يتمسك الالاف من العراقيين النازحين في سوريا بحق العودة الى بلدهم بعد سنوات طويلة من الغربة فرضتها اعمال العنف والارهاب والاوضاع الامنية السيئة التي سادت في العراق خلال السنوات الماضية والتي وضعت لها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي حدا، بعد تنفيذ سلسلة عمليات امنية ناجحة اعادت الامور الى نصابها
وتقول شهلاء احمد عراقية في منطقة جرمانا في ريف دمشق "نامل العودة الى البلاد في اقرب فرصة، اذ شجعتنا عودة الاف العوائل الساكنة في سوريا على حزم امرنا بالعودة الى بغداد من جديد بعد سنوات من الغربة والمعاناة نتيجة الاوضاع التي مرت سابقا ".
وتضيف "ان التحسن الامني الذي شهده ويشهده العراق يدفع بنا الى العمل بجدية من اجل المساهمة والمشاركة ببناء العراق، وانا راغبة بالعودة الى مدرستي كوني كنت معلمة في احدى مدارس مدينة الصدر"، مشيرة الى ان "توفير الخدمات الاساسية والاستمرار بتحسين الوضع الامني سيشجع اغلب العراقيين على العودة والمشاركة في بناء بلدهم ".
وتسري قصص وانباء التحسن الامني والنجاحات التي حققتها القوات الامنية في اوساط العراقيين في سوريا بفرح غامر يسهم بتعزيز مبدأ عودتهم الى بلدهم مرة اخرى والثقة بالحكومة، فضلا عن الارتياح من الاجراءات الحكومية في تسهيل عودة المهاجرين الى العراق من خلال تقديم المنح والتسهيلات لعودة الموظفين الى وظائفهم وتخصيص وسائل النقل عبر الحافلات، وتشير احصاءات غير رسمية الى ان معدل العودة الشهري للعوائل العراقية يصل ما بين 750 - 1000 عائلة شهريا، ومن المتوقع ان يزداد المعدل في حال تم توفير ضمانات اكبر لبعض المترددين من العودة الى البلاد.
ويريد الشاب مصطفى الشيخلي وضع حد لمعاناة استمرت طوال ثلاث سنوات من خلال وجوده مع عائلته في منطقة القدسيا التي تشهد تواجدا كثيفا للعراقيين كما منطقة جرمانا ومناطق اخرى على امتداد سوريا.ويؤكد " ان الحياة بعيدا عن العراق اصبحت لا تطاق، خاصة مع عدم توفر فرص العمل والظروف المعاشية الصعبة التي يواجهها النازحون، "فنحن بأمس الحاجة الى ان تكون حياتنا افضل مما هي عليه الان والعودة الى العراق اصبحت الخيار الانسب والافضل للجميع ".
ويبين " كثيرا ما راودتني احلام الهجرة الى اوروبا، لكن وبسبب القصص التي نسمعها عن المأسي التي تعرض لها المهاجرون عبر طرق غير شرعية، اغلقت باب الهجرة بشكل كامل وبدأت ارتب اوضاعي للعودة والبدء بحياة جديدة".ويوضح مصطفى " اتمنى من خلال رجوعي الى العراق ان اكمل دراستي، لاسيما ان الدراسة في الجامعات السورية مكلفة للغاية والقبول فيها صعب جدا ووجود فرصة للدراسة ستمكن الالاف من الشباب بالانخراط في الجامعات من جديد والاسهام ببناء العراق ".
ويحظى واقع الحياة الدراسية للطلبة العراقيين في سوريا باهتمام واضح من قبل المنظمات الدولية وخاصة التابعة للامم المتحدة، حيث بحث وزير التربية السوري الدكتور علي سعد قبل ايام مع شهرزاد بو عليا ممثلة اليونسيف في دمشق واقع الطلبة العراقيين المهاجرين في المدارس السورية، وشددا على استمرار تقديم الدعم للطلبة المهجرين والتوسع بالاهتمام بكافة احتياجات ومتطلبات دراستهم .
ويشير ياسين عبد الله الى ان المستقبل الجديد ينتظره في العراق بعد سنوات من الغربة والابتعاد عن الوطن وترك املاكه ومقتنياته في بغداد بسبب الاوضاع الامنية السيئة قبل نحو ثلاث سنوات .ويبين " بسبب الفلتان الامني قبل عدة سنوات تركت معملي في منطقة الكفاح بسبب الاشتباكات التي كانت تجري بين المسلحين وكان الرحيل عن العراق الخيار الاصعب بالنسبة لي بالرغم من النجاح الذي حققته خلال سنوات".
ويضيف " بعد كل هذه السنوات قررت العودة الى البلد واعادة فتح معملي من جديد فلا قيمة للانسان ما لم يعش في وطنه ووسط اهله وأحبائه فالغربة صعبة ولا يمكن تحملها ".
ويؤكد ان " النجاحات الامنية والاستقرار في الاوضاع انعكست ايجابا على حياة العراقيين في سوريا وبدأت الاف العوائل بالرجوع الى العراق كما ان الافاً اخرى ستحذو حذوها بالعودة ولم الشمل من جديد.
https://telegram.me/buratha