التقارير

لو كانت حلول لما كانت ثمة إبادة..!


نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

لا استغرب من مواقف كتاب الرجعية العربية من دول البداوة صنيعة الاستعمار، من تهجمهم على القوى الرافضة لعملية إبادة أهالي غزة بطريقة وحشية، لو كانت هناك حلول في إنشاء دولة فلسطينية على أرض عام ١٩٦٧ التي قبلت بها القيادة الفلسطينية لما رأينا حلقات القتل والإبادة من مسلسل قمع الشعب الفلسطيني.

رفض الحلول هي السبب لما يحدث على الأرض من قتل وابادة جماعية أمام مراى ومنظر البشرية جميعاً.

الإعلام البدوي الخليجي يصف خروج مظاهرات عديدة جابت العديد من عواصم ومدن دول العالم، على أن من يقود المتظاهرين،  قوى يسارية  يمارسون التحشيد  هذه الأيام، ويصفون المواقف الرافضة التي صدرت من الكتاب والإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي في عتاة اليسار والناصريين القدامى، الموجودين في ساحات المظاهرات وعالم  السوشيال ميديا، وأن القوى اليسارية والناصرية حسب زعم الإعلام البدوي المتصهين يرددون شعارات وهتافات الستينات والسبعينات.

الإعلام البدوي يصف كل من يرفض قتل الأطفال والنساء على انهم يساريين وناصريين، العالم شاهد خروج مظاهرات في عواصم أوروبا وامريكا تطالب بوقف الحرب، فهل هؤلاء ناصريين.

نعم بالسابق كانت الجامعة العربية ومؤتمر دول عدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي تحت نفوذ الدول البعثية والقومية العربية، الآن باتت السيطرة على الجامعة العربية لدول الرجعية العربية، فما الذي فعلته دول الرجعية العربية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وبذلك يتم إنهاء الصراع إلى الأبد، لاشيء سوى تطبيع مجاني وانبطاح قل نظيره بالتاريخ البشري.

اغرب نكتة أن كاتب سعودي منزعج من خروج مظاهرات في دولة الكويت تطالب الدولة الكويتية استخدام علاقاتها مع أمريكا والغرب لوقف هذه الحرب، هذا الكاتب الفاقد للضمير الانساني، يقول مظاهرات الكويت،( لعلّ من المشاهد الكاشفة للدارس والمتأمل، نوعية الهتافات وفئات النشطاء في ما يُعرف بـ«ساحة الإرادة»، خليط من نشطاء ورموز الحركة الإخوانية مع نشطاء الحركات الشيعية المسيّسة، وأمشاج من اليسار، وبعض الشبيبة الجُدد مختلفي البواعث).

الحقد الطائفي البدوي لم يسلم منه حتى المواطنين الشيعة بدولة الكويت الذين خرجوا بمظاهرات تطالب في إحلال السلام ووقف الحرب التي وقودها الأطفال والنساء.

عندما تخرج مظاهرات شعبية بالتأكيد كل مواطن يستطيع أن يرفع شعار ويهتف، طبيعة المظاهرات مبنية على هتافات وشعارات، بكل شعوب العالم لم تخرج مظاهرات صامتة إلا ببعض الدول التي تحكم من قبل أنظمة قمعية.

المتظاهرين في الكويت رفعوا شعار«يا شعبنا في الحجاز امنع تصديرهم للغاز».

هذا الشعار يطلب من خادم كعبة الإسلام ليس بالضرورة منع تصدير البترول والغاز، لأن أمريكا الآن هي المصدر الأول للبترول والغاز بالعالم، لكن الجماهير تريد من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين استغلال علاقاتهم الطيبة والاخوية مع نتنياهو والإدارة الأمريكية ليتخذون موقف ابوي ويعطفون على مآسي أطفال ونساء غزة، موقف إنساني ابوي لا أكثر.

اذا كان هناك انزعاج بسبب رفع شعار ياشعبنا بالحجاز، الحجاز أقدم من ال سعود في آلاف السنين، مثل  بلاد مابين النهرين وآشور وبابل واور أقدم من تسمية العراق على أرض السواد، انا دائما أشاهد الإعلام السعودي يسمون العراق في بلاد الرافدين، أو آشور أو بابل، فهل ينزعج   العراقيين من هذه التسميات، بالتأكيد كلا.

هناك حقيقة يفترض من المتظاهرين بدولة الكويت مطالبة قطر وهي الدولة الأولى المصدرة للغاز بإستخدام الغاز كوسيلّة للضغط في اصدار قرار دولي لوقف إطلاق النار، لكن أيضا دويلة قطر هي محمية استعمارية.

