قيود" فتاة في مقتبل العمر من اهالي قضاء بدرة في واسط اراد لها القدر ان تكون طريحة الفراش بعد انفجار لغم ارضي عليها من مخلفات الحرب العراقية الايرانية التي اندلعت في عام 1980 واستمرت لعام 1988 يقول رئيس جمعية المعاقين في واسط ابو جهاد ان المنطقة المحاذية للشريط الحدودي الواقع بين واسط وايران يبلغ طولها اكثر من 120 كم تمتد على سلسلة من الحقول الملغمة بانواع متعددة من الغام الاشخاص الروسية والايطالية ومفرقعات النابالم بعمق كيلو متر واحد.
لم تكن "قيود" ولدت بعد عندما اندلعت الحرب العراقية - الايرانية ولم يكن لها اي ذنب في اندلاع تلك الحرب، لكنها اخذت حصتها منها بعوق مستديم في الساقين واضرار في البطن. يمضي ابو جهاد بالقول: تمتد على الشريط الحدودي بين واسط وايران قرى اصبحت شبه مهجورة بسبب كثرة الالغام المنتشرة والمبعثرة في مناطق متفرقة ومنها قرية دلي علي وقرية البدو الرومي وقرية كنجيبة ومناطق زرباطية وجصان، وهناك قرى سجلت الاحصاءات ان نسبة 50 بالمائة من سكانها معاقون بسبب مخلفات الحروب.
في بيت يبعد كيلو متر واحد عن منزل "قيود" تسكن "سحر" التي لم تتجاوز من العمر 15 عاما والتي فقدت ساقها اثناء رحلتها اليومية في رعي الاغنام الذي يعد مصدر عائلتها الرئيس للعيش. في عام 2004 انفجر تحتها لغم ارضي بينما كانت ترعى الغنم على مقربة من دارها. تقول سحر: هرع اهلي وعدد من سكان المنطقة نحوي لسماعهم دوي الانفجار فتم نقلي الى المستوصف الحكومي في بدرة ليتم بعدها نقلي بسيارة اسعاف الى مدينة الكوت لاجراء عملية جراحية، اتفق الاطباء في حينها على بتر ساقي المهشمة. يؤكد ابو جهاد ان المناطق الحدودية في واسط تتمع بخضرة واسعة نتيجة لطبيعة المنطقة الجبلية واعتدال الطقس، لذا يرتادها اغلب رعاة الاغنام والمواشي غير مبالين بما يخفي لهم القدر.
وتلقي سحر باللوم على الحكومة المحلية في محافظة واسط: لماذا هذا التجاهل لمناطق الحدود الشرقية؟ ولماذا لا تقوم المنظمات والجهات الحكومية برفع المخلفات الحربية التي تركها النظام المباد؟ يشير ابو جهاد: نحن منظمة انسانية نسعى الى وضع حد للضحايا التي تسببها مخلفات الحروب ومنها الالغام، ونطالب بعقد مؤتمر اعلامي يجمع قادة الرأي ورؤساء الوحدات الادارية في المحافظة واطلاق حملة وطنية لتوعية القاطنين بالمناطق الحدودية لتجنب حقول الالغام، لان الحقول اصبح من الصعب تحديدها بسبب تعرية التربة والتغيرات الجيولوجية التي طرات عليها جراء انجراف سيول الامطار التي تجرف بالالغام بعيدا عن مناطقها المحددة.
ويضيف: كانت قوات الجيش اثناء المعارك تعتمد انشاء الحقول على وفق نظام يتضمن خطا اماميا، ويشمل خندقا بعرض ثمانية امتار وعمق ثلاثة امتار يملأ بالغام متنوعة مضادة للدبابات والاشخاص واسلاك شائكة وحديد تسليح لتأتي في الخط الثاني حقول الغام للاشخاص وخط ثالث يتضمن الغام دبابات واشخاص ومشاعل عثرة وبعدها مانع سلكي يحتوي على انواع سلكية ضد الاشخاص يطلق عليه مانع ذو الجناحين ومانع منفاخي ثلاثي وخلفها منظومة من الالغام النابالم المصنوعة من قبل هيئة التصنيع العسكري، وهي عبارة عن براميل بلاستيكية سعة 40 لترا تملأ بمادة النابالم وتزود بصواعق تفجير تربط باسلاك كهربائية تنتهي بمفجر يتم التحكم به من مقرات الوحدات العسكرية.
ساجد ملا حمزة "احد سكنة زرباطية" يقول: اعتدنا على سماع الانباء بان احد سكان القرية او القرى المجاورة اصيب بانفجار لغم ارضي ولا نستغرب وفاته او بتر احد اجزاء جسمه بعد حدوث الانفجار. ويردف: اطالب الحكومة برفع جميع المخلفات الحربية التي اصبحت تفتك باطفالنا وشبابنا ونسائنا حتى هجر هذه المناطق العديد من السكان. ويحذر ابو جهاد من ان وجود هذه الكميات من الالغام والمخلفات الحربية قد تكون وسيلة لتجهيز الارهابيين والمسلحين بكميات من المتفجرات لان لغم الدبابة الروسي الذي يتراوح وزنه بين 15 - 25 كغم يحتوي على مواد شديدة الانفجار
https://telegram.me/buratha