الصباح
من مجرد فكرة قبل خمس سنوات إلى حقيقة واقعة في 2008 النجف الاشرف - عدنان السوداني اخيرا أصبح الحلم حقيقة وصار في ارض النجف الاشرف مطار دولي اعطى للمحافظة اهتمامات متعددة في جوانب مختلفة في مجالات السياحة الدينية والحركة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية مثلما منح ابناءها وابناء المحافظات المجاورة فرصة العمل والسفر والتنقل !
مطار النجف الاشرف الدولي الذي كان عبارة عن (شقة) عسكرية قديمة انشئت في زمن النظام المباد تحول اليوم بفعل الخيرين من ابناء المحافظة الى مطار دولي يشار له بالبنان و تم درج اسمه ضمن المطارات العالمية التي يتجه اليها المسافرون من مختلف الدول العربية والاسلامية وحتى الاوروبية من القاصدين زيارة مرقد امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام), اضافة الى الباحثين عن فرص الاستثمار في هذه المحافظة المقدسة والراغبين في مد جسور التواصل مع ابنائها .في هذا التحقيق الصحفي نحاول ان نضع القارئ في الصورة الكاملة التي بدأت رتوشها في العام 2003 لتكتمل ملامحها في العام 2008 لقصة انشاء المطار ومن هم الجنود المجهولون الذين واكبوا حملات البناء فيه من اعضاء مجلس المحافظة ومن المسؤولين في الادارة المدنية ومن الفنيين ومن جميع الحلقات الساندة , ولكي تأتي الحقائق التاريخية في المتابعة والعمل والابداع والتصدي لهكذا مشروع عمراني واقتصادي وسياحي ضخم كان لابد لنا ان نلتقي بالمهندس حازم الحيدري عضو مجلس محافظة النجف الاشرف رئيس اللجنة السباعية المشرفة على اعمال بناء المطار ليحدثنا على اوليات الموضوع من الفه الى يائه. - من هنا جاءت الفكرة !قال المندس حازم الحيدري رئيس اللجنة المشرفة على المطار ان فكرة انشائه جاءت في العام 2003 ومن خلال تسلمنا لعضوية مجلس المحافظة في دورته الاولى , فبعد ان كانت هناك (شقة) عسكرية انشئت في زمن النظام المباد حاولنا وسعينا جاهدين لانشاء مطار من خلال الاستفادة من هذه الشقة العسكرية والتقينا حينها بالجانب الاميركي وتباحثنا معه بشأن الموضوع لكننا لم نوفق في تنفيذ مسعانا الى ان جاء القرار الجمعي في زمن الدورة الثالثة لمجلس محافظة النجف الاشرف في العام 2005 ومن خلال طرح الموضوع من قبلي في احدى الجلسات لنتخذ القرار حينها بالمباشرة بانشاء المطار وبطريقة الاستثمار , وبالفعل بحثنا عن مستثمرين وقد وقع الاختيار على شركة (فهد البصرة) والتي لم توفق في استثمار المطار بسبب عدم حصول موافقات وزارة النقل , لنحول خط الاستثمار الى شركة اخرى هي شركة (ساحل الجزيرة ) وهي شركة مشتركة لعراقيين واماراتيين ولم توفق هي الاخرى بسبب رفض الوزارة . - قرار التنفيذ المباشر لمجلس المحافظة واضاف السيد الحيدري قائلا : هذا الحال الذي جعل الشركات العمرانية تبتعد عن عملية استثمار المطار بسبب عدم وجود قانون يحمي المستثمر حينها. ادى الى دفع مجلس محافظة النجف الاشرف لاتخاذ قرار بناء المطار بطريقة التنفيذ المباشر من قبل ابناء المحافظة وبتمويل من اموال الاعمار , لتتم المباشرة بالبناء بعد ان استقطعنا مبالغ من اموال الاعمار وتنمية الاقاليم .