التقارير

هل ينتقم بِن سَلمان لنفسه من واشنطن نتيجَة تَخَلِّيها عنه في اليَمَن؟


د. إسماعيل النجار ||   العلاقات تزدادُ توتراً بين قصر اليمامة والبيت الأبيض ومنسوب الثقة الكبير الذي كان بينهما بدءَ ينخفص بسرعه بعدما أولَتهُ السعودية إهتماماً كبيراً إتجاه الولايات المتحدة الأميركية، وذلكَ بعد تَخلِّي واشنطن العلني والفاضح عنها خلال عدوانها على اليمن، وتركها وحيدة تعاني الأَمَرَّين من جَرَّاء الضربات الصاروخية البالستية والطائرات المُسَيَّرَة اليَمَنِيَة في العمق السعودي على مواقعٍ إقتصادية إستراتيجية فيها، تسببت في  خَفَّضَ مستوى الإنتاج والتصدير في حقول النفط وخزانات التوزيع الضخمة لشركة أرامكو، الرأس السعودي إنكشَف بشكلٍ كامل وهوَ مُعَرَّضٌ للقطع على يَد اليَمَنيين بسبب النفاق الأميركي على قيادة المملكة ألتي فقدت صبرها من وقوف أميركا مكتوفَة الأيدي ومتفَرِّجَة على الدمار الهائل الذي تُحدِثهُ الصواريخ البالستية اليمنية، تحت أنظار الباتريوت.  حيث تطوَرَت في السنتين الأخيرتين العمليات العسكرية في العمق السعودي جَوَّاً وبشكلٍ مخيف، ولي العهد محَمَد بن سلمان وشريكه ولي العهد الإماراتي لَم يَرُدآ على إتصال الرئيس الأميركي جُو بايدن عندما حاول الطلب منهما زيادة إنتاج النفط اليومي خلافاً لما تَنُصَ عليه إتفاقية أوبِك، فكانت الصفعه المزدوُجَة مؤلمة للرئيس الأميركي الذي كان يرفض الرَد على إتصالات بن سلمان ولمَرَّاتٍ عِدَّة، وضَرَب بعرض الحائط كل الهواجس السعودية من نتائج توقيع أي إتفاق نووي مع طهران لا يلتمس ضماناتها التي طلبتها الرياض من واشنطن، بعد الإجتياح الروسي لأوكرانيا توسعت دائرة الإتصالات الروسية السعودية حتى شمَلَت أبو ظبي التي إستقبلَ ولي عهدها الرئيس السوري بشار الأسد بطلب روسي ورضا سعودي في أول رسالة إماراتية سعودية لإدارة بايدن الذي غَضِبَ وأستشاط إستنكاراً للخطوة، رسالة إماراتية سعودية تشير إلى تراجع منسوب الحرارة في العلاقة بينهم وبين واشنطن التي إنكسرت هيبتها، والتي تتعامل معهم كشركات بترول أو محطات وقود فقط لا غير، بن سلمان الذي طلب من الإدارة الأميركية ضمانات بعدم فتح ملف ١١ سبتمبر، وملف جمال خاشقجي، وملف حقوق الإنسان في المملكة، وجرائم الحرب التي إرتكبها جيشه في اليَمَن، لَم يلقىَ أي جواب أو تجاوب  من الإدارة الأميركية، فَتَوَجَسَ الدب الداشر خيفةً من الصمت الأميركي فقررَ أن يلعبها صولد بوجه الإدارة الحاليه وربما قد يصبح العدَّاد ثابتاً على الأصفار بين البلدين في حال شعر ولي العهد السعودي بأن رأسه سيُقطَع يمنياً أو أميركياً بفتح الملفات،  من أجل ذلك إزداد الغزَل السعودي الروسي الإماراتي حتى بلغَ مبلغه والرئيس بوتين أشادَ بمحمد بن سلمان وبعدَة مناسبات وأعتبره شريكاً محترماً يستحق الإهتمام الروسي وبناء علاقات معه وخصوصاً أنه أوَّلَ مَن بادر الإتصال بموسكو لتنفيذ مشاريع بمليارات الدولارات،  والأمور آخذة بالتطور بين البلدين نحو الأفضل حيث بدأت الرساميل الروسية تتدفق على أبو ظبي والرياض في عز الحصار والعقوبات الأميركية على روسيا التي رفضَت الرياض وأبو ظبي المشاركة فيها وامتنعآ عن التصويت على قرارٍ يدين الغزو الروسي لأوكرانيا وأتخذا موقفاً محايداً من الأزمة، بينما رشَحَ حديث غربي عن لسان مسؤولين سعوديين أن المملكة مستعدة لقطع العلاقات مع واشنطن بالكامل، فهَل يفعلها بن سلمان إنتقاماً لنفسهِ وحفاظاً على رأسهِ في أكثر زمان مؤاتٍ للمملكة للإنتقال من محوَرٍ إلى آخر بأقَل خسارة ممكنة أو تَكلِفَة سياسية، في جَو محتقِن وإنقسام عامودي دولي بسبب الأزمة الأوكرانية، ولكن يبقى هناك سؤال يدور في أذهاننا فيما لو حصلَ ما نتوقعه من رجلٍ مجنون لا يأبه إلَّا لعرشه وسلطته وعناده هل ستبقيه المخابرات الأميركية حياً؟   بيروت في..               15/4/2022
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك