إن الثريات لوحة فن وإبداع راقية، وآية من آيات الجمال وتزهو كعرائس الجنان الرافلة في طهر البياض؛ فتضفي المتعة والانسجام على مكنونات النفس الإنسانية، وهي تعانق تألق الجمال في تفصيلاتها الكرستالية البراقة وتتوهج في فضاءات الضريح المطهر، متناغمة مع قداسة المكان مما يزيد الأجواء روحانية ويسحب الأرواح نحو عوالم ملكوتية ساحرة في رحاب الخلود المشع من كل ذرة وزاوية جوار مرقد الإمام أبي الأحرار الحسين عليه السلام وداخل ضريحه المقدس
إن وحدة الثريات التابعة للشعبة الكهربائية تعتبر أقدم وحدة استحدثتها ادارة العتبة الحسينية والتي تقوم بجهود جبارة خلف الكواليس وتعد الأولى بالنسبة إلى جميع عتبات العراق المقدسة، وفي حديث مع الحاج (عقيل غازي التميمي) مسؤول وحدة الثريات أفادنا مشكورا بالمعلومات التالية:
تنقسم مهام عمل الوحدة إلى أربعة أعمال رئيسية الأول: إدامة وصيانة ثريات العتبة، الثاني: جلي الفضة الموجودة على الاضرحة والابواب والنفائس، والثالث: نصب التكايا في المناسبات الدينية، والرابع: العمل خارج العتبة بالنسبة الى العتبات التي تحتاج خدماتها. إن الإدامة والصيانة يقوم بها كادر متخصص يتمتع بدرجة عالية من الكفاءة المرفقة بدقة العمل، وتتضمن الصيانة وعمليات جلي هيكل الثريا مع استبدال التالف من الكريستال اضافة الى التاكد من سلامة الكهربائيات من تسليك ومصابيح.
وقد وفرت الشعبة الكثير من المبالغ التي لو تم ادامة الثريات خارج العتبة لصرف أضعاف ما يتم صرفه حاليا من أموال العتبة، حيث أنها استعانت بالمواد القديمة والعديمة الفائدة وحولتها الى قطع غيار استفادت منها في صيانة الكثير من الثريات. مما زاد من خبرة العاملين في تجميع وتركيب الثريات الجديدة قد لا تقل عن خبرتهم في الادامة فان الوحدة قامت باستبدال العديد من الثريات ومن الحجم الكبير داخل الضريح المقدس مثلا فوق الضريح تم استبدالها بجديدة اما القديمة فقد تم صيانتها واهدائها الى ضريح القاسم عليه السلام حيث سيقوم نفس منتسبي الشعبة بتركيبها فوق ضريح القاسم حسب فتوى شرعية صادرة من المرجعية العليا في النجف الاشرف بهذا الخصوص.
ويتم ملاحظة الثريات بشكل دوري لغرض صيانة المستحق منها، يضاف إلى ثريات العتبة الحسينية المقدسة، ثريات التل الزينبي والمخيم حيث يتم ادامة ثرياتها من قبل الشعبة نفسها. أما بالنسبة للتكايا فان الشعبة تقوم بنصبها عند الاحتفال بميلاد الرسول الاكرم (ص) والامام علي والزهراء والحسن والحسين والامام الحجة عليهم أفضل الصلاة والسلام وكذلك في عيد الغدير وفي غير ذلك من مناسبات.
إن المستلزمات التي تحتاجها التكية هي المزهريات والكهربائيات والمرايا مع الورود والشموع اضافة الى محملها الخشبي والحديدي مع الاغطية حيث توفرها الشعبة وتقوم بخزنها بعناية إذا ما انتهت المناسبة ويعاد نصبها في المناسبات الاخرى وهذه التكيات ايضا لها كادرها المتخصص الذي يتمتع بالذوق الفني الرفيع.ومن الأمور الموكلة إلى شعبة الثريات أيضا هي العناية بالفضيات من حيث الإدامة وتحديدا الجلي للمحافظة على بريقها ودائما يكون الضريح والابواب الفضية هي المعنية في ذلك بالدرجة الاولى اضافة الى النفائس الفضية والتي سيكون لها حضور اذا ما تم اكمال متحف العتبة الحسينية المقدسة وافتتاحه مستقبلا إن شاء الله.