قضية وجود تعاون مابين القوى اليسارية والتيار الوهابي المتشدد بحقبة سبعينيات القرن الماضي، وقيام مكتبة دار الطليعة الكويتية التي كانت تدار من شخصيات يسارية كويتية على نشر كتب ثورة جماعة جهيمان العتيبي،  في القرن الماضي المنصرم في عام ١٩٧٩،  بدعوى وجود المهدي المنتظر، لدى السنة،  رأي فقهي يقول  تعقد الإمامة عندما يجتمع أهل الحل والعقد وينتخبون أمام سواء أمام عادي أو مهدي، على عكس الشيعة لديهم أئمة ١٢ اولهم الإمام علي بن أبي طالب ع وآخرهم محمد بن الحسن المهدي المنتظر، لذلك الشيعة حسموا امرهم، بينما السنة رغم وجود لديهم إمكانيات في فقههم يسمح لهم في انتخاب أمام سواء أمام عادي أو المهدي، لكنهم متخبطين ويعيشون في دوامة، رغم أن الأمم تداعت عليهم ونكحتهم وحلبتهم واذلتهم، وجعلتهم رغم انوفهم يشاركون بني صهيون بقتل ابناء جلدتهم ومذهبهم العرب السنة في غزة أو بالضفة الغربية، ما اعرف ماذا ينتظر علماء السنة، لماذا لاينتخبون مهديهم، ليش اكو أكثر من أن نكحتهم الأمم الأخرى وحلبتهم واذلتهم، وجعلتهم عبيد، لكن انا على يقين لايوجد لدى السنة مهدي، وأن المهدي هو الإمام الثاني عشر من أئمة ال البيت عليهم السلام، وهؤلاء المتعصبين من وهابية وغيرهم عميت قلوبهم قبل ابصارهم.

شعب الكويت لديهم هامش من الحرية افضل مليون بل مليار مرة من وضع حقوق الإنسان بالسعودية، قيام مطبعة الطليعة الكويتية بطبع كتب ثورة أمام الوهابي ومهديهم المقطوع الراس جهيمان العتيبي لان المطابع التجارية لمطبعة  الطليعة الكويتية مثل  أي مطبعة في لبنان أو أوروبا، تطبع اي كتاب يصلها مقابل الحصول على اجر مادي.

في الختام السعودية ودول الرجعية العربية باتت مسيطرة على الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، وطبعت دول الخليج بشكل علني مع اسرائيل، وأصبح نتنياهو صديق وأخ حميم لقادة دول الخليج وخاصة أنظمة الحكم بالسعودية والبحرين والإمارات وقطر، الدول القومية البعثية والناصرية عندما كانت مسيطرة على الجامعة العربية كانت شعاراتهم فاشلة، طيب عندما سيطرت دول الرجعية العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين على قرارات الجامعة العربية فما الذي قدموه لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، الآن العالم يشاهد قتل وابادة أطفال ونساء العرب الفلسطينيين السنة في غزة لم تقوم السعودية ودول الخليج بالتوسل وتقبيل ايادي نتنياهو لوقف الحرب، رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم قال نحن العرب لانملك لغة سوى تقبيل الأيدي والتوسل لدى الامريكان، فلماذا لايقوم قادة دول الخليج في تقبيل أيدي جو بايدن ومحبوب العرب نتنياهو ليعطفون عطف ابوي على وقف إبادة قتل أطفال ونساء غزة، حجم الصواريخ التي ألقيت والخوف والجوع كفيل في جعل حتى الناس الذين يسلمون من القتل بالصواريخ يكونون مصابين في أمراض نفسية تبقى تلازمهم طيلة حياتهم.

انا عندما أقف إلى جانب نساء واطفال غزة لايعني أنني أقف مع حماس أو فتح أو غيرهم، مطالباتنا بوقف الحرب من عامل إنساني واخلاقي، اذا كانت دول القومية البعثية والناصرية امعات وجهلة، فإن دول الرجعية العرب ديوثين منتهكي الكرامة، تم نكحهم واذلالهم وحلبهم بالعلن، ورغم تطبيعهم المجاني لكن أيضا تم اذلالهم أمام شعوبهم وشعوب العالم، أعجبني رجل دين لبناني سني يقول مليار مسلم سني ينتظرون من مليون شيعي بجنوب لبنان ينصرون أهالي غزة هههه هههههه.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عربي مستقل.

26/10/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك