الخالص – ديالى تايمز
لاناتي بجديد عندما نقول بان العقيد حسين كاظم همهم ، اشهر من نار على علم سواء في مدينة الخالص وارجاء محافظة ديالى الاخرى ، فالرجل وبعد احالته على التقاعد ، انصرف الى مهنة والده وعائلته في تجارة الأقمشة وافتتح محله وسط سوق الخالص ، الا ان احساسه بحاجة الوطن وابناء المدينة له بعدما تمادى التكفيريون في غيهم ، حسب تعبيره ، جعلته ان ينتفض ويعود الى زيه الكاكي ويحتضن البندقية بدلا من الحرير والنساء الناعمات ، وشمر عن ساعده في تشكيل نواة فوج مازال يحمل اسم همهم رغم ابتعاده عن قيادته قسريا منذ اكثر من عام ، بعدما توهمت قوى الشر النيل منه ومن انتصارات فوجه ، بعدما استجمعت كل كيدها ضده وزجته ، في غفلة من الطيبين والاخيار ، في بوكا. واليوم وبعد التاكد من براءته من التهم المنسوبة اليه واطلاق سراحه من معتقل بوكا ، كان لموقع ديالى تايمز هذا الحديث معه .
- نبدأ من حيث انتهيت ، اين انت الان ؟
أنا ألان في مدينتي العزيزة التي أبت أن تقع بين مخالب القاعدة البغيضة . بين أهلي وأصدقائي وأحبائي الذين قالوا لا للقاعدة ونعم للحياة الحرة الكريمة أتجول بين أحيائها وأزقتها وأتمتع بالأمن و السلام الذي ساد الخالص بكل قراها وقصباتها.
- ماذا تقول الان ، هل انت برئ مما نسب اليك؟
بالتأكيد ، وألا لما أنا معك ألان تحاورني .....برئ من كل التهم الملفقة والكيدية التي حيكت عني في دهاليز الظلام من قبل قادة تنظيم القاعدة . فما عملته كان بمهنية عسكرية صادقة وبوطنية عالية وهذا ما اغاضهم ودعاهم الى تلفيق التهم الكيدية لكن الله في المرصاد وقد اظهر الحق على الباطل . فلم أكن في يوم من الايام قاتل، فانا انسان معتدل غير طائفي ودافعت عن المدينة بما فيها من سنة وشيعة عرب واكراد وتركمان ولم يكن هناك أي ميل الى أي جهة وكما اني لا انتمي الى أي حزب او تكتل او تيار ....انتمائي هو لعراقيتي فقط واعتز بذلك.
- وبالمناسبة ماهي تهمتك التي اعتقلت على ضوءها ؟ وماهي هي الجهات التي كانت وراء اعتقالك؟
التهم كانت وكما قلت سابقا كيدية ملفقة واكيد عندما تكون كيدية لا بد ان يبالغ فيها ولكن قوات التحالف لها اساليبها للتاكد من تلك الدعاوى وهذا ماكان ، اما الجهات التي كانت وراء اعتقالي فهي معروفة للجميع ، القاعدة ومن لف لفها وتعاون معها واصبح عبدا لها .
- في الجانب الاخر ، ترى ، هل انصفتك مدينة الخالص ، واهلها؟
الخالص؟ .............انا من يتسائل ...هل انصفت الخالص واهل الخالص ؟؟؟ وهل انا بحاجه الى ذلك الانصاف من مدينتي واهلي ؟ الخالص مدينتي وبيتي واهل الخالص اخوتي واهلي واقول كما قال الشاعر ( بلادي وان جارت علي عزيزة اهلي وان شحوا علي كرام) وكرجل اتمنى اني قد عملت ما كان علي ان اعمله للدفاع عنها ضد اعتى هجمة بربرية عاشت اهوالها مدينتي.
اما استقبالهم فكان عرسا جماهيريا كبيرا وهذا دليل قاطع لبرائتي وعملي بقيادة الفوج بكل وطنية وقد اشترك باستقبالي كل اطياف الاهالي في الخالص ولا فخر فانا منهم وهم مني سنتة وشيعة عربا وتركمانا واكراد. والحقيقة لم اكن اتوقع هذا الاستقبال الرائع فرغم كتمان وصولي الى الخالص تسرب الخبر بسرعة هائلة واستقبلوني بجمع تدمع له الاعين ...انها لحظات تاريخية لا يمكن نسيانها والحمد لله على كل شي .