وكانت اللجنة السباعية التي شكلها مجلس محافظة النجف الاشرف قد اخذت على عاتقها مسؤولية المتابعة والاشراف وتألفت اللجنة التي ترأسها اعضاء المجلس ( منير الجعيفري ورياض بحر العلوم وبراك الشمري وفايد الشمري وناظم العيساوي وناصر الموسوي) وكانت للادارة المدنية ممثلة بشخص المحافظ الاستاذ اسعد سلطان ابو كلل ونائبه الاستاذ عبد الحسين عبطان جهود كبيرة في تسهيل مهمة عمل اللجنة اضافة الى جهد رئيس مجلس المحافظة الاستاذ عبد الحسين الموسوي - تعريض المدرج وزيادة طوله واشار رئيس اللجنة الى اولى الخطوات التي تم تداولها في موضوع البناء وانشاء المطار والتي تضمنت وكحالة اولية من الاهتمامات تطوير المدرج وتوسعه من (30 مترا) الى (60 مترا ) لكي يستقبل الطائرات الصغيرة والمتوسطة مع التخطيط بزيادة طول المدرج وانشاء قاعة للمسافرين لتتبعها مرافق المطار الاخرى والتي اسند امر انشائها الى شركات مقاولات نجفية صاحبة تميز وعطاء , وبلغت تكاليف المرحلة الاولى من مشروع مطار النجف الاشرف الدولي (40) مليون دولار . وقال المهندس حازم الحيدري ان المرحلة الثانية من مشروع المطار تضمنت اكمال جميع متطلبات المطار وتجهيزه باجهزة ومعدات الملاحة الجوية والمراقبة والخدمات والاليات والاطفاء وبرج السيطرة ليصبح مجموع ماتم صرفه بحدود (35) مليون دولار , وكان دولة رئيس الوزراء قد قدم للمحافظة دعما ماديا بقيمة (50) مليون دولار تسلمنا نصف المبلغ وموعودون بتسلم النصف الثاني قريبا , اما مبلغ استثمار المطار البالغ (50) مليون دولار سوف يستفاد منه في المشاريع المختلفة. - الافتتاح في تموز والرخصة الدولية في تشرين الثاني في العشرين من تموز العام 2008 تم الافتتاح الرسمي لمطار النجف الاشرف الدولي وشهد يوم الافتتاح كرنفالا شعبيا ورسميا عرضت فيه جميع الفعاليات من المحافظة والمحافظات المجاورة وتزامن ذلك مع هبوط اول طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية والتي أقلت دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي , تبعها هبوط طائرة اخرى آتية من دولة الكويت الشقيقة اقلت المسؤولين في شركة العقيق الكويتية المسؤولة عن ادارة المطار وتشغيله , وعلى الرغم من الافتتاح الرسمي للمطار فان السعي بقي متواصلا لاستحصال موافقة الطيران المدني العراقي لاعتماد المطار دوليا ومنحه الرخصة الدولية لتواجه المشرفين على المطار من اعضاء اللجنة السباعية ومن المسؤولين في الادارة المدنية مشكلة اكمال النواقص ومتطلبات الرخصة الدولية التي تمنحه جواز اعتماده كمطار دولي وتم تحديد لائحة تقدر بـ(40) فقرة تشتمل على نواقص مختلفة قال عنها رئيس اللجنة المشرفة على المطار انها متطلبات صعبة لكنها لم تقلل من تعاضد المشرفين وهمتهم ليتم بعدها وعن طريق مقاولين محليين شراؤها وتامين وصولها من مناشئ انكليزية واوروبية وكان من بينها اجهزة التقرب والنزول (vor) و( ils) مع تاكيد دائرة الطيران المدني على ضرورة ربط منظومة الاضاءة للمدرج ونصب اجهزة الاضاءة وبالفعل تحقق كل ما تم طلبه منا وبفترة قياسية لنحصل في 15/ 11/ 2008 على الرخصة الدولية التي منحت المطار شهادة طيران عالمية جعلته جاهزا لاستقبال الرحلات الدولية لطائرات البوينغ (737) بجميع انواعها اضافة الى الطائرات الصغيرة . - طائرات كبيرة ورحلات أسبوعية متواصلة وعن مديات العمل المستقبلي للمطار والاليات التي تسعى الجهات المشرفة عليه لتنفيذها وظروف استقبال المسافرين والطائرات الكبيرة وتنظيم الرحلات الاسبوعية واليومية قال المهندس حازم الحيدري : استقبل المطار عددا من الرحلات الاتية من دولة الكويت ومن قطر وعمان اضافة الى استقبال طائرة الحجاج العراقيين العائدين من الديار المقدسة , والسعي متواصل لعقد عدد من الاتفاقيات الدولية لتسيير رحلات منتظمة الى عدد من دول العالم بعد ان كانت مقتصرة الى دبي وبيروت واربيل والسليمانية وهناك رحلات في الايام القليلة المقبلة ستنطلق من مطار النجف الاشرف الدولي الى مشهد والقاهرة وعمان . واردف الحيدري قائلا : ان الشركة الوطنية للطيران الاردني ستقوم بانزال طائرات كبيرة بسعة (250) راكبا وجاء ذلك من خلال حضور الكابتن رئيس الشركة الى ارض مطار النجف وتصريحه بعد الوصول بان مطار النجف الاشرف الدولي يعد من أسهل المطارات في العالم التي لاتسبب مشاكل للطيارين عند الهبوط , ومسعى رئيس الشركة الاردنية وتصريحه هذا هو بداية لفحص مدرج المطار وبيان مدى تحمله للطائرات الكبيرة . - استقبال ثلاثة ملايين مسافر هذا العام وتطرق المهندس الحيدري الى الطاقة الاستيعابية للمطار في حلته الحالية قائلا : ان الطاقة الاستيعابية لمطار النجف الاشرف الدولي وكمرحلة اولى لتشغيله هي مليون مسافر سنويا , وان خطة المحافظة تتجه نحو توسعة المطار لتصل طاقته الاستيعابية الى ثلاثة ملايين مسافر سنويا وذلك بعد الاستفادة من المبالغ الاستثمارية المتأتية من مشروع استثمار المطار من قبل شركة العقيق الكويتية والبالغة (50) مليون دولار كمبلغ استثماري يضاف لاكمال منشآت المطار لاغراض التوسعة ومن بينها طرق الزوغان ( الكتسي وي ) وبناء (هنكر ) للطائرات . - السيادة الجوية وسألنا رئيس الهيئة المشرفة على المطار عما اذ كان ان هناك تدخل من الجانب الاميركي بخصوص المطار وتنظيم الرحلات من هذه الدولة او تلك ومانوع المساعدة التي تقدمت للمحافظة فاجابنا قائلا : لايوجد أي تدخل من الجانب الامريكي في ما يخص سيادتنا على ارض المطار وسمائه تجاه الرحلات الجوية من والى النجف باتجاه أية دولة في العالم , بل ان حقيقة الامر اشارت الى ان الاميركان هم من ساعدونا في استحصال الرخصة الدولية وكانت هناك معنا ايضا شركتان اميركيتان هما (ستانلي وبوينغ) قد حضرتا الى المطار لاعطائنا المشورة الفنية في تنفيذ تصاميم المطار وزيادة الطاقة الاستيعابية له - مردودات المطار المستقبلية وكشف الحيدري عن المردودات الاجتماعية والاقتصادية لمطار النجف الاشرف الدولي قائلا : ان وجود المطار على ارض النجف الاشرف كان عاملا مهما في توفير فرص عمل لأكثر من (500) شخص من مختلف الاختصاصات.وهذا يعني ان اضعاف هذا العدد من العوائل النجفية يعيش الان على المطار وان المردودات المادية للرحلات الجوية ستلقي بظلالها الاقتصادية على اقتصاد المحافظة وسيلاحظها المواطن النجفي في الايام المقبلة وبعد ان تزداد اعداد المسافرين والرحلات الجـوية من والى النجف حيث ان التخطيط المتوقع لاعداد الرحلات الجوية في الاشهر المقبلة يصل الى عشرين رحلة اسبوعيا وهذا بحد ذاته سيغير من واقع السوق الاقتصادية ومن حركة السائحين والزائرين للمحافظة . - 40مليون هندي يرومون زيارة النجف وعن التوجه الجديد للمحافظة في تشغيل المطار قال المهندس الحيدري : تم الاتفاق مع عدد كبير من شركات الطيران العربية وفي الدول الاسلامية كمرحلة اولى ويستمر العمل للتفاوض مع عدد من شركات الطيران الاوروبية في هولندا وبريطانيا والدانمارك وعدد من الشركات الهندية خصوصا اذا ماعرفنا ان هناك بحدود (40) مليون هندي من طائفة البهرة يرومون دخول النجف باستخدامهم للمطار وهذا بحد ذاته رقم كبير وقياسي لزوار العتبات المقدسة قياسا بالعدد الكبير للدول الاسلامية التي تطالب بانزال طائراتها في مطار النجف الاشرف الدولي. - تسعيرة الطيران .. مالها وما عليها أشار رئيس اللجنة المشرفة على مطار النجف الاشرف الدولي في معرض اجابته على تساؤلنا حول تسعيرة التذاكر في مطار النجف وهل كانت تلبي طموح المواطن النجفي وهل كان للمحافظة رأي في تحديد اثمانها قائلا: ان التسعيرة الاولية للرحلات التي تكون باشراف الخطوط الجوية العراقية تقرب من تسعيرة مطار بغداد الدولي ولكن نحن كنجفيين ليس هذا طموحنا ونرغب بتخفيض الاسعار لدعم زوار العتبات المقدسة لكن الامر ليس بيدنا وانما بيد شركات الخطوط الجوية والشركة المسؤولة عن تشغيل المطار رغم رغبتنا بتخفيض الاسعار حتى يكون باستطاعة أي زائر واي مواطن نجفي السفر عبر الجو من دون تحمل تكاليف باهظة وهذا سيتحقق عبر المنافسة ما بين شركات الطيران العالمية والعربية والشركات العراقية القديمة والمستحدثة والتي من بينها شركة الخطوط الجوية النجفية التي تم تشكيلها مؤخرا بقرار من مجلس محافظة النجف الاشرف من اجل خلق فرص عمل واستثمار لابناء النجف وخلق حالة تنافس في اسعار الرحلات الجوية مع باقي الخطوط الجوية العاملة في العراق بالاضافة الى قيامها بزيادة عدد الرحلات الجوية القادمة والمغادرة, واضاف رئيس الهيئة المشرفة على المطار : ان الشركة ستبدأ عملها برأسمال عراقي قدره خمسة مليارات دينار وسوف يزداد راس المال في حالة بيع اسهم في سوق الاوراق المالية ونتوقع ان يصل راس مال الشركة الى (200) مليار دينار. - مستلزمات المطار وختم رئيس الهيئة المشرفة على مطار النجف الاشرف الدولي حديثه عن المستلزمات الاخرى التي يحتاجها المطار في المرحلة المقبلة والمتضمنة انشاء سوق حرة وابراج للاتصالات وخطوط للتاكسي قائلا : ان جميع فرص الاستثمار داخل المطار حول الامور المشار اليها تضطلع بها شركة العقيق الكويتية لاعلانها الى المستثمرين العراقيين من خلال اما المزايدة العلنية او الاتفاق المباشر لغرض تحقيق واردات الى المطار وكما هو معمول به في معظم مطارات العالم.
https://telegram.me/buratha