وصف اهالي مدينة البصرة جنوبي العراق عيد الفطر هذا العام بأنه مختلف وآمن وهاديء، بعد أن مرت عليهم أعياد تحمل فقط أسم العيد بسبب التدهور الأمني وسيطرة المسلحين والمليشيات على کل مفاصل الحياة في المدينة، حيث أزدحمت الشوارع بالناس ،وأزدهرت الحرکة في الحدائق والمتنزهات وضفاف شط العرب، وسط تواجد ملحوظ ومکثف للأجهزة الأمنية العراقية من أجل عدم حدوث خروقات تعکر فرحة العيد.
وقال ضباط رفيع المستوى في قيادة شرطة البصرة "أعددنا خطة أمنية بمستوى جيد خاصة بهذه المناسبة ولازالت تمضي وفق المرسوم لها ولم تحدث لحد الان أي خروقات أمنية تذکر". وأضاف "يمکننا أن نقول أن هذا العيد هو مختلف تماما عن الأعياد السابقة من ناحية الوضع الأمني وشعور المواطن بالأمن والأستقرار فقد کثفنا من تواجد الأجهزة الأمنية في شوارع المدينة وکذلک بالقرب من المتنزهات والحدائق العامة وضفاف شط العرب وحتى الأسواق وکل هذا من أجل الحفاظ على أستتباب الأمن وجعل البصرة مدينة الأمن والسلام ".
اما المواطن محمد الحزبة من اهالي البصرة فقال"أنا أشعر بأمن وإطمئنان في هذا العيد مقارنة بعيد العام الماضي وماسبقه وذلک يعود إلى سيطرة القوات الأمنية العراقية على الوضع في البصرة بصورة کاملة، فلم يعد هناک مکان للمسلحين اللذين کانوا يروعون الناس من خلال أعمالهم الشريرة"، مضيفا "لقد خرجت أمس مع عائلتي وقضينا مساء جميل على کورنيش شط العرب ولم نشعر بالخوف أو حتى نفکر به.
واکد يوسف هاشم الذي کان يتجول مع افراد عائلته في أحدى الحدائق العامة ان"هذا العيد أفضل عيد مر علينا في غضون الأربع سنوات الماضية، فقد کنا نمضي العيد في البيت وزيارة الأقارب فقط ولم نفکر أن نخرج للحدائق أو مدينة الألعاب بسبب قلة الأمان وسيطرة العصابات والمليشيات المسلحة على المدينة أما الأن فترى العوائل تتجول بحرية مطلقة وتتأخر وقت ماتشاء ليلا وبدون خوف ".
وتقول أمل محمد(35 عاما) "اصطحبت اطفالي اليوم للتنزه في هذه الحديقة العامة ذات الألعاب البسيطة، وکما هو معروف فأن الأطفال ينتظرون بفارق الصبر مجئ العيد کي يخرجوا من البيت ويلعبوا بحريتهم، وحقيقة هذا العيد أفضل بکثير من الأعياد السابقة من ناحية الأمن وحتى الراحة النفسية ففي الأعياد السابقة کنا مقييدين ولانستطيع قضاء وقت طويل خارج المنزل، في حين نستطيع الان ان نعود إلى البيت متى ما أکتفى أطفالي من اللعب".
وراى فاضل إبراهيم صاحب متنزه ومدينة ألعاب في منطقة الزبير غرب البصرة ان "العيد هذا العام مختلف تماما عن الأعياد التي مضت فقد کنت في السابق ينتابني القلق والخوف عندما يقترب العيد، حيث أنني مسؤول عن هذا المتنزه وکنت أحاول أن أوفر الأمن عن طريق أقاربي وأصدقائي من خلال تواجدهم في المتنزه عندما يبدأ العيد أما هذا العيد فهناک إنتشار کثيف للأجهزة الأمنية حتى داخل المتنزه وخارجه ولم يبقى عندي وعند أي مواطن أي خوف أو قلق".
وتابع"سارعت بعد نجاح عملية "صولة الفرسان" الامنية وقمت بتطوير المتنزه، ونصب ألعاب کهربائية للأطفال مثل الدولاب والسفينة والمراجيح الکهربائية ولعب أخرى مسلية"، مشيرا الى ان إقبال الناس على المتنزه کان کبيرا وفاق توقعاته بکثير.
وجدير بالذکر ان الحکومة العراقية بدأت منذ نهاية شهر مارس الماضي بتنفيذ عملية "صولة الفرسان" ضد جيش المهدي وغيره من الجماعات المسلحة الاخرى التي سيطرت عليها طيلة السنوات التي تلت احتلال العراق عام 2003 ، وتمکنت صولة الفرسان من اعادة الامن والاستقرار الى المدينة وفرض سلطة القانون فيها.
المصدر:شينخوا
https://telegram.me/buratha