دأبت السلطات العراقية في الأنظمة السابقة على جعل (نگرة السلمان) وهي مركز البادية الجنوبية ومركز قضاء السلمان أيضاً معتقلاً سياسياً وكان المعتقلون قبل انقلاب 17/تموز 1968 في مركز قضاء الســلمان يُزارون من قبل ذويهم وتصلهم الصحف ولديهم مذياع وتلفزيون ويتجولون أحيانا داخل قصبة القضاء. وبعد حدوث ذلك الانقلاب أحدث نظامه في حينهِ ضجة إعلامية بادعاء إلغاء المعتقلات السياسية، ولكنه قام بنقل المعتقلين إلى قصر الرحاب (قصر الحارثية) الذي كان مسكناً في ما مضى للوصي على الملك فيصل الثاني وهو على الضفة اليسرى لنهر (الخر) بمواجهة الشارع العام المتجه من بغداد إلى محافظة بابل وتحيط به حدائق غناء، وقد نُقِل إليه المعتقلون السياسيون وأصبح بعد انقلاب 1968 مقرَ اللجنة التحقيقية الثانية برئاسة ناظم گزار، وقد صُفيَ المعتقلون بعد نقلهم إليه.
الموت البطيءوبعد انقلاب 17 / تموز/1979 استحدثت عدة معتقلات في بادية السماوة منها معتقل كبير يقع في جنوب شرق قصبة قضاء الســلمان وعلى بعد 10 كلم منها وفوق هضبة عالية تشرف على تلك القصبة إلا إنها معزولة تماما ولم تتصل بأي طريق اعتيادي ومحاطة بهضاب مرتفعة وهي قلعة من ثلاثة طوابق تكفي لإيواء فرقة عسكرية كاملة متجحفلة توطنت فيها أمراض خطيرة كالجذام والجرب. وقد نقل إلينا احد الأطباء في المنطقة بان أمراضاً أخرى أصابت المعتقلين كالكوليرا والتدرّن الرئوي والزحار، وكانت الرعاية الصحية شبه معدومة وبجوارها مقبرة يُدفن فيها من يموت من المعتقلين بهذه الأمراض، كما أقام النظام السابق معتقلات أخرى في تلك الفيافي القفراء مثل (أبو الجد) و(الليَّه) و(الشيحيه) والمعتقلان الأولان يقعان على بعد (400) كلم من مدينة السماوة وهي اقرب مركز حضري إلى هذين المعتقلين. والحقيقة إنهما لا يصلحان أن يسكن فيهما إنسان إلا إذا أردت أن تحكم عليه بالموت البطيء.
معتقلاتويمكن وصف معتقل (الليه) بأنه عبارة عن أربعة صفوف ممتدة طولاً من أبنية صغيرة لا يمكن أن يُطلق عليها مساكن، وتلك الأبنية متلاصقة ببعضها البعض يتكون كل منها بمساحة 5×5 م2 من ضمن ذلك هول 3×3 م2 وبقعة من 2×2 م2 وبارتفاع لا يتعدى 2 م ولا يوجد حمام أو دورة صحية، وقد بُنيت تلك الأماكن من حجر بري متصخر وزُجّت فيها عوائل من النساء والأطفال وكبار السن وأعدّت خصيصاً للمعتقلين، ويقعان بين الحدود السعودية ومركز ناحية بصية التي تبعد عنهما قرابة 70 كلم. وهناك معتقل ثالث اسمه (الشيحيات) بني بنفس الطريقة التي بُني بهما المعتقلان الأوليان ويقع بين نگرة السلمان (مركز قضاء السلمان) ومركز ناحية بصية، وعلى الجانب الأيمن من ذلك الطريق باتجاه الحدود السعودية. إن جميع هذه المعتقلات شُيِّدت بعد انقلاب 17/7/ 1979، ومعتقل القلعة الذي يشرف على قصبة قضاء السلمان الذي اشرنا إليه هو من أضخم تلك المعتقلات من حيث السعة وانقطاع السبل الاعتيادية بالوصول إليه حيث بُنيَ على هضبةٍ عالية ووسط أراضٍ متكسرة ووعرة اُسكنَ فيه من مختلف المدن العراقية ومن عشيرة البروارية، واعتقل فيه أيضا أبناء الأسر العراقية المهجرة إلى إيران ومن مختلف المدن سواءً من بغداد أو من المحافظات الأخرى وضمن الحملة الأخيرة التي هُجرت فيها تلك الآسر قبيل الحرب العراقية الإيرانية والتي ابتدأت تلك الحملة من 1/4/ 1980 لغاية 1980/5/1، وهؤلاء الذين احتجزوا في العراق يُعدّون بعشرات الألوف ومن هم في سن الخدمة العسكرية سواءً المكلفيِّة أو الاحتياط، والتي شنت في 1980/9/22، وقد تمت تصفية هؤلاء ثم اسكن في تلك القلعة على فترتين أسر من الأكراد من منطقة كلار والبرواريه كما ذكرنا، ثم أشغلت المعتقلات الأخرى بعد بدء الحرب. لقد كانت تلك المعتقلات كمحطات للتصفية الجسدية، حيث يختزل منها المعتقلون ويُعاد قسمٌ منهم إلى بغداد لأغراض تحقيقية ويُصفون هناك أو تُؤخذ أعدادٌ متتالية منهم لتدفن أحياء في التراب. وقد نقل لنا أهالي ناحية بصيه بقولهم...
تأتي سيارات باص بمعدل أربع أو خمس سيارات بين فترة وأخرى وهي بحجم سيارة مصلحة نقل الركاب ذات الطابق الواحد، تأتي من جهة معتقلات أبو الجد والليه متجهة إلى شرق الناحية وباتجاه المنطقة الشرقية منها بين محافظة البصرة ومركز الناحية وعلى الجانب الأيمن من الطريق بين ناحية بصيه والناصرية حيث يتفرع طريق ترابي باتجاه المقابر المجهولة ويسبق مجيء تلك السيارات المحمَّلة بالمعتقلين أن تأتي (شــفلات) إلى تلك الفيافي وتبقى تعمل بحفر الخنادق لمدد تصل إلى قرابة شهر للإعداد لهذه المهمة بعد أن تنتقي أماكن مقطوعة تماماً من المارة فيها وفي أوقات تخلو من الكلأ وينقطع ارتياد أصحاب المواشي فيها، وتمر تلك الباصات المتوجهة إلى تلك المقابر الجماعية والآتية من معتقلات أبو الجد والليَّه والشيحيات تمر أحياناً في مركز ناحية بصية وينقل لنا احد الأشخاص من أهالي تلك الناحية بقولهِ بان ركاب تلك السيارات جميعهم من الرجال وقد شُدت أعينهم. وفي أحدى المرات نزل رجلٌ طاعنٌ في السن يصل عمره إلى أكثر من 80 عاماً نحيفاً محدودب الظهر وكان يحمل إبريقاً ليطلب بعض الماء للوضوء فتوضأ ثم صلى ثم عاد إلى مكانه في ذلك الباص الذي يحمل قرابة 40 شخصاً.... ويضيف الرجل وبنفس ذلك الصباح أتى إلى داري بصحبة تلك السيارات شخصٌ وهو ضابط مخابرات ويدعى سيد مهند وطلب إليَّ أن أزودهُ بلفة (طول) من القماش وعدة لفات من الحبال فوجهته إلى أحد النسوة (وتدعى أم جواهر) حيث لديها دكان لبيع هذه المواد، فاشترى (طول) من القماش وعدة لفات حبال وتجرأتُ وسألته ماذا يعمل بهذه المواد فرد علي ضاحكاً لغرض سحب السيارات بها فيما تنم نظراتهِ عن الاستغراب من سؤالي فلجأتُ إلى الصمت. لقد تبينَّ لي فيما بعد بان القماش لغرض إحكام لف وجوه الضحايا والحبال لربطهم بعضهم لبعض، حيث يوقفون بمواجهة الخندق صفاً واحداً وقد رُبطوا إلى بعضهم وتطلق عليهم النار من الخلف بشكل عشوائي فيسقطون بذلك الخندق وهم يتصارخون واغلبهم لا يزالون أحياء فيُهال التراب عليهم بواسطة الشفلات.
مهرجانات الموتينقل لنا أهالي بصية بان احد المارة جاء ممتطيا حصانه وفي منطقة معزولة شاهد تجمعاً لأحد مهرجانات الموت هذه فتوجه نحوه وقد تفاجؤوا بقدومه فهم يؤدون عملهم كما يتصورون وكأنهم في كوكب آخر، فما كان منهم إلا أن القوه مع سكنة ذلك الخندق وغطوه بالتراب ليذهبَ ويذهبَ معه ما رآه كما كانوا يعتقدون. وأنت عندما تشاهد معتقل الليّه أو أبو الجد أو الشيحيات التي أتينا على ذكرها عندما تشاهد تلك المعتقلات في فصل الصيف وحتى في فصل الشتاء لا يمكن أن تتصور للحظة بأنهُ بمكن لإنسانٍ أن يقيم في هذه المعتقلات ويستطيع أن يبقى حياً، فهي منقطعة عن العالم تماماً ولا يمكن لأيِّ إنسان أن يترك ذلك المكان الكئيب ويبقى له أمل في الحياة، فأهالي المنطقة يتذكرون بان احد المعتقلين هرب من معتقل (نگرة السلمان) الذي يبعد عن مدينة السماوة مسافة 150 كيلو متراً وتوفي في الطريق من العطش، فكيف بمعتقل الليـَّـة الذي يبعد عن السماوة حوالي 400 كيلو متر إضافة لخطر الحيوانات المفترسة، وتقف في الظهيرة بمواجهة معتقل الليّة فلا ترى طيراً يعيش في ذلك المكان المكفهر وقد حُفر على مقربة منهُ بئر لاستخراج الماء و تفتقر تلك (الاقبيات) الضيقة إلى الحمامات و المرافق و لا ندري كيف استطاع بشر أن يعيش ولسنوات مهما قلّت في مكان كهذا. والأدهى من ذلك كلهِ كانت تسكن فيه عوائل وأطفال وشيوخ، وفي العهود السابقة كان المعتقل الوحيد في البادية الجنوبية هو نگرة السلمان كما ذكرنا لإيواء الرجال السياسيين فقط ويقع داخل مدينة السلمان الصغيرة ويتمتع المعتقلون آنذاك بالتجوال في المدينة نهاراً، إما معتقل الشيحية فقد أعدَّ لأهالي الدجيل ويقع بين مركز قضاء السلمان ومركز ناحية بصية التي تبعد عن مركز القضاء 200 كيلومتر وبعد السير باتجاه بصية بحوالي 100 كيلومتر وعلى الجانب الأيمن من ذلك الطريق باتجاه الحدود السعودية وقد وُضعت فيه اسر ونساء وأطفال ولفترة طويلة ويُؤتى بهؤلاء المعتقلين من مختلف المدن العراقية سواء العربية منها أو الكردية ويختزل أعدادٌ منهم ليقتادوا إلى المقابر الجماعية أو يتم إعادتهم إلى بغداد لتجرى تصفيات لهم هناك. وبصدد الحديث عن معتقل اللية قد وصفنا ما يحيط بهذا المعتقل من عزلة وانقطاع ووحشية وقسوة فان ما يثير الغرابة سؤال وجههُ رئيس النظام السابق لأحد الشهود في المحكمة المركزية التي كانت تحاكمهم قائلا لهُ (ألا تقول إن أبواب المساكن في اللية كانت تبقى مفتوحة ليلا..... إذن انتم كنتم تتمتعون بحريتكم!!!!!) وكم يتمنى المرء لو أن المحكمة المحترمة في حينه قد بادرت بالانتقال جواً ومعها رأس ذلك النظام إلى موقع معتقل اللية في البادية الجنوبية ليرى الناس بالصورة الحية ما هو معتقل الليه هذا، وليطَّلع الملأ على إن من يسكن تلك الأقبية يضعون الحجر ليلاً على أبوابها خشية أن تداهمهم الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع التي تجوب تلك الفيافي لاسيما في أوقات الليل وأحياناً في وضح النهار، وحتى في موسم الأمطار لا يمكن أن يتأمل شخصٌ أن يبقى على قيد الحياة عندما يترك ذلك المكان لمسافة معينة.
