تزخر سيرة المرجع الاعلى الامام السيد حسن الحكيم بالعديد من المواقف التي خلدها التاريخ فضلا عن المكانه العلمية التي كان يتبوئها باعتباره مرجع الامة وموئلها .
فقد تصدى المرجع السيد محسن الحكيم بكل شجاعة لمنهج التكفيريين والإرهاب في فرض الآراء والتطرف وكان له موقفا واضحا في نصره العدل والدفاع عن المظلومين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحفاظ علي الدين والشريعة من كيد الإعداء، وتحريف المحرفين.
ومن حق الأمة الإسلامية أن تقرأ منجزاته وأعماله بصفة عامة باعتباره مرجعا إسلاميا ومشروعا نهضويا وثقافيا وتعبويا لمدرسة أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) لمدة خمس عشرة سنة (1375 -1390هج) وبشكل خاص في مجالات الوحدة والتقريب بين .
ومن هنا خلدت المواقف للمرجع الحكيم كونها وطنية بحته ولم تنطلق من فئوية وطائفية وتهم الطائفة الشيعية التي كانت بحاجة الى من ينصرها في تلك الحقبة المظلمة في العراق حيث تلبد غيوم البعث على الأجواء في البلاد وحاربته القوى والتيارات الإسلامية التي اعتبرها العدو الأول لنظامه ، فكانت وقفات المرجع الأعلى الإمام الحكيم بالند لها ، وما بياناته الخالدة التي حجمت من بطش البعثيين والشيوعيين آنذاك وقد افتى بكفرهم عندما نالوا من علماء بغداد والموصل ، فضلا عن تحريمه القتال مع الكرد وهي فتوى اشهر من نار على علم وأحدثت ما أحدثت وقتها في صفوف مقرعي طبول الحرب.
واما على الصعيد العربي والإسلامي فكان للإمام الحكيم الدور البارز في قضية فلسطين ومساندتها في محنتها ، فضلا عن دوره في الحفاظ على علماء الامة وقادتها كرسالته إلى جمال عبد الناصر حاكم مصر حول قضية إعدام سيد قطب المفكر الإسلامي المصري.
هذه المواقف وغيرها لم تكن طارئة على المرجعية العليا على طول تاريخها حيث انبرت دوما للتصدي لمحاولات الاعتداء والإساءة للأمة ومصالحها ، بل هي من صميم الواجب الشرعي والوطني والإنساني الذي يعمل عليه المرجع وان كان إطاره الفقهي والأصولي جعفري ، وهو الأمر الذي عمل به أئمة أهل البيت عليهم السلام وربوا به حملة علمهم.
https://telegram.me/buratha