ومن خلال عملهم هذا الذي اكسبهم خبرة اضافة الى ما يتمتعون به من خبرة مع القدم في هذا العمل جعل بعض العتبات تستعين بخبرات الشعبة في هذا المجال فقد فاتحت الامانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ادارة العتبة الحسينية المقدسة بخصوص الاستعانة بكوادر شعبة الثريات لادامة ثريات الامامين الجوادين عليهما السلام، وقد تم ذلك فقد بذلت جهود رائعة هنالك تكللت بالنجاح اضافة الى تدريب بعض العاملين في العتبة الكاظمية على كيفية الادامة وبناء على ذلك تم فتح ورشة لذلك في العتبة الكاظمية بفضل جهود شعبة الثريات في العتبة وقد وجهت ادارة العتبة الكاظمية المقدسة كتاب شكر الى ادارة العتبة الحسينية المقدسة واخر لشعبة الثريات فيها .كما وأنها ستقوم مستقبلا بتركيب الثريا فوق ضريح الامام القاسم عليه السلام وعدد مصابيحها يبلغ الـ (210 ) مصباحا ، يضاف إلى ذلك نصب ثريا فوق ضريح الحمزة عليه السلام. ومن الطبيعي تكون جهود الشعبة حاضرة اذا ما تم تسقيف الصحن الحسيني الشريف حيث الاماكن المخصصة لتعليق الثريات فقد قامت الشعبة وبتكليف من ادارة العتبة الحسينية المقدسة بإعداد عروض لأنواع وأسعار الثريات مع مناشئها لغرض تقديمها الى الوقف الشيعي كي تستحصل الموافقة على أفضلها، فقد تم تقديم عرضين الأول من شركة (عصفوري المصرية) والآخر (جيكي) إضافة إلى عرض ثالث من المؤمل استلامه عبر الانترنيت من ايطاليا.
ولا يفوتنا ان نذكر ان المنتسبين اصبح لديهم باع طويل وخبرة ثرة في كيفية خلط المواد الخاصة بالجلي للفضيات والمطلية بالذهب حيث يستخدمون الماء الخالي من الاملاح مع انواع معينة من الزاهي وبعض المواد الكيمياوية الاخرى حتى يتم الحفاظ على الفضة من التآكل والتأكسد، وبفضل هذه الخبرة فقد تم تنسيب بعض كوادرها ضمن اللجنة المشرفة والمحافظة على النفائس التي ستعرض حالما يتم افتتاح متحف الامام الحسين عليه السلام.وهم الآن على أهبة الاستعداد إذا ما تطلب الامر حال اكمال اعمار ضريح الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء ولانها تعد اليوم أقدم شعبة في هذا المجال المتخصص دون سائر العتبات المقدسة في العراق.
وإحدى أعمالها الفنية أنها تقوم وبشكل دوري من إدامة وصيانة الأدوات الاحتياطية المخزونة لديها حتى تبقى بنفس هيئتها البراقة عند الحاجة وتقوم بتصنيف قطع الكريستال كل حسب صنفه وحجمه فالصغيرة منها تحفظ في مجرات خاصة بها والكبيرة في صنادق ويتم وضع علامات عليها حتى تعرف نوعيتها حين الطلب.أما الثريات الصغيرة والتي لا فائدة من استخدامها في العتبة الحسينية المقدسة فان الشعبة تقوم بفرز هذه الثريات وتقديم كشف بها إلى إدارة العتبة وبعد ان تستحصل موافقة المرجعية العليا في النجف الاشرف يتم صرفها الى الجوامع التي تقدمت بطلب لغرض الحاجة إليها.
اعلام العتبة الحسينية المقدسة
https://telegram.me/buratha