مأساة حقيقيةويروي احد اعضاء فرقُ حقوق الإنسان التي كانت تزور مع ذوي الضحايا بعد سقوط النظام تلك الصحاري بحثاً في المقابر الجماعية التي دُفن فيها احياء من معتقلي تلك السجون فقد كان منظر هذه الجموع من الناس وما تعرضوا له من قسوة المناخ يشكل مأساة حقيقية وتتنقل بين مقبرة وأخرى دون أن تعثر على شيء أحياناً وسبب ذلك إتقان (جلاوزة) النظام باختيار مناطق معزولة تماماً من تواجد أي بشر وفي أوقات تخلو تلك المناطق حتى من رعاة المواشي التي يرتادونها للكلأ في فصل الربيع وعندما يلوح خيط من الأمل كخبر أو دليل بسيط تبدأ الشفلات بالحفر بشكل عشوائي في بادئ الأمر وعلى مساحات تصل أحيانا إلى عدة كيلومترات مربعة تجد حفر فيها هنا وهناك، وعند أول العثور على احدى الجثث تظهر لك عمق المأساة. وفي مقبرة تبعد 70 كيلومتراً من مدينة السماوة وعلى الطريق بينها وبين مركز قضاء السلمان وفي منطقه تدعى (السلحوبية) وهي منطقة تقع على الجانب الأيسر من طريق السماوة – السلمان، حيث يتفرع طريق ترابي يتجه باتجاه الجنوب الشرقي وبمسافة 10 كيلو مترات عن اثر قلعة السلحوبية كُشفَ في هذا المكان عن مقبرةٍ جماعيةٍ لأهالي منطقة كلار وبعامل المصادفة، وهو ما حرر من قبلنا برواية قصيرةٍ كتبت تحت اسم أبو وسام وحيث إن مضمون تلك الرواية يمثل نقلاً حقيقياً عن أحدى الضحايا الذي نجا بإعجوبة من مجزرة الموت تلك آثرت نقلها بشكل كامل ضمن هذا التحقيق وإتماماً له لتكتمل الصورة عن هذه المآسي لدى القارئ الكريم وقد كتبت تلك الرواية تحت عنوان (تيمور شاهد العيان البريء) وتبدأ هذه الرواية.... على بعد سبعين كيلو متراً من مدينة السماوة وباتجاه قضاء السلمان حيث الصحراء القاحلة والطبيعة القاسية وعلى الجانب الأيسر من ذلك الطريق وبمسافة عشرة كيلومترات منه شاهد صاحب الأغنام (دليل الزيادي) مساء احد أيام العام 1988 وعلى مقربةٍ من خيمته حيث يسكن مؤقتاً لرعي مواشيه شاهد قافلة كبيرةً من الشاحنات تعبر تلك الصحراء متجهةً نحو الجهة الغربية من مسكنهِ وبمسافة نصف كيلومتر وقد وقف خلف تلةٍ ليحجبَ الرؤية عنه.... لقد شاهد شاحناتٍ تحملُ حوالي ألفا وخمسمائة من أفراد الأسر الكردية وترافق تلك القافلة مكائن شفل وفي مقدمتها سيارات حديثة تستخدمها أحيانا أجهزة الأمن للنظام المقبور....