- هل ترغب الان العودة الى مواصلة عملك في القوات الامنية ؟ وان كنت لاترغب في العودة ، هل انت نادم لاخلاصك وتفانيك في اداء مهامك التي لم تشفع لك لدى معتقليك؟
كنت اعمل كتاجر اقمشة في سوق الخالص وتعرضت اعمالي الى هجوم بعبوة ناسفة ادت الى استشهاد وجرح اكثر من ثلاثين مواطن، وعدت الى العمل في القوات الامنية بعد ان امتنع عدد كبير من الضباط للعمل فيها خوفا من القاعدة ومن بطشها ولكن بعد ان وصل خطرها على ابواب المنازل الامنة، انتفضت وقلت لا للذل والهوان ......اتمنى ان يعم الامن والاستقرار كل العراق وان يغلق والى الابد ملف الارهاب بكل اشكاله والا فانا مستعد لان ادافع عن مدينتي ووطني ومن أي موقع فهذا واجب اعتبره مقدس فحماية الاطفال و النساء و الشيوخ فضلا عن الاعتبارات الاخرى كالدين و الارض والتاريخ لا يحتاج الى تفويض من احد الا الله ولا يستطيع احدا ما ان يمنعي من اخذ دوري كابن لهذا البلد وكما قال رسول الله (ص) (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان ) صدق رسول الله .
- كم قضيت في الاعتقال، وماهي تداعياته على المستوى المعنوي والمادي ؟
للزمن وقفات .....ومنعطفات خطيرة وكبيرة . لحظات مصيرية قد تاخذ ابعاد تاريخية وابعاد تاريخة قد لا يشار لها بالبنان . اما تداعايته فعلى الجانب المعنوي انا رجل صاحب قضية ومعنوياتي كما هي ما دامت القضية موجودة اما الجانب المادي فلم افكر به يوما في حياتي لان الله لاينسى عباده وهو يرزق بلا حساب .
- ما هي الدروس التي استقيتها من ظروف الاعتقال؟
الدرس المهم هو ان العراق لا بد ان يبقى عراقا واحدا موحدا بكل اطيافه ولا يمكن لطيف ان يستغنى عن طيف اخر حتى وهم في الاعتقال . فالكل تنادي يا عراق .
- كنت من القلائل الذين تصدوا للمسؤولية في ظروف مصيرية ، ما الذي حققته للخالص، وبماذا اخفقتك ، وماهي اسبابها ؟
ما حققته للخالص وبجهود ابناءها الغيارى ملموس الان ....بامكانك ان تذهب الى الاسواق والقرى والقصبات ...انها عامرة بكل شي ومنذ ان تاسس فوج همهم ولحد الان لم تنفجر عبوة واحدة في سوق الخالص ولا وجود للسيارات المفخخه او الاحزمة الناسفة ولا لاي عمل ارهابي واحد يذكر ....الناس في امان والحمد لله .
- كيف تقيم الان الاوضاع الامنية سواء في مدينة الخالص ،او في ديالى ؟
نظرا لموقع الخالص بشكل خاص وموقع ديالى بشكل عام من الناحية الجغرافية وطبيعتها الزراعية وتنوع اطياف اهاليها فانها تعتبر هدف رئيسي للقاعدة وايديولوجيتها العسكرية . فالخالص تقع على طريق دولي يربط بغداد العاصمة باقليم كوردستان ، قربها من بغداد مهم وكذلك من صلاح الدين وكركوك اراضي زراعية واسعة وخالية وجبال حمرين بؤرة كبيرة للارهاب ناهيك عن حدود ديالى الكبيرة مع ايران والكوت واقليم كوردستان ....وضعها معقد بعض الشي وتحتاج الى عمل دؤوب ومستمر، وارى بانها ما زالت هدفا مهما .
- كنت من ضمن اشد الداعين الى المصالحة الوطنية ، واليوم وبعد اقل من شهر على الافراج عنك عدت اليها ، ترى هل حققت مؤتمرات المصالحة الوطنية اهدافها ، وما السبيل الى تكاملها؟
بالتاكيد حققت المصالحة الوطنية الغاية . وهذا ما كنا مقتنعين به مذ البدء فلا مفر من عودة المياه الى مجاريها . انها حقيقة لا يمكن استغفالها . وانا مع المصالحة الوطنية ....كنت وما ازال وساكون رافدا لها بكل ما استطيع .
- عودا على بدء ، كانت مدينة الخالص منذ تاريخها البعيد مدينة تأخي وتنوع وسلام ،مالذي جرى فيها، لماذا قتل اكثر من 2000 من ابناءها باساليب مختلفة ، ماهي الجهات التي شقت وحدة المدينة؟ وهل انتهت تلك المرحلة من غير عودة ؟ ام لها عودة غير محمودة اخرى ؟
اينما نكون ، الخير يلاحقه الشر ...هذة بديهية واقعة في كل زمن وفي كل مكان .الخالص نعم مدينة تآخي وسلام ويطلق عليها مدينة الادباء ايضا ....انها مدينة رائعة ولا شك في ذلك وان الذي جرى ساد العراق كله ولكن كانت للخالص خصوصية لاسباب عدة ذكرتها سابقا .....كانت في الخالص قيادات في النظام البائد تشربت بافكاره واساليبه ولاسباب معروفة اصبح محيط الخالص حاضنة للارهاب وتحولت تلك الحاضنة الى بؤرة ، والا لماذا وجد ابو مصعب الزرقاوي ملاذه الامن فيها ؟ ولماذا تاسست دولة العراق الاسلامية فيها وماذا يفعل الافغان والعرب على ارضها ، كان هناك استدراج سياسي لهم من قبل احد الكيانات السياسية المعروفة .....كانت لهذا الكيان غاية ولا يمكن له الوصول الى هدفه الا من خلال هؤلاء للاسف . لذلك قتل الالاف من اهلها بغير ذنب وان ارادوا العودة وهذا ما نتوقعه فاهلا وسهلا بهم نحن بانتظارهم ولكن هذة المرة سيكون قتالهم نوعي فكل الخالص سنة وشيعة عرب وكردا وتركمان مستعدون للدفاع عنها لاخر رمق، لقد توحدت الخالص بكل اطيافها وظهرت حقيقة الارهاب هذا ما لمسته من كلام شيوخ ووجهاء هبهب والاسود و الدوجمة والعظيم الذين وقفوا وقفت رجل واحد ...وقفه مشرفة ولا يمكن ان يحدث ما حدث سابقا وهذا لا يعني ان الخطر انتهى والى الابد ، طبعا ....ما زالت بعض جيوب القاعدة موجودة وما زال بعض القياديين موجودين وما زال الدعم الخارجي مستمر .
- السجناء والمعتقلون يكتبون يومياتهم وذكرياتهم ، فهل مارست هذه الهواية ، ان كان جوابك بنعم ، ماذا كتبت ، وهل بامكان اهالي الخالص الاطلاع على ما كتبت ؟
· نظرا لظروف معتقلات قوات التحالف من ناحية التعامل وممارسة حقوق الانسان اكيد من حق أي معتقل ان يكتب مذكرات وان يلتقي وان يتكلم وينتقل من قاعة الى اخرى بناءا على طلبه ومن حقك ان تمارس أي هواية ولكن احتفظ بذكريات لي وحدي ولا يمكن لاحد ان يطلع عليها انها لي وحدي .
- خلال امرتك لفوج الطوارئ ، هناك صور مضيئة واخرى قاتمة ، هل بالامكان الاشارة الى كلا الصورتين بشئ من الاسهاب ، والذي هو جزء من تاريخ المدينة المعاصر .
فوج همهم نموذجا واضح ومعروف لكل اهالي الخالص . رغم استشهاد عدد كبير من منتسبيه وجرح اعداد اخرى الا انها لاتعتبر صورا قاتمة بل مضيئة ايضا ....لقد قاتلوا اشد هجمة همجية وكان المقاتلون يتسابقون للخروج الى المعارك و الواجبات رغم شدتها رغم قلة العدد والعدة مقارنة مع ما كان يستخدمه تنظيم القاعدة من اعداد كبيرة واسلحة متنوعة. كفوج لم تكن هناك صور قاتمة ابدا بل كانت كلها مضيئة وكانت لهم بصمة في كل مكان قاتلوا فيه وهناك ارشيف في فوج همهم مثبت به كل العمليات والواجبات التي نفذت بمهنية عالية وما نسب الى فوج همهم البطل من خروقات غير صحيح ..
- الاوضاع الامنية الحالية ، هي غير تلك التي كانت سائدة خلال فترة امرتك ، هل تتوقع تعزيزا للاوضاع ام انتكاسة ، وماهي معطياتك في ذلك ؟
هناك تغير واضح على الساحة في كل النواحي ،هناك تحسن لكني اجده هشا .... من السهل ان تحقق النصر لكن الصعوبة تكمن في المحافظة على هذا النصر . ومن اسباب عدم الحفاظ على النصر هو الفساد الاداري والمالي وهذا لم يكن اقل خطورة من هجمات القاعدة وبصورة معبرة اخرى انه السلاح الجديد الذي قد تجد من خلاله بعض الجهات منفذا للقاعدة .
- المحافظة والبلاد على اعتاب انتخابات مصيرية ،في البدء هل تشارك كناخب ؟ ولماذا ؟ ثم قيل لي بان هناك قوائم انتخابية اتصلت بك، هل وافقت على الترشيح ، لتستكمل سياسيا ما بدأته عسكريا؟
شاركت سابقا كناخب وساشارك مرة اخرى كناخب فهذا حق ديمقراطي لا بد من ان اتمتع به لانال حقي كمواطن حر . ولكن كانتماء لقائمة انتخابية او كيان انتخابي لادخل مجال السياسة ويشرفني ابقى مقاتلا يوفر الامن لتلك القوائم الانتخابية فهي حلقة متصلة لا يمكن الفصل بينهما، دولة القانون والدستور تحتاج الى رجال لحمايتها ، والديمقراطية لا بد لها من قوة تحافظ عليها وتدير عجلتها الى الامام لخدمة العراق الجديد .
https://telegram.me/buratha