين ومصدر غبطة من باقي المحافظات وبالبديهية أن كل عمل لايخلو من الاخفاقات والسلبيات والطموح أكبر بكثير حتى نصل لمستوى المطلوب الذي كنا نتمناه ويتمناه كل انسان شريف غيور، ونحن بالوقت الذي نثمن ما أنجزه رجال الاعمار في المجلس السابق وهم قلة ومعروفين جيداً في الوسط النجفي نرجوا من مجلس المحافظة الجديد تقديم المزيد وإكمال المشوار والرقي بالمحافظة نحو الازدهار والاستثمار خصوصاً في المجال السياحي لخدمة النجف وابناء النجف الغيارى وان لاينسو الطبقة العاملة والفقيرة وان لايقعوا في الاخفاقات الماضية وان يستفيدوا من تجارب الذين سبقوهم .
فيما أ ضاف الصحفي الاستاذ مازن الحداد قائلاً : لقد حقق مجلس المحافظة المنتهية ولايته لاسيما (كتلة شهيد المحراب) العديد من المنجزات العظيمة يأتي في مقدمتها انشاء مطار النجف الاشرف الدولي وجسر المرتضى والعديد من المشاريع القديمة ونأمل من مجلس المحافظة الجديد ان يستنفر جميع طاقاته لاظهار النجف الاشرف بوجهها الحضاري الحق كونها العاصمة الثقافية للعالم الاسلامي .
https://telegram.me/buratha