وفي الساعة الثانية من تلك الليلة استيقظ مذهولاً على شدة نباح الكلاب وهي تتجه صوب المكان الذي وقفت فيه تلك القافلة فامسك بندقيتهُ مسرعاً متتبعا خطى كلابه ليعثر على طفلٍ في السابعة من عمرهِ أصيبَ بطلقٍ ناري في كتفهِ الأيسر ورضوض في ظهرهِ ويرتدي ملابس كردية.... كان يعرف كلماتٍ عربية قليلة يكملها بإشارةٍ من يده..... أخذهُ الراعي إلى خيمتهِ وأسرع به إلى المدينة لأحد معارفه من الموظفين الصحيين بعد أن أبدل ملابسه وافهم الطفل بان لا يتكلم مطلقاً، واخبر الطبيب أن ابنه اخرس أصابه شقيقه الأصغر بطلق عن طريق الخطأ..... وبعد شفائه استطاع (دليل) أن يفهم من ضيفه الصغير بان تلك الشاحنات كانت محملةً بأسرٍ كردية قادمة من منطقة (كلار) وكانت معه أمهُ وجدته وشقيقاته الخمس، أمّا والده فهو في شاحنةٍ أخرى من قافلة الموت تلك وقد فوجئوا بأنفسهم وقد ألقوا في حفرةٍ عميقة وأطلق النار عليهم عشوائياً وبكثافةٍ، ثم أخذت الشفلات تدفع الأتربة عليهم والغالبية كانوا لا يزالون أحياء يتصارخون..... ويستطرد تيمور بقصته المرعبة.. بعد سكون المكان كنتُ لم أغطَ بالتراب كلياً ولم تكن إصابتي مميتة شعرتُ بأنني حي وزحفت من تحت التراب الذي يغطي جسمي واتجهت صوب نباح الكلاب..... بقي تيمور لفترةٍ في دار (آل دليل) في قريةٍ صغيرة تقع جنوب مدينة السماوة وتشكل إحدى ضواحيها تقريباً ليتمكن (دليل) من إخفائه وإبعاد الشبهات عنه، وقد أصدر له بطاقة أحوال مدنية باسم (علي) تيمّناً بهذه الشخصية الإسلامية الكريمة والنبيلة....
اعتاد (علي) على تلك الحياة الجديدة وأتقن العربية الدارجة هناك وكلمّا تقدم به السن كانت تعتصر نفسه ذكرى طفولته ومسقط رأسهِ وأماكن اللعب مع أقرانه، فيلحُّ بالذهاب إليهم ما اضطر (مضيفه) أن يطلب من ابنه العسكري أن يتحرى عن أهل تيمور، فاخذ اسم عمه وخاله واستطاع معرفتهم وجلبهم إلى السماوة معه على أساس إنهم تجار يشترون الذهب وفي لقاء تيمور بذويه كانت لحظة تعجز اللغة عن وصفها.... وهكذا فقد سلم تيمور من مجزرة رهيبة لتشملهُ عناية الله عزَّ وجل ويبقى شاهداً حياً بريئاً يكشف صفحةً مشينة تشكل وصمةَ عار بوجه تلك الطغمة الهمجية...
سيتذكر المرء من قبيل المقارنة شاهداً آخر مزعوماً يزكِّي أفعال الطاغية في برامج تلفزيونية مع إنه شريك في جريمته ومخططُ حروبهِ الخائبة... كانوا يطلقون عليه (شاهد عيان) أيضا وشتان بين المجرم وضحيته وبين أحد دهاقنة الموت وطفل بريء وبين من استمرأ حياة الترف على حساب شعب جائع مظلوم ومن فقد أمه وأباه وأشقاءه لا لذنب اقترفه سوى انه ولد كردي..... وهكذا تتكشف تلك الجرائم البشعة التي اقترفت بحق شعبنا بعربهِ وكردهِ لتعطي الجواب عن ذلك السؤال المُحير والذي شَغل أذهان الناس طوال عقود من الزمن عن مصير مئات الألوف بل الملايين من البشر الذين اختفوا.... تبين بأن النظام المباد كان يُشبع بقتلهم خنقاً وتحت التراب غريزة انتقامهِ العدوانية.
https://telegram.me/buratha