على عكس ما كانت عليه الأوضاع في ميسان بعد تطبيق خطة فرض القانون ، من انحسار للمليشيات الإجرامية وفرض هيبة القانون خلال الأيام الأولى من الخطة .. شهدت الأيام القليلة الماضية تحولا خطيرا حيث بدأت عناصر خارجة عن القانون بممارسة نشاطها وإعادة الصور والملصقات العائدة لتلك الجهة ورموزها على الشوارع الرئيسية والأماكن العامة في المدينة بل ووصل الحال إلى سيطرات الشرطة والجيش بما ينذر بعدوة النشاط الاجرامي للمليشيات في العمارة ونسف كل الجهود التي بذلت في خطة فرض القانون (بشائر السلام) .
ولعل الاسباب وراء هذا التراخي من قبل الاجهزة الامنية هو تعاون قضاة المحكمة مع المجرمين حيث ان اغلب من القي القبض عليهم اطلق سراحهم ومن بينهم مجرمون معروفون يطلق عليهم بـ(الصكاكة) ولعل اغرب ما سمعناه هو اطلاق سراح قائد المليشيات الاجرامية المدعو (شيخ حميد الفريجي) بعد يومين فقط من اعتقاله ولا نعرف السر من وراء ذلك حيث ان المذكور مسؤول عن الكثير من العمليات الاجرامية ، وربما الخوف من اتباعه كان السبب من اطلاق سراحه حيث ان القضاة في محافظة ميسان لا يملكون الشجاعة الكافية لاصدار احكام بحقهم (عدا بعض القضاة) . جدير بالذكر ان المطار الذي تتواجد فيه القاعدة الرئيسية للجيش في العمارة تعرض قبل ايام الى قصف بالهاونات والصواريخ مما سبب في اطلاق سراح المدعو (شيخ حميد).
ولعل من الشواهد على تردي الامن في هذه المحافظة المجروحة هو اغتيال احد منتسبي الشرطة في منطقة الماجدية قبل يومين من قبل العناصر الخارجة عن القانون وكذلك تعرض بيت طبيب معروف الى السرقة وقتل وحرق زوجته والتي هي والدة احد القضاة في وضح النهار وقرب نقطة للشرطة مما يدلل على عودة الجريمة والمجاميع المسلحة الى الشارع الميساني لتمارس اساليبها وممارساتها القديمة.
وقبل ان (يقع الفأس بالرأس) ، نناشد وزارتي الدفاع والداخلية والحكومة المركزية باتخاذ الاجراءات الازمة لردع هؤلاء قبل ان تفقد السيطرة على الواقع مرة أخرى وارسال اللجان والوفود من الحكومة المركزية لدراسة الوضع الحالي وايجاد الحلول حتى لو تطلب الامر اعادة تفتيش البيوت من جديد بعد ان بدأت الاسلحة التي خبأتها المليشيات تظهر من جديد وتنقل الى بيوت العناصر الخارجة عن القانون في ظل هذا التراخي الامني الواضح؟
https://telegram.me/buratha