التقارير

تجارة أشد فتكا من الحروب..!

1494 2023-02-01

عبدالملك سام ||

 

🔘 فساد الغذاء هو نوع من المفاسد التي أنتشرت في ظل الحضارة الغربية المهيمنة، ومما يتجاهله الناس اليوم هو أن للغذاء تأثير على التصرفات، وهو ما يظهر أهميته في العقائد والتشريعات المختلفة، حيث يتم التفريق فيها فيما هو حلال وحرام، وأيضا في نوعية الأكل الذي يتم تناوله من قبل فئات معينة لتأثيره على الأعمال التي يقومون بها.

المأكل الطيب له تأثير كبير على صحة الإنسان، ولو سألت أي طبيب عن تأثير المأكولات على الصحة لأجابك بأنها السبب الرئيس في كل أنواع العلل والأمراض منذ القدم، كما أن العادات الحديثة سببت لنا أمراضا مستحدثة أيضا، وهو تصديق للمقولة القديمة المأثورة: "المعدة بيت الداء"، وهناك تحذير يوجهه الطبيب إليك وهو يشير بيده محذرا: إحذر مما تدخل في فمك!

والحال هكذا، فمن الطبيعي أن تركز الشركات العالمية على المأكولات؛ فهي تعود عليهم بعوائد مالية كبيرة نتيجة الأحتكار والسيطرة على أسواق الغذاء، وقد مهدت الأنظمة المهيمنة لها الطريق عبر تشريعات ملزمة تحت مسمى "العولمة" و"حرية التجارة"، والعمل على توجيه الأذواق نحو منتجات هذه الشركات عبر ماكينة إعلامية ضخمة، وهذا ما نراه اليوم في إنتشار المطاعم والمنتجات عابرة الحدود، والتي باتت تغطي كل أنحاء العالم تقريبا.

بالطبع هذه المنتجات يتم التركيز فيها على المذاق والشكل والسعر قبل أي شيء آخر، أما الفائدة الغذائية والقيمة الصحية فهما آخر إهتمامات منتجي هذه السلع، وهذا ما جعل سعر قطعة اللحم التي توضع في شطائر البرجر مثلا أقل من سعر تفاحة! وحاليا يتجهون نحو زراعة اللحوم في المعامل بدل المزارع، ومعظم الأبحاث اليوم تحاول تقليل تكلفة الإنتاج المعملي تمهيدا لغزو الأسواق بمنتجات "معدلة".

أخطر هذه المنتجات التي تغزو أسواقنا اليوم ربما هي الدقيق والمشروبات الغازية والحلويات، هذا بالإضافة للأدوية ومواد العناية الشخصية والألبان وغيرها من المنتجات عالية الإستهلاك، وكل هذه المنتجات تحظى بالرواج رغم ما يثار حولها من شكوك صحية بعد الإنتشار غير الطبيعي لأمراض مزمنة وفتاكة كالسرطان والسكر وأمراض الكبد والكلى وغيرها!

بسبب ما تعانيه المجتمعات حول العالم جراء إنتشار هذه الأمراض والأوبئة، إتجهت الكثير من الدول والحكومات نحو فرض قيود على هذه المنتجات، وللأسف فإن هذه الدول هي نفسها التي تقوم بإنتاج هذه المواد الضارة، وفي نفس الوقت لا تسمح ببيعها في أسواقها المحلية إلا وفق معايير تختلف عما هي عليه في المنتجات التي تصدرها إلى أسواقنا.

فمثلا لا يتم السماح ببيع حليب الأطفال الذي تنتجه بعض الدول الأوربية على أراضي الإتحاد الأوروبي، ولكنها تقوم بتصدير هذه البضائع إلى دول العالم الثالث!

الأمر بالغ الخطورة، خاصة وإستهلاك هذه البضائع الرديئة له آثار إقتصادية وإجتماعية وصحية سيئة على المدى المتوسط والبعيد يؤثر على مصير هذه المجتمعات، أي أنها تؤثر على مستوى الأمن القومي للدول التي تستهلك هذه البضائع، ورغم أن "الحمائية" تعتبر حلا معقولا لكبح معظم هذه المخاطر، إلا أن هذا الأمر يتم التعامل معه ببطئ ولا مبالاة غريبين.. فمتى سنتحرك في مواجهة هذه الحرب الكيميائية؟!

ℹ️ الحمائية (Protectionism)‏: هي سياسة اقتصادية لتقييد الواردات من البلدان الأخرى، من خلال أساليب مثل: التعريفات الجمركية على البضائع المستوردة، وحصص الاستيراد، ومجموعة متنوعة من اللوائح الحكومية الأخرى.

- المصدر: ويكبيديا

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك