تحقيق: عدنان عباس سلطان
تنتشر الامراض الخطيرة بين المواطنين بشكل مدمر بسبب تكاثر الكلاب السائبة بصورة مفرطة في مركز المدينة والاحياء المحيطة بها حيث تقدر الاعداد بآلاف الكلاب والقطط.
تقول الدكتورة سهير صالح مهدي من قسم الطوارئ في المستشفى الحسيني العام اننا في بعض الاسابيع نستلم حالة او حالتين كل ثلاث ساعات تتصل بالكلاب كعَظّة او تاثيرات بسبب هذين الحيوانين السائبين وتقصد بهما الكلاب والقطط.
وتقول الدكتورة صباح حسين ، اثناء الليل تتحول الكلاب السائبة التي تبدو مسالمة الى حيوانات شرسة تقطع الطريق على المارة حيث يتعرض مستخدمو الطريق الى العظ وهي الحادثة الخطيرة التي يصعب علاجها والتي لا يمكن فيها معرفة الكلب الحامل للمرض وعدم تشخيصه على الاطلاق من قبل المتعرض للعظة وهو الخيط الذي تسلكه الجهات الصحية لتحديد المصل الملائم
يعلق الدكتور على محمد شريف في قسم الباطنية للمستشفى العام، ان الكلاب تعد من الحواضن الملائمة للطفيليات التي تخمل في دورة نموها وتكون القطط السائبة حلقة وصل سريعة لإيصال العدوى الى الانسان وبهذا يكون تينك الحيوانين حواضن فعالة لانتشار الوباء وحدوث الوفيات والاجهاضات لدى النساء والمؤدية في النهاية الى العقم.
من ثم التقينا الدكتور عباس سلمان الطائي في مركز الصحة الوقائية ان الامراض التي تسببها الكلاب السائبة للانسان تكمن خطورتها في ان علاجها طويل الامد والمواطن في اغلب الاحيان لايدرك هذه الخطورة ولا يداوم على العلاج بصورة مستمرة الى ان تسوء الحالة ولا ينفع عند ذاك العلاج.
اما بالنسبة للقطط السائبة فانها ذات خطورة على النساء بشكل خاص حيث من اثارها التشوهات والوفيات بين الاطفال والاجنة والنساء وفي ابسط الحلات تؤدي الى العقم الدائمي.
توضح المختبرية رقية رضا محمد في مستشفى الاطفال قائلة، ان ارتفاع درجة الحرارة التي تسببها عظة الكلب او داء القطط في جسم الانسان يؤدي الى تقصف او موت كريات الدم البيضاء وبهذا يفقد الجسم اهم دفاعاته الطبيعية ويكون عرضة لامراض اخرى مع ما تسببه جراثيم الحيوانين ولا يفيد بالتالي العلاج مهما امتلك من حيوية طبية.
الدكتور محمد جواد ال طعمة يقول ان جرثومة الكلب التي ينقلها الى البشر والمسماة طبيا بالتوكسوبلورما تكون قاتلة ان لم تتخذ بشانها اجراءات صحية سريعة والامصال الملائمة لهذا المرض وتشكو الجهات الصحية من عدم توفرها بالشكل المتساوي في جميع المراكز الصحية اما بخصوص القطط فان الامراض التي تنقلها عبر برازها او لعابها لايقل خطورة عما تنقله من امراض خطيرة للبشر عن الكلاب وخصوصا وان القطط تستطيع الدخول بسهولة الى المنزل ونشر المرض على ادوات الطبخ والمستلزمات التي يستخدمها الانسان وفي الوقت نفسه يمكنها تناول الفئران التي تشكل السلسلة المرضية الاساس في داء القطط.
في لقائنا مع الدكتور حسن محمد طاهر في مديرية المستشفى البيطري وهو المكان الاختصاص والمباشر لمعضلة الكلاب والقطط السائبة قال لـ شبكة النبأ، لن اتحدث عن المخاطر بكونها شئ مفروغ منه خلال استطلاعك حول الخطورة الكبيرة التي تنشرها الكلاب والقطط السائبة لكن الحديث عن التفاعلات التي تجعل من المرض كارثيا تبتدئ في مجازر اللحوم وبيعها وطريقة عرضها الامر الذي يفتقد لادنى الشروط الصحية حيث الجزر والبيع على الارصفة وغالبا الحيوانات المعروضة في العراء مريضة لم تخرج من خلال الجهات الصحية او اشرافها فيما يلقي القصابين البقايا في نفس المكان الذي يبيعون فيه اللحم فتتناوله الكلاب والقطط وتسعى الى نشره الى اوسع مدى وفي كربلاء تجد ان الاحذية توضع في صناديق زجاجية وتسلفن بعناية فائقة لكن الغذاء الذي يتناوله البشر مكشوف للجراثيم والذباب وعرضة للتلوث بالامراض وهي مفارقة كبيرة فهل هذا ينتمي لحضارة ام ثقافة الوسخ المهيمنة في الفضاء العراقي ونحن نتحدث عن مدينة مقدسة هي بذاتها عرضة للملاحظة العالمية من شتى مناحي الفضاء الفسيح.
الفقر في المستلزمات بل ان المستلزمات بدائية بشكل يثير العجب والعالم تحول الى قرية صغيرة ونحن نعلم بان هناك اجهزة متطورة لمكافحة الحيوانات الشرسة والمريضة كاجهزة الليزر التي تسبب العقم لاناث الكلاب مثلا ويمكن ان اقول بان الايفادات الى العالم المتطور لم يجر الحديث عنها لا من قريب ولا من بعيد ولم يطرح مشروع تدريب المختصين في الدول الاخرى للاستفادة من الخبرات في هذا المجال.
لا زلنا نستورد السموم الخاصة بالكلاب المسعورة والمريضة وهي ادوية ليست فعالة في كل الاحوال مما يضطرنا الى زيادة الجرعة وقد يؤدي ذلك الى عدم تناول الكلاب للطعم مما يستدعي ان يجري قتلها بالخراطيش الخاصة وهذا ليس فعالا ايضا بكون الوقت الملائم هو اثناء الليل والظرف الأمني لا يسمح لمثل هذا الفعل في اغلب المناطق.
الدكتور حسن محمد طاهر قال، ان الأمر الكارثي الحاصل في البيئة الصحية هو اننا بحاجة الى حملة كبيرة تستدعي ان تكون الشرطة ضمن الفاعلين فيها إضافة الى جهد البيطرة ولجعل الحملة اكثر فاعلية من خلال ادخال المواطن طرفا حيويا مقابل كمية معقولة من النقود كتشجيع في مساهمته لتنظيف البيئة وجعلها في مستوى افضل.
واضاف الدكتور حسن اما بخصوص الجانب الاعلامي فان الملصقات تقوم بدور حيوي لو وضعت على شكل بوسترات في الاماكن العامة والمحلات وواجهات الدوائر الحكومية لتظهر مدى خطورة الكلاب والقطط في انتشار الوباءات الخطيرة، وهذا الامر يستدعي تخصيص الاموال المناسبة لكي نضمن نتيجة ايجابية جيدة.
واما الفُرَق العاملة لدينا فهي قليلة العدد ورغم انها تعمل ليلا ونهارا لكن فعلها محدود جدا وربما يمكن القول بانها تقلل من تسارع النمو العددي للكلاب ولكن الكلاب تستمر في التكاثر رغم الجهود المبذولة ذلك بكونها تلد كل شهرين فالانثى قد تلد من خمسة الى تسعة جراء خلال ثلاث اشعر وتكون بعد ثلاث الاشهر الاخرى مستعدة لمرحلة التكاثر وهكذا ويمكن من خلال ذلك تصور الحيوانات من الكلاب والقطط واعدادها التي تقدر بمئات الآلاف في مدينة كربلاء وضواحيها ويمكن تصور عمل الفرق ومستلزماتها البدائية ومكافحتها لهذا العدد الهائل من الكلاب على الاقل.
ان جهودنا الاعلامية في توعية المواطن محصورة ومحدودة فكلما تذهب فرقنا الى منطقة تقوم برمي اوراق عادية لا تجلب نظر المواطن وهي تشبه المنشورات نكتب فيها حول القضاء على ظاهرة الكلاب السائبة وضرورة قيام المواطن بالاخبارعنها.وهي اوراق نقوم بطبعها في دائرتنا وبكميات محدودة كما اسلفت.
يقول مالك عباس قنبر وهو احد افراد الفرقة المختصة بملاحقة الكلاب السائبة، ان فرقتنا وان كان افرادها قليلون الا انها فعالة بحدود امكانياتنا في السيطرة نسبيا على سرعة تكاثر الكلاب السائبة ورغم ذلك فان بعض المناطق تعوض السرعة ذاتها ومن تلك المناطق التي لاتجري فيها المكافحة ليلا بسبب الظروف الامنية وعدم امكان استخدام الخراطيش لحساسية اصواتها على المواطنين.
واضاف، ان هذه الظاهرة تعم جميع المحافظات ولا تقتصر على محافظة كربلاء وحدها ونحن طبقا لذلك بحاجة الى حملة وطنية تدعمها الحكومة بالاموال والاعلام والمستلزمات الفنية.
اما عبيد مسيلم في مركز الوقاية الصحية فيقول ، تأتينا بعض الحالات التي تتصل بالكلاب السائبة لكننا نحيلها الى المستشفى العام بحسب الاختصاص والمشكلة لايمكن فصلها عن البيئة العامة سواء المواطن او البلدية او البيطرة والنسق الاداري لمجلس المحافظة هذا الترابط يفترض التنسيق بين كل هذه الاطراف لمعالجة هذا الامر الخطير.. مشكلة الامراض والضجيج والمزابل واجراءات الصحة واشتراطاتها في منح الاجازات للمحال الغذائية بصورة عامة.
ومنطقة الشريعة في كربلاء شهدت اول امس حادثة مروعة حيث هاجم كلب مسعور مصاب بالداء الخطير الاطفال في داخل المنزل واصيب الاطفال الثلاثة بجروح بليغة ونقلوا على اثرها الى المستشفى العام حيث كان اهليهم خارج البيت من اجل العمل في المزرعة العائدة لهم ولا زال الاطفال تحت الاشراف الصحي في المستشفى الحسيني وقد علمنا هذا الخبر من المعاون الطبي حسين سلمان عودة اثناء زيارتنا الى المركز الصحي في الشريعة التابع لصحة كربلاء.
بعض المواطنين يعتقد بان التعرض لهذه الحيوانات الخطيرة قد لا يكون منصفا او انها خطيئة بدرجة ما وهذا الشعور قد يكون ارتجاعا لتربية الكلاب في بيئتها الريفية الطبيعية هناك ولذا فقد التقينا الشيخ نجاح الحسناوي باعتباره مرشدا دينيا وسالناه عن مسوغ مكافحة الكلاب السائبة قال عندما يتعلق الامر بحماية الناس من الامراض التي تسببها الكلاب والقطط السائبة والتي يحتمل حملها للمرض واحتكاكها مع الكلاب السليمة واحتمال انتشار المرض ضمن المجاميع ويكون من الصعوبة فرزها فتعتبر جميع الكلاب مصابة ويجري مكافحتها وعلى وجه الخصوص تلك الكلاب التي تعيش خارج البيئة الزراعية بصورة سائبة ويستثنى الكلاب المرباة في البيوت والمسجلة لدى دائرة البيطرة ومحصنة صحيا ضد داء الكلب وغيره من الامراض من خلال مبرز توثيقي رسمي بحيث يضمن خلوها تماما من الضرر في المجتمع ومن هذا المفهوم يجدر بالمواطن ان يكون فعالا في ازالة الخطر العام.
واخيرا فان الكرة في ملعب الجهات ذات العلاقة لاستصدار القرار المعالج لدرء الخطر الكبير في محافظة كربلاء المقدسة كذلك في باقي المحافظات للقضاء نهائيا على هذه الظاهرة الخطرة ومن اجل مدن ليس فيها كلاب سائبة ولا مزابل آسنة ولا غذاء مكشوف يكتنز بالجراثيم.
شبكة النبأ
https://telegram.me/buratha