في حوار خاص لجريدة «الدار» اكد وزير المالية العراقي باقر صولاغ الزبيدي ان القمة الاقتصادية قد عقدت في ظروف صعبة ومعقدة في ظل انقسام بين بعض الشعوب العربية وبالرغم من ذلك استطاعت القيادة الحكيمة لامير الكويت ان تصل الى المصالحة بين الرؤساء والزعماء العرب، مشيرا الى ان هذه القمة بحكمة امير الكويت قد اذابت وكسرت الجليد ولولا هذه المعالجة لانقسم العالم العربي الى شقين.
في البداية سألنا الوزير الزبيدي هل وجهتم دعوة للمستثمرين العرب للاستثمار في العراق؟
- فأجاب نعم بلا شك الدعوة مفتوحة لشعبنا في الكويت وخصوصا المستثمرين والتجار والصناعيين للبدء في العمل والاستثمار في العراق وفق القانون رقم 13 للاستثمار وللعلم كل محافظة الان لديها صلاحيات كبيرة لمنح الفرص الاستثمارية بل ان كل محافظة لها ان تقوم بمشاريع كبيرة وتوفر لها الميزانيات لما يصل الى 250 مليون دولار دون الرجوع الى المركز في بغداد، للحقيقة نحن نحتاج فعلا للمستثمرين وكذلك لتنشيط السياحة حيث المتوقع ان يدخل للعراق اكثر من 20 مليون سائح في مجال السياحة الدينية وكذلك يمكن الاستثمار بقطاع الفندقة وقطاع النقل وخصوصا حركة الطيران بين الكويت والنجف الاشرف في مطارها الجديد وبغداد، وكذلك يمكن الاستفادة من قطاعات الاستثمار الاخرى في بناء المستشفيات والمساهمة في بناء خط سكة حديد تربط الخليج عبر الكويت وعبر العراق الى اوروبا، وبالتالي تنشيط هذا المحور الاقتصادي والتجاري المهم، واضف الى ذلك ان هناك قطاعات استثمارية كثيرة يمكن الاستفادة منها داخل العراق بمجرد الاطلاع على قانون الاستثمار رقم 13.
كيف وجدت نتائج القمة الاقتصادية في دولة الكويت؟
- اولا يجب ان نؤكد ان القمة الاقتصادية عقدت في ظل ظروف صعبة ومعقدة وانقسام عربي واضح خصوصا بعد مؤتمر الدوحة وما حصل في غزة من جريمة بشعة في الاعتداء على شعبنا الفلسطيني وقتل الاطفال والنساء وكذلك في ظل الازمة المالية ورغم ذلك استطاعت القيادة الحكيمة لصاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان تنجح في المصالحة بين الزعماء العرب، نعم لم تصل هذه المصالحة الى عمق القضايا المختلف عليها ولكن نستطيع ان نقول انها كسرت الجليد وانه لولا هذه المصالحة لانقسم العالم العربي بالفعل الى نصفين وعادت بنا الذكريات الى اكثر من 30 سنة، وسيتحول بلا شك هذا الخلاف في وجهات النظر الى صراع وبالتالي سيؤثر سلبا على وحدة الامة العربية ولذلك كانت مبادرة سمو الامير مبادرة ناجحة في لم الشمل والمصالحة بين زعماء العرب ونتمنى ان تتطور لتواجه الازمة المالية التي بدأت في قطاع الائتمان في الولايات المتحدة الاميركية ودخلت كل بيوت العالم وكانت هذه الازمة دخلت في مراحل متعددة من قطاع الائتمان الى القطاع الاهم وهو القطاع الصناعي والقطاعات الاخرى وبالتالي تركت اثرها في كل بيت.
من هنا جاءت القمة الاقتصادية وكنت اتمنى ان يأخذ المشروع الذي طرحه سمو الامير اهتماما اكبر من قبل الزعماء العرب ومن قبل المشاركين في تأسيس صندوق التنمية لمنح القروض الميسرة والصغيرة لكي نقضي على البطالة حيث ان القضاء على البطالة في الامة العربية يعني القضاء على الارهاب لان هناك علاقة واضحة بين الارهاب والبطالة حيث تستغل التنظيمات الارهابية الشباب العاطل عن العمل واتمنى لهذا المشروع النجاح، ونشكر سمو الامير لتبرعه بنصف مليار دولار لهذه القروض واتمنى ان تستمر هذه المبادرة وتستكمل نجاحها لكي تكون هذه القمة قمة ناجحة ورائدة حيث انها استطاعت الى حد ما ان تحل الكثير من المعضلات في المنطقة.
ما مدى تأثير الوضع العالمي الاقتصادي على الاقتصاد العراقي؟
اؤكد ان كل البلدان سوف تتأثر بهذه الازمة الاقتصادية لكن باعتبار ان العراق غير مرتبط بطريقة او باخرى بالاقتصاد العالمي لم تتضرر المصارف ولا حتى السوق المالية العراقية، اليوم اصبح افضل استثمار في المنطقة هو الاستثمار في السوق المالية العراقية حيث ان قيمة السهم هي اقل من ربع قيمة الموجودات لكل مشروع من المشاريع التي دخلت السوق المالية العراق لذلك لم تتأثر بل ارتفعت في حين انخفضت الاسهم الاخرى بسبب عدم ارتباطها بالنظام العالمي، ولكن الذي اثر على العراق تأثيرا كبيرا هو انخفاض اسعار النفط الى الثلاثينات مما ترك اثار سلبية على الاقتصاد العراقي واضطررنا الى تخفيض الموازنة احد عشر مليار دولار حيث كان من المقرر ان تكون موازنة العراق عام 2009، 70 مليار دولار واضطررنا لتخفيضها الى 59 مليار دولار لدينا عجز في حدود 20 مليار دولار ولذلك نحن نعتقد اننا سنشهد عاما صعبا يمكن تجاوزه لكن سيترك اثره على عام 2010.
كم يبلغ حجم الديون العراقية؟
استطعنا من خلال علاقتنا مع صندوق النقد الدولي وعلاقتنا في دول نادي باريس والقرار الدولي في تخفيض ديون العراق بنسبة بين 80 الى 100 في المئة بالنسبة للدول العربية كانت الريادة للامارات العربية المتحدة التي خفضت ديونها بنسبة 100 في المئة وفي دول العالم هناك اكثر من 43 دولة خفضت ديونها بين 100 في المئة وبين 80 في المئة فعلى سبيل المثال الولايات المتحدة وقبرص وغيرها خفضت 100 في المئة والاتحاد السوفيتي او روسيا خفضت 93 في المئة وصربيا 90 في المئة فاستطعنا ان نخفض حتى الان ما مجموعة 80 مليار دولار من ديون العراق التي تركها النظام الدكتاتوري الدموي والتي تجاوزت 140 مليار دولار ولا زال هناك نقاش مع بعض الدول العربية حتى تلتحق بالركب وتساهم في مساعدة الشعب العراقي الذي يعيش تركه ثقيلة من افعال للنظام الديكتاتوري.
هل تم الحديث بينكم وبين دولة الكويت حول ديون العراق؟
زرت الكويت مرات كثيرة وتحدثنا حول هذا الموضوع واعتقد ان هناك تفهما من الجانب الكويتي واعتقد ان هذا الموضوع سيحل لاحقا ان شاء الله من خلال المفاوضات الاخوية بين البلدين.
برأيك هل ستكون هناك مقايضة بين الكويت والعراق بأن تمنح العراق الماء للكويت مقابل تنازل الكويت عن هذه الديون؟
- اعتقد ان العراق يجب ان يتعاون مع الكويت لاسباب عديدة اولا لان الكويت عانت من نظام صدام حسين الكثير الكثير وبالتالي الكويت ساعدت العراقيين قبل واثناء وبعد سقوط النظام الديكتاتوري لذلك نحن مستعدون للتعاون مع الكويت وشعبها حتى دون اسقاط الديون سواء في مجال الماء او في مجال الغاز او مجال فتح الاستثمارات للمستثمرين الكويتيين لاننا نعتقد ان لهم الاولوية في مجال الاستثمار اولا كحق الجيرة ومن ثم علاقة المصاهرة والصداقة والعلاقة الايجابية بين البلدين يجب ان نستثمرها وان تتطور ويجب الا نسمح للدخلاء وللمغرضين ان يؤثروا على العلاقة بين البلدين.
ماهي مشاريعكم المستقبلية مع الكويت ومع باقي الدول الاخرى؟
- نحن منفتحون على كافة دول العالم ولدينا كما ذكرت قانون الاستثمار 13 ويمكن الاطلاع عليه ليساهم المستثمرون في اعادة اعمار العراق والاستثمار فيها.
كيف يتواصل المستثمر الكويتي مع الجهات المختصة في العراق؟
- عليه فقط الاتصال بهيئة الاستثمار او الاتصال بالمحافظات مباشرة حيث انه لكل محافظ صلاحية كبيرة وكذلك لمجلس المحافظة وبامكانه منح مشاريع وفرص استثمارية والموافقة عليها بشكل مباشر.
هل يمكن بناء علاقة مميزة وقوية قائمة على الاخوة والجيرة بين البلدين من جديد؟
- بلاشك ويجب ان نؤسس لعلاقة اخوية بين الشعبين الشقيقين بعد ان اساء لها النظام الديكتاتوري وازلامه الذين يعيثون في العراق فسادا، والان ومن المهم جدا التركيز على بناء هذه العلاقة من خلال فتح كل الملفات ودون التردد وتسوية كل الامور العالقة بين البلدين والانطلاق نحو الاستثمار ونحو الاعمار ونحو التعاون.
متى سنرى عراقا قويا اقتصاديا وماذا ينقصكم لتحقيق ذلك؟
- العراق اولا يعاني من الديون والان قطعنا مرحلة تجاوزت نسبة 90 في المئة في خفض ديونه البالغة اكثر من 140 مليار دولار كما ذكرت، والعراق لديه بنى تحتية متهالكة ومتعبة وقد بدأنا في اعادة بناء البنى التحتية قدر الامكان واعتقد ان العراق سينطلق عندما يفتح باب الاستثمار في كافة المجالات بدءا من قطاع النفط ومرورا بقطاع الكهرباء وقطاع السياحة وغيرها من القطاعات عند ذلك نعتقد ان العراق سيبدأ نهضة اقتصادية كبيرة.
كثر الحديث حول ان القوات الاجنبية ستنسحب من العراق قبل حلول 2011 فما صحة ذلك؟
- لقد استمعنا الى حديث الرئيس الاميركي الجديد الذي اعلن في الدقائق الاولى من توليه المنصب جهارا نهارا بان الجيش الاميركي سينسحب من العراق ويترك مقاليد البلاد لاهلها والاتفاقية التي وقعت تؤكد ذلك.
https://telegram.me/buratha