أدت موجات الجفاف واقامة السدود الى انحسار واسع النطاق لمياه بحيرة حديثة في محافظة الانبار غرب البلاد الامر الذي كشف النقاب عن مبان عتيقة ومواقع دفن يخشى علماء الاثار ان تصبح نهبا للصوص الاثار والمقابر. وقال ياسين جبارة خبير الاثار الذي يشرف على مواقع حديثة في تصريح صحفي عثرنا في الاونة الاخيرة على مقابر تم نبشها ومحتويات مهشمة من القبور حولها" واضاف انه عثر ايضا على بعض العظام المتناثرة قرب المقابر مشيرا الى ان سبب تناثرها هو المياه التي جرفتها او الانشطة البشرية التي حدثت في عهد ليس ببعيد.
وشوهدت اوعية فخارية اثرية مبعثرة تعرضت للكسر في فترات قريبة على ضفاف البحيرة حيث ظهرت غابة موحشة من الاشجار الجافة في اعقاب المياه التي غمرت المنطقة عام 1986 عقب بناء سد. وأدت سدود اقيمت على مجرى نهر الفرات وموجات من الجفاف الى درجة شديدة من تجفيف بحيرة حديثة خلال العامين المنصرمين. وتقف الاشجار الميتة الان في منطقة موحشة وسط خلفية من الصحراء الجرداء فيما تناثرت بالمنطقة جيف الطيور والحيوانات النافقة.
وقال جبارة وهو يستخلص بقايا اوعية فخارية من بين الاوحال "هناك أناس حفروا ليستخرجوا مثل هذه الاوعية ثم كسروها بحثا عن الذهب بداخلها." ونهب المواقع الاثرية للعراق من المشكلات الشائعة خلال عقود من الحرب والعقوبات ابان فترة حكم صدام وما اعقبها من حالة الانفلات الامني التي عصفت بالبلاد منذ سقوط نظامه عام 2003 عندما نهب اللصوص 15 الف قطعة فنية من المتاحف وحدها. ويقع العراق في قلب منطقة يصفها كثيرون بانها مهد للحضارات مثل الامبراطوريات الاشورية والبابلية والسومرية التي سادت ثم بادت عبر قرون وقرون.
ويشاهد على ضفاف بحيرة حديثة درجات سلالم حجرية واقبية وسقوف لغرف تملؤها الاوحال فيما تفترش سطح الارض اعداد كبيرة من القواقع البحرية التي تخلفت عن انحسار مياه البحيرة. ويرجع كثير من مقابر بحيرة حديثة الى الحضارة الاشورية الا ان المواقع والاطلال الاثرية حولها تمثل خليطا من الحضارات والعصور التاريخية التي تمتد عبر خمسة الاف عام.
ودفن الذهب في الاوعية والجرار الضخمة من عادات ملوك الحضارة الاشورية ومن بين مقتنيات المقابر المشغولات الذهبية والاحجار الكريمة وقوارير المكاحل والكؤوس والاوعية الاخرى. ومن بين الاكتشافات في الاونة الاخيرة الاقراط الذهبية التي توضع في الانف والحجال ومشغولات معدنية اخرى. واذا سار المرء على ضفاف البحيرة لاكتشف شقفات كبيرة الحجم من الخزف والفخار يقول المرشد السياحي انها تشير الى وجود مقابر اسفلها.
وقال مسؤولو محافظة الانبار انهم يخشون من شيوع عمليات النهب التي عصفت بمواقع اثرية اخرى بالعراق.واعرب علي فرج كبير خبراء الاثار بالانبار عن قلقه من ان تصبح عمليات النهب المنظمة مشكلة مشيرا الى خطورة تأثر الموقع الاثري في حديثة.
وقال ان هناك تسعة فقط من رجال الشرطة كلفوا بحراسة 435 منطقة اثرية في الانبار وهي منطقة صحراوية شاسعة. واضاف ان المنطقة بحاجة الى الحماية والى الكثير من الموارد.واسهمت جهود دولية في انقاذ بعض من الاثار المعروفة والمهمة في حديثة قبل ان تغمر المياه المنطقة منذ اكثر من 20 عاما الا ان فرج قال ان المياه ازاحت الستار عن مزيد من المقابر وان هناك الكثير منها لايزال قيد الاكتشاف.
https://telegram.me/